الثلاثاء 26 مارس / مارس 2024

ملف سد النهضة.. إلى أين يمضي في ظل المبادرات المطروحة؟

ملف سد النهضة.. إلى أين يمضي في ظل المبادرات المطروحة؟

Changed

طرحت زيارة الرئيس المصري إلى السودان وما ظهر خلالها من توافق بين الدولتين الجارتين، تساؤلات حول رد الفعل الإثيوبي بشأن القضايا العالقة، لا سيما أزمة سد النهضة.

ناقش الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ورئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان العلاقات الاقتصادية والعسكرية بين البلدين والنزاع مع إثيوبيا بشأن سد النهضة.  

وظهر في أول زيارة للسيسي إلى السودان تقارب بين القاهرة والخرطوم، كما ظهر تنسيق بشأن سد النهضة. إذ أكد كل من السودان ومصر رفضهما أي إجراءات أحادية لفرض الأمر الواقع والاستئثار بموارد النيل الازرق.

ودعمت مصر رؤية السودان بشأن تشكيل لجنة رباعية دولية تشمل الاتحاد الافريقي والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة والولايات المتحدة الاميركية للتوسّط في الملف. 

"زيارة مهمة جدًا"

وتعليقًا على تطورات الساعات الأخيرة، يصف عثمان مرغني رئيس تحرير صحيفة "النهار" السودانية، زيارة السيسي إلى السودان بـ "المهمة جدًا".

ويقول مرغني  لبرنامج "للخبر بقية" أن هذه الزيارة تحمل دلالات باتجاهين؛ الأول في مواجهة مفاوضات سد النهضة التي اتفقت فيها المواقف بين مصر والسودان بعد أن كانت متباعدة، كما دعمت مصر الموقف السوداني الذي كان يطالب بإعادة هيكلة المفاوضات وإدخال وسطاء آخرين يمكن أن يشكلوا ضمانة".

ويضيف: "أما المسار الثاني، فهو يكلل عمليات مشتركة بين الطرفين في المجال العسكري، والآن هناك ما يُشبه الاتفاق والتعاون العسكري الكامل بين الطرفين، ربما ليس موجهًا ضد أحد في المنطقة، ولكن يُفهم منه أن الشراكة بين الطرفين وصلت الآن إلى مرحلة تجعل منهما حليفين تجاه أي تحديات يمكن أن تحصل في المنطقة". 

"القضية قد تتطور"

في المقابل، يلفت الكاتب والباحث الأثيوبي نور الدين عبدا، إلى أن "أثيوبيا ترى مبدئيًا أن من حق السودان عقد تحالفات تلبي مصالحه وطموحاته وتحفظ أمنه"، معتبرًا في الوقت ذاته أن "ما تلح عليه أديس أبابا هو وجوب ألا يكون ذلك على حسابها".

ويقول عبدا: "من الواضح أن اتجاه السودان، لا سيما على مستوى المكون العسكري، فيه نوع من التماهي مع مصر، ونوع من التلويح بعصا القاهرة لمحاولة الاستفادة منها في سد النهضة أو موضوع منطقة الفشقة".

ويضيف:" "لا يمكن القول إن أثيوبيا قلقة، بقدر ما أنها تواجه تحدي محاولة مصر إشغال الأطراف في أديس أبابا عبر محاولة الوصول إلى الجهات المعارضة، أكان ذلك في تيغراي أم في منطقة بني جنغول".

ويشير إلى أن مصر لم  توفر جهدًا عبر التاريخ في دعم أي عمل يمكن أن يقلق أثيوبيا، ولم تلجأ في أي لحظة من اللحظات إلى محاولة بناء علاقة هادئة معها مبنية على أساس الثقة.

ويرى أن مسألة سد النهضة إن لم يتم تداركها والوصول بها إلى بر الامان، قد تتطور لتكون مسألة الشرق الأوسط بدلًا من قضية فلسطين.   

"وضع خطير"

ويوضح الباحث في جامعة لندن مارتن بلوت أن مصر والسودان تريدان الوصول إلى اتفاقية قانونية مع الأثيوبيين تتعلق بتنظيم تدفق النهر والسد. 

ويلفت إلى أن "الأثيوبيين والأريتريين الذين يقاتلون في حرب واحدة بمنطقة تيغراي، يريدون أن يمنعوا السودانيين من دعم أهالي تيغراي الثائرين، وأيضًا أن يتعاملوا مع قضايا الفشقة وهي منطقة مشتركة، متنازع عليها حيث تزعم كل من أثيوبيا والسودان أنها جزء من أرضها، وعندما بدأت الحرب في تيغراي سحب الإثيوبيون قواتهم من تلك المنطقة ودخل السودانيون". 

ويعتبر أن المشكلة هي في أن السودانيين والمصريين تربطهم علاقة عسكرية واضحة، وإذا اندلع الصراع المحتدم أصلًا الآن، يمكن حينها أن تكون مصر متحالفة مع السودان، وأريتريا متحالفة مع الأثيوبيين، ما يمكن أن يؤدي إلى حرب في المنطقة. 

وإذ يؤكد أن هذا الوضع خطير جدًا، يرى بلوت أن كل هذه القضايا يجب أن يتم التعامل معها في الوقت نفسه، ولهذا فإنها صعبة جدًا.     

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close