السبت 13 أبريل / أبريل 2024

"تنانير وأكياس رمل ومرايا".. تكتيكات متظاهري ميانمار في مواجهة الجيش

"تنانير وأكياس رمل ومرايا".. تكتيكات متظاهري ميانمار في مواجهة الجيش

Changed

من معتقدات ميانمار أنه يجب على الرجال عدم الاقتراب من ملابس النساء
من معتقدات ميانمار أنه يجب على الرجال عدم الاقتراب من ملابس النساء (غيتي)
تغيرت رانغون منذ الانقلاب، فمن أجل منع القوات من دخول أحياء المدينة، أقام المتظاهرون حواجز مؤقتة مستخدمين إطارات قديمة وأكياس رمل وخيزران وأسلاكًا شائكة.

في محاولة منهم للهروب من قمع الجيش خلال التظاهرات، يبتكر الناشطون في ميانمار تكتيكات احتجاجية معتمدين على خيالهم للانتقام والمواجهة.

ويستخدم الناشطون حبالًا لنشر الغسيل عُلقت عليها "لونغيي" وهي التنورة الطويلة التي تربط عند السرة، في كل أنحاء رانغون بشكل حواجز لسد شوارع المدينة.

قد تبدو هذه الوسائل غير فعّالة، لكنها ساهمت مرات عدّة في منع الشرطة من التقدم لتفريق تظاهرة مناهضة للمجموعة العسكرية.

ومن المعتقدات المتوارثة في البلاد أنه يجب على الرجال عدم الاقتراب من ملابس النساء.

وتُعد هذه من التكتيكات المستخدمة من قبل المتظاهرين منذ انقلاب الأول من فبراير/ شباط الذي أطاح برئيسة الحكومة المدنية أونغ سان سو تشي وأوصل مجموعة عسكرية إلى السلطة.

وتشرح الناشطة ثينزار شونلي يي أن "تنورة لونغيي المخصصة للنساء تعتبر مؤذية لجسد الرجال"، مضيفة "إذا مرّوا تحت إحدى هذه التنانير، فهذا يعني تدمير طاقتهم".

وأشارت الى أن بعض الجنود لا يرغبون في لمس الـ"لونغيي" خوفًا من أن يضر ذلك بفرصهم في خطوط المواجهة الأمامية.

وأضافت ثينزار: "عندما يعلّق السكان المحليون التنانير على الحبل، لا يستطيع عناصر الشرطة والجنود الانتشار في الشوارع، ولا يمكنهم عبورها. وعليهم تفكيك الحبال أولًا".

وشوهدت هذه الملابس الملونة في كل أنحاء رانغون، من حي سان تشونغ، وهو مسرح يومي للمواجهات، إلى ضواحي المدينة، فيما أظهرت صور منشورة على فيسبوك جنديًا جالسًا على شاحنة يكافح لإزالة أحد الحبال.

وذهب بعض السكان إلى أبعد من ذلك. فقد وضعوا صورًا لزعيم المجموعة العسكرية الجنرال مين أونغ هلاينغ على الملابس. كما علّقوا ملصقات تمثّله على الأسفلت من أجل إبطاء تقدم الجنود الذين يرفضون السير على وجه قائدهم.

متظاهرون بارعون

ومنذ الانقلاب، تغيرت رانغون؛ فمن أجل منع القوات من دخول أحيائهم، أقام المتظاهرون حواجز مؤقتة مستخدمين إطارات قديمة وأكياس رمل وخيزران وأسلاكًا شائكة.

وحمل بعض المتظاهرين أكياسًا بلاستيكية مملوءة بالمياه لرميها على قنابل الغاز المسيل للدموع وذلك بهدف "خنقها" قدر الإمكان قبل أن تؤذي عيونهم.

ويلوّح آخرون بالمرايا بوصفها دروعًا لإرباك المعسكر المعارض، ويستخدم غيرهم مطافئ الحريق من أجل إحداث سحابة من الدخان حولهم ما يسهل عليهم الهرب.

وأكدت ثينزار أنه حتى مع كل براعتهم واستعارة تكتيكات من الحركات المؤيدة للديمقراطية في هونغ كونغ وتايلاند، يبقى ميزان القوى غير متكافئ. وقالت: "نحن نتمسك بمبدئنا الخاص، وهو اللاعنف.. علينا تأخير حصول هذا العنف للتأكد من أننا سنتعرض لعدد أقل من الإصابات".

وصعّد الجيش تدريجيًا حملته القمعية باستخدام الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية والرصاص المطاطي وأحيانًا الذخيرة الحية ضد المتظاهرين.

وقُتل 54 مدنيًا على الأقل منذ الانقلاب وفقًا للأمم المتحدة. وأظهرت لقطات بُثت على وسائل التواصل الاجتماعي قوات الأمن تطلق النار على الحشود وأجسادًا مضرجة بالدماء مصابة بطلقات نارية في الرأس.

المصادر:
أ.ف.ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close