الأربعاء 24 أبريل / أبريل 2024

"العنف خيانة للدين".. البابا والسيستاني يوجّهان نداءً من أجل السلام

"العنف خيانة للدين".. البابا والسيستاني يوجّهان نداءً من أجل السلام

Changed

 أقام البابا صلاة مع ممثلين عن الشيعة والسنة والأيزيديين والصابئة والكاكائيين والزرداشتيين في أور.
أقام البابا صلاة مع ممثلين عن الشيعة والسنة والأيزيديين والصابئة والكاكائيين والزرداشتيين في أور (غيتي)
تطرّق البابا فرنسيس منذ وصوله إلى بغداد إلى كل القضايا التي يُعاني منها العراق، وطالب خلال اجتماعه مع الرئيس العراقي بوضع حد للعنف وانتشار الأسلحة.

بعد دعوته من بغداد للاستماع إلى "من يصنع السلام"، التقى البابا فرنسيس، السبت، في اليوم الثاني من زيارته التاريخية الى العراق، المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني الذي أكد على "أمن وسلام" المسيحيين العراقيين. 

وبعد النجف، التي شكّل فيها اللقاء مع السيستاني أبرز محطات زيارة الحبر الأعظم، حطّ البابا فرنسيس في أور، الموقع الرمزي من الناحية الروحية، حيث ندّد بـ"الإرهاب الذي يسيء إلى الدين". 

وقال البابا في خطابه الذي سبق صلاةً مع ممثلين عن الشيعة والسنة والأيزيديين والصابئة والكاكائيين والزرداشتيين: "لا يصدر العداء والتطرف والعنف من نفس متدينة، بل هذه كلها خيانة للدين".

وأضاف: "نحن المؤمنين، لا يمكن أن نصمت عندما يسيء الإرهاب للدين، بل واجب علينا إزالة سوء الفهم"، وذلك بعد حوالي أربع سنوات من دحر تنظيم "داعش" الذي سيطر بين عامي 2014 و2017 على أجزاء واسعة من العراق وزرع الرعب والدمار.

وشكّلت زيارة أور، الموقع الأثري في جنوب العراق، الذي يُعتقد أنه مكان مولد النبي ابراهيم، أب الديانات السماوية، حلمًا للبابا الأسبق يوحنا بولس الثاني في عام 2000، قبل أن يمنع الرئيس صدام حسين الزيارة حينها.

"أمن وسلام" 

وقبل زيارة أور، التقى الزعيم الروحي لـ1,3 مليار مسيحي في العالم، المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني الذي يعدّ أعلى سلطة روحية بالنسبة للعديد من الشيعة الذي يصل عددهم إلى نحو 200 مليون حول العالم.

وفي اللقاء المغلق الذي دام نحو ساعة، أكّد السيستاني "اهتمامه بأن يعيش المواطنون المسيحيون كسائر العراقيين في أمن وسلام"، بحسب بيان صدر عن مكتبه بعد الاجتماع. وشدّد السيستاني على ضرورة أن يتمتع المسيحيون "بكامل حقوقهم الدستورية".

وبحسب بيان صادر عن الفاتيكان، كان اللقاء "فرصة للبابا لتقديم الشكر لآية الله العظمى السيستاني لأنه رفع صوته مع الطائفة الشيعية في مواجهة العنف والصعوبات الكبيرة في السنوات الأخيرة، دفاعًا عن الأضعف والأكثر اضطهادًا".

وأدت سنوات من العنف والاضطهاد إلى تراجع عدد المسيحيين في العراق من 1,5 مليون في 2003 إلى 400 ألف فقط اليوم.

ويقول المسيحيون في العراق، الذين يتفرعون إلى آشوريين وكلدان وسريان: إنهم يتعرضون للتهميش والتمييز في هذا البلد الذي لم يعرف منذ 40 عامًا على الأقل استقرارًا سياسيًا وأمنيًا.

ويشكون من عدم الحصول على مساعدة من الحكومة لاستعادة منازل لهم وممتلكات صودرت خلال النزاع على أيدي مجموعات مسلحة نافذة.

ومنذ وصوله الجمعة إلى بغداد، تطرّق البابا إلى كل المواضيع الحساسة والقضايا التي يُعاني منها العراق، وليس المسيحيين فقط. وقال خلال لقائه الرئيس برهم صالح: "لتصمت الأسلحة! ولنضعْ حدًا لانتشارها هنا وفي كل مكان".

"سوريا المعذّبة" 

وفي إشارة الى المسيحيين الذين يشكلون نسبة واحد في المئة من السكان، شدّد البابا، الجمعة، على ضرورة "ضمان مشاركة جميع الفئات السياسية والاجتماعية والدينية، تأمين الحقوق الأساسية لجميع المواطنين"، قائلًا: "يجب ألا يعتبر أحد مواطنًا من الدرجة الثانية".

وسمّى البابا فرنسيس الأيزيديين "الضَّحايا الأبرياء للهمجية المتهورة وعديمة الإنسانية، فقد تعرضوا للاضطهاد والقتل بسبب انتمائهم الديني وتعرضت هويتهم وبقاؤهم نفسه للخطر".

وتعرّض الأيزيديون للقتل والخطف والسبي والعبودية والاضطهاد خلال سيطرة تنظيم "داعش" على أجزاء واسعة من العراق. وارتكب التنظيم انتهاكات في سوريا المجاورة أيضًا، التي ذكرها البابا في خطبه الجمعة والسبت.

وقال البابا فرنسيس: "السلام ليس فيه غالبون ومغلوبون، بل إخوة وأخوات، يسيرون من الصراع إلى الوحدة"، مضيفًا: "لنصلّ ولنطلب هذا السلام لكلّ الشرق الأوسط، وأفكّر بشكل خاص في سوريا المجاورة المعذّبة".

كما دعا أيضًا إلى "احترام حرية الضمير والحرية الدينية والاعتراف بها في كل مكان"، مضيفًا: "إنها حقوق أساسية، لأنها تجعل الإنسان حرًا للتأمل في السماء التي خلق لها"، في نداء مماثل للذي أطلقه خلال زيارته إلى المغرب قبل نحو عامين.

المصادر:
العربي/ أ. ف. ب.

شارك القصة

تابع القراءة
Close