الثلاثاء 23 أبريل / أبريل 2024

عودة حزب غباغبو.. انتخابات تشريعية "استثنائية" في ساحل العاج

عودة حزب غباغبو.. انتخابات تشريعية "استثنائية" في ساحل العاج

Changed

نساء يشاركن في تجمع الحملة الانتخابية البرلمانية في ساحل العاج
نساء يشاركن في تجمع الحملة الانتخابية البرلمانية في ساحل العاج. (غيتي)
تشارك كل الأطراف السياسية الكبرى في هذه الانتخابات، للمرة الأولى منذ عشر سنوات، بعدما قاطعت المعارضة الاقتراع الرئاسي في أكتوبر 2020.

يختار أكثر من سبعة ملايين ناخب في ساحل العاج، اليوم السبت، نوابهم خلال اقتراع تُعقد عليه الآمال في العودة إلى حياة سياسية سلمية، بعد أربعة أشهر من الاضطرابات.

ويجري التصويت في 22 ألف مركز للاقتراع، لانتخاب 255 نائبًا في 205 دوائر انتخابية.

وللمرة الأولى منذ عشر سنوات، تُشارك كل الأطراف السياسية الكبرى في هذه الانتخابات، بعدما قاطعت المعارضة الاقتراع الرئاسي الذي جرى في أكتوبر/تشرين الأول 2020، ووقعت قبله وبعده أعمال عنف سقط فيها 87 قتيلًا ونحو 500 جريح.

والخميس الماضي، انتهت الحملة الانتخابية التي دعت للاقتراع بسلام، وسط ترحيب اللجنة الانتخابية المستقلة. وأكدت اللجنة يوم الجمعة أن "مختلف الأطراف المشاركة في العملية اعتبروا، بشبه إجماع، أن الحملة جرت في كل أنحاء البلاد بطريقة سلمية، رغم بعض الحوادث التي كانت في نهاية المطاف طفيفة وهامشية".

عودة الجبهة الشعبية

ويشهد هذا الاقتراع عودة كبيرة لـ"الجبهة الشعبية لساحل العاج"، حزب الرئيس السابق لوران غباغبو، إلى السباق الانتخابي. وكانت الجبهة قد قاطعت كل عمليات الانتخاب التي جرت منذ اعتقال غباغبو في أبريل/ نيسان 2011 في أبيدجان، ونقله إلى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، بعد أعمال العنف التي أعقبت الانتخابات، وقتل فيها نحو ثلاثة آلاف شخص.

ومن أجل عودتها، أبرمت "الجبهة" التي تعدّ محرك تحالف "معًا من أجل الديمقراطية والسيادة"، حلفًا انتخابيًا مع منافسها التاريخي "الحزب الديمقراطي لساحل العاج"، بقيادة الرئيس الأسبق هنري كونيه بيدييه.

وأسّس الحزب الديمقراطي لساحل العاج فيليكس هوفويت بوانيي المعروف باسم "أبو الاستقلال"، الذي كان لوران غباغبو من معارضيه الرئيسيين، ما أدى إلى سجنه مرات عدة.

وكانت الجبهة الشعبية والحزب الديمقراطي لساحل العاج قد قاطعا الانتخابات الرئاسية الأخيرة التي جرت في 31 أكتوبر/ تشرين الأول. وهما لا يعترفان بإعادة انتخاب الحسن واتارا لولاية ثالثة مثيرة للجدل. لكنهما يسعيان اليوم إلى تأمين أغلبية في البرلمان لمنع "توطيد السلطة المطلقة" من قبل واتارا وحزبه "التجمع من أجل الديمقراطية والسلام".

موجة برتقالية

في المقابل، يبدو "التجمع من أجل الديمقراطية والسلام" بقيادة واتارا الحزب "الوحيد" القادر على تقديم مرشحين في كل الدوائر، واعدًا بـ"موجة برتقالية" لمواصلة "إصلاحات" رئيس الدولة، في إشارة إلى اللون المعتمد في الحزب.

وفي الانتخابات التشريعية السابقة التي جرت في ديسمبر/ كانون الأول 2016، فاز حزب واتارا الذي تحالف مع الحزب الديمقراطي لساحل العاج، بأغلبية مطلقة تمثّلت بـ167 مقعدًا في البرلمان.

وفي مواجهة "التجمّع من أجل الديمقراطية والسلام" وتحالف "الجبهة الشعبية" و"الحزب الديمقراطي لساحل العاج"، يخوض تحالف آخر بين باسكال أفي نغيسان، رئيس الوزراء السابق في عهد غباغبو، والوزير السابق ألبير مابري تويكيوس، والقائد السابق لـ"الشباب الوطنيين" شارل بلي غودي الذي كان من أعمدة مؤيدي لوران غباغبو.

لوران غباغبو
لوران غباغبو (غيتي)

غباغبو عائد "قريبًا"

وفي العام 2019، برأت المحكمة الجنائية الدولية غباغبو وبلي غوديه من تهمة جرائم ضد الإنسانية، لكنهما ما زالا يعيشان في أوروبا.

ويقيم غباغبو في العاصمة البلجيكية بروكسل منذ إطلاق سراحه المشروط من قبل المحكمة الجنائية الدولية في يناير/ كانون الثاني 2019، في انتظار استئناف محتمل من قبل المدعية العامة للمحكمة فاتو بنسودا. أما غوديه فيقيم في لاهاي.

وينتظر أنصار غاغبو عودته "قريبًا". وقال غباغبو: "أنوي، بعودتي، أن آخذ مكاني في عملية المصالحة الوطنية والمساهمة في إعادة ترسيخ أواصر الأخوة والود والتضامن التي لطالما تميّز بها شعبنا". ورحّب الرئيس واتارا بهذه العودة، معلنًا تأييده لهذه الخطوة باسم "المصالحة الوطنية".

المصادر:
أ.ف.ب.

شارك القصة

تابع القراءة
Close