الإثنين 25 مارس / مارس 2024

"سابقة من نوعها".. ماذا بعد تلويح رئيس الحكومة اللبنانية بالاعتكاف؟

"سابقة من نوعها".. ماذا بعد تلويح رئيس الحكومة اللبنانية بالاعتكاف؟

Changed

دفع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي وغياب أي أفق للحلّ، اللبنانيين إلى ساحات التظاهر من جديد، وسط مخاوف متصاعدة من خروج الأمور عن السيطرة في البلاد.

على وقع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي، وتدهور سعر الصرف الذي وصل إلى 10500 ليرة، والارتفاع الحاد في الأسعار، وغياب أي أفق للحل، عاد المواطنون اللبنانيون إلى ساحات التظاهر أملًا بالتغيير.

وإذا كان تحرّك الشارع اللبناني من جديد غير مُستغرَب، نتيجة لكلّ العوامل السابقة، فإنّ مخاوف تسود في الأوساط السياسية من خروج الأمور عن السيطرة في البلاد، لا سيّما بعد ازدياد وتيرة التحركات، وقطع الطرقات في الساعات الماضية.

وتزامنًا مع التصعيد الميداني، لفت تصعيد سياسي مع تلويح رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية حسان دياب بالامتناع عن أداء مهامه إذا كان ذلك سيزيد الضغط لتشكيل حكومة جديدة. وإذ حذر دياب من الفوضى، نبّه إلى أنّ لبنان وصل إلى حافة الانفجار.

اعتكاف بعد الاستقالة.. سابقة في لبنان

ويرى الكاتب السياسي أمين قمورية أنّ تنفيذ رئيس حكومة تصريف الأعمال لتهديده سيشكّل "سابقة"، خصوصًا أن العادة درجت على أن يسبق الاعتكاف الاستقالة، لا العكس.

ويحذر قمورية، في حديث إلى "العربي"، من أنّ توقف دياب عن مهام تصريف الأعمال سيؤدي إلى "فوضى"، وسيشلّ العمل الحكوميّ بشكل كامل، حتى في النطاق الضيّق المعمول به حاليًا.

ويعرب عن اعتقاده بأنّ دياب أراد "رفع الصوت"، لا سيما وأنّه "شبه معتكف" منذ فترة، وهو يتابع فقط بعض الأمور الإدارية، ويتجنب الأمور التي تستوجب منه أخذ قرارات محددة.

انفجار اجتماعي كبير في لبنان

ويرى قمورية أنّ المشكلة الكبرى أن أعباء 40 سنة من الفساد والمحسوبيات والمحاصصة ألقيت على دياب، مشيرًا إلى أنّ مسؤوليته أنه ارتضى لنفسه بأن يكون في هذا المكان، وهو يجد أن أقرب حلفائه يتخلون عنه، ولذلك ربما يتحدث للرأي العام أكثر مما يتحدث للسياسيين.

وينبّه الصحافي اللبناني إلى أنّ لبنان بات "على عتبة انفجار اجتماعي كبير وخطير جدًا"، مشيرًا إلى أنّه يواجه أزمة غير مسبوقة متعدّدة الأوجه، فيما لا تُقابَل التحذيرات بأي صدى لدى السياسيين والمعنيين.

وإذ يعتبر دياب "أننا تجاوزنا الخطوط الحمر، وبتنا في الحفرة"، محذرًا من أن "انهيار سعر الليرة بئر لا قعر له"، يرى أنّه لا حل سوى بتشكيل حكومة جديدة تحظى بثقة الناس، وتنفذ الإصلاحات المطلوبة. إلا أنه يستبعد أن تكون مثل هذه الحكومة "قريبة"، مضيفًا: "نحن متّجهون نحو الانفجار بكل جوارحنا".

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close