في محاولة منهم للهروب من قمع الجيش خلال التظاهرات، يبتكر الناشطون في ميانمار تكتيكات احتجاجية معتمدين على خيالهم للانتقام والمواجهة.
ويستخدم الناشطون حبالًا لنشر الغسيل عُلقت عليها "لونغيي" وهي التنورة الطويلة التي تربط عند السرة، في كل أنحاء رانغون بشكل حواجز لسد شوارع المدينة.
قد تبدو هذه الوسائل غير فعّالة، لكنها ساهمت مرات عدّة في منع الشرطة من التقدم لتفريق تظاهرة مناهضة للمجموعة العسكرية.
ومن المعتقدات المتوارثة في البلاد أنه يجب على الرجال عدم الاقتراب من ملابس النساء.
وتُعد هذه من التكتيكات المستخدمة من قبل المتظاهرين منذ انقلاب الأول من فبراير/ شباط الذي أطاح برئيسة الحكومة المدنية أونغ سان سو تشي وأوصل مجموعة عسكرية إلى السلطة.
Perhaps the women's clothes (longyi) will save lives... If you don't know, the military, a fascist terrorist regime is frightened to have their sacredness affected by walking under longyi or coming in contact w/ period blood. Turns out the fascist is extremely sexist! 😬 pic.twitter.com/tZYt9IjScd
— Yasmin Ullah (@YasminJUllah) March 5, 2021
وتشرح الناشطة ثينزار شونلي يي أن "تنورة لونغيي المخصصة للنساء تعتبر مؤذية لجسد الرجال"، مضيفة "إذا مرّوا تحت إحدى هذه التنانير، فهذا يعني تدمير طاقتهم".
وأشارت الى أن بعض الجنود لا يرغبون في لمس الـ"لونغيي" خوفًا من أن يضر ذلك بفرصهم في خطوط المواجهة الأمامية.
وأضافت ثينزار: "عندما يعلّق السكان المحليون التنانير على الحبل، لا يستطيع عناصر الشرطة والجنود الانتشار في الشوارع، ولا يمكنهم عبورها. وعليهم تفكيك الحبال أولًا".
وشوهدت هذه الملابس الملونة في كل أنحاء رانغون، من حي سان تشونغ، وهو مسرح يومي للمواجهات، إلى ضواحي المدينة، فيما أظهرت صور منشورة على فيسبوك جنديًا جالسًا على شاحنة يكافح لإزالة أحد الحبال.
Soldiers believe that they're degrading when they pass under women's longyi (nether garment worn by Myanmar women). That's why people in Burma hang lognyi on the roads. Some of longyi have a picture of Min Aung Hlaing on it. #WhatsHappeningInMyanmar #Mar4Coup @YourAnonCentral pic.twitter.com/tsHstz5olN
— Shwe Yoe (@ShweYoe111) March 4, 2021
وذهب بعض السكان إلى أبعد من ذلك. فقد وضعوا صورًا لزعيم المجموعة العسكرية الجنرال مين أونغ هلاينغ على الملابس. كما علّقوا ملصقات تمثّله على الأسفلت من أجل إبطاء تقدم الجنود الذين يرفضون السير على وجه قائدهم.
متظاهرون بارعون
ومنذ الانقلاب، تغيرت رانغون؛ فمن أجل منع القوات من دخول أحيائهم، أقام المتظاهرون حواجز مؤقتة مستخدمين إطارات قديمة وأكياس رمل وخيزران وأسلاكًا شائكة.
وحمل بعض المتظاهرين أكياسًا بلاستيكية مملوءة بالمياه لرميها على قنابل الغاز المسيل للدموع وذلك بهدف "خنقها" قدر الإمكان قبل أن تؤذي عيونهم.
ويلوّح آخرون بالمرايا بوصفها دروعًا لإرباك المعسكر المعارض، ويستخدم غيرهم مطافئ الحريق من أجل إحداث سحابة من الدخان حولهم ما يسهل عليهم الهرب.
Yangon, Myanmar Photo shows how military is doing terrorist actions on the road. #CrimesAgainstHumanity #AgainstMyanmarMilitaryCoup #WhatsHappeningInMyanmar pic.twitter.com/PThiZv35d8
— CRPH Myanmar (@CrphMyanmar) March 6, 2021
وأكدت ثينزار أنه حتى مع كل براعتهم واستعارة تكتيكات من الحركات المؤيدة للديمقراطية في هونغ كونغ وتايلاند، يبقى ميزان القوى غير متكافئ. وقالت: "نحن نتمسك بمبدئنا الخاص، وهو اللاعنف.. علينا تأخير حصول هذا العنف للتأكد من أننا سنتعرض لعدد أقل من الإصابات".
وصعّد الجيش تدريجيًا حملته القمعية باستخدام الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية والرصاص المطاطي وأحيانًا الذخيرة الحية ضد المتظاهرين.
وقُتل 54 مدنيًا على الأقل منذ الانقلاب وفقًا للأمم المتحدة. وأظهرت لقطات بُثت على وسائل التواصل الاجتماعي قوات الأمن تطلق النار على الحشود وأجسادًا مضرجة بالدماء مصابة بطلقات نارية في الرأس.