الثلاثاء 26 مارس / مارس 2024

واشنطن تسلّم طوكيو أميركيَين متهمَين بمساعدة كارلوس غصن

واشنطن تسلّم طوكيو أميركيَين متهمَين بمساعدة كارلوس غصن

Changed

كارلوس غصن
تم تهريب غصن على متن طائرة خاصة عبر وضعه داخل صندوق معدات عندما كان خارج السجن بكفالة بانتظار محاكمته (غيتي)
سُلّم الأميركي مايكل تايلور ونجله بيتر إلى مسؤولين يابانيين بعدما خسرا دعوى رفعاها أمام القضاء لمنع السلطات الأميركية من تسليمهما إلى طوكيو.

سلّمت الولايات المتّحدة مواطنَين أميركيَّين إلى السلطات اليابانية، أمس الإثنين. وهما مطلوبان للقضاء الياباني بتهمة مساعدة كارلوس غصن، الرئيس السابق لتحالف رينو-نيسان، على الفرار إلى لبنان في 29 ديسمبر/ كانون الأول 2019، بحسب ما أفاد محاميهما.

وقال المحامي بول كيلي: "إنّ موكّليه مايكل تايلور ونجله بيتر سُلّما إلى مسؤولين يابانيين بعدما خسرا دعوى رفعاها أمام القضاء لمنع السلطات الأميركية من تسليمهما إلى طوكيو التي تتّهمها مع شريك ثالث لهما هو اللبناني جورج-أنطوان الزايك بمساعدة غصن على الفرار".

وأضاف المحامي: "هذا يوم حزين للأسرة ولجميع الذين يعتقدون أنّ قدامى المحاربين يستحقون معاملة أفضل من بلدهم".

وكانت السلطات اليابانية أصدرت مذكرة اعتقال بحقّ مايكل تايلور، وهو عسكري سابق كان يخدم في الوحدات الخاصة الأميركية، وابنه بتهمة مساعدة غصن على الفرار إلى وطنه الأم.

وقد اعتقلتهما السلطات الأميركية في مايو/ أيّار. وكان بيتر تايلور يومها في بوسطن يحاول الفرار من الولايات المتحدة إلى لبنان، البلد الذي لا تربطه بالولايات المتّحدة معاهدة لتبادل المطلوبين.

وفور اعتقالهما رفع الأب وابنه دعوى قضائية يطلبان فيها منع الحكومة من تسليمهما إلى اليابان؛ لأنهما قد يواجهان في سجونها ظروفًا شبيهة بالتعذيب.

وأيّدت المحكمة العليا الأميركية، في 13 فبراير/ شباط، الأحكام الصادرة في هذه القضية عن محاكم البداية والاستئناف، وسمحت بالتالي للحكومة بتسليم الأب وابنه إلى السلطات اليابانية.

وأظهرت وثائق قضائية أميركية أنّ مايكل تايلور ونجله بيتر وشريكهما الثالث اللبناني الزايك ساعدوا في تهريب غصن من أوساكا في غرب اليابان إلى لبنان بعدما وضعوه داخل صندوق كبير أسود اللون يشبه الصناديق المستخدمة لنقل الآلات الموسيقية. ونقلوه عبر مطار أوساكا إلى مطار أتاتورك في إسطنبول ومنه إلى مطار بيروت.

وقال الادعاء: "إن مايكل تيلور وابنه تلقيا 1.3 مليون دولار مقابل خدماتهما".

ووصل غصن إلى بيروت في 30 ديسمبر/ كانون الأول. وروى قاضٍ لبناني رفض الكشف عن اسمه، لـ"العربي"، أن غصن "هُرّب عبر شركة أمنية نفذّت عملية خاصة بواسطة التمويه باستخدام فرقة موسيقية".

وكان غصن، البالغ 66 عامًا، موضوعًا في الإقامة الجبرية في اليابان، ويحاكم بتهمة اختلاس أموال.

ووصف المدّعون العامّون الأميركيون عملية تهريب غضن آنذاك، بأنّها "واحدة من أكثر عمليات الهروب وقاحة وإتقانًا في التاريخ الحديث".

وكانت محكمة في إسطنبول قضت الأسبوع الماضي بسجن ثلاثة أتراك، هم مسؤول في شركة لتأجير الطائرات الخاصة وطياران، بعدما أدانتهم بمساعدة غصن على الفرار. ودفع الطياران ببراءتهما، وأكدا أنّهما لم يكونا على علم بوجود غصن على متن طائرتهما.

وكان غصن أوقف في اليابان في نوفمبر/ تشرين الثاني 2018، وأودع السجن لكنه استغلّ وضعه قيد الإقامة الجبرية ليرتّب عملية فرار جريئة أحرجت السلطات القضائية اليابانية، وأثارت تساؤلات حول الجهات الضالعة في تهريبه.

ويحمل غصن ثلاث جنسيات، الفرنسية واللبنانية والبرازيلية، وصدرت بحقّه مذكرة توقيف دولية، لكنه يقيم في لبنان الذي لا يرتبط مع اليابان بمعاهدة لتسليم مطلوبين، منذ فراره من أوساكا.

المصادر:
العربي / أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close