الثلاثاء 26 مارس / مارس 2024

بعد الموصل.. البابا فرنسيس في قرقوش: من فضلكم لا تيأسوا

بعد الموصل.. البابا فرنسيس في قرقوش: من فضلكم لا تيأسوا

Changed

البابا فرنسيس في الموصل
استقبل سكان البلدة البابا بسعف النخيل، قبل أن يدخل كنيسة الطاهرة الكبرى على وقع الألحان السريانية (غيتي)
قال البابا: "ننظر حولنا ونرى علامات أخرى، آثار القوة المدمّرة بسبب العنف والكراهية والحرب. كم من الأشياء أصابها الدمار، وكم من الأشياء يجب إعادة بنائها".

من أجل "ضحايا الحرب"، صلّى البابا فرنسيس في قرقوش شمال العراق، حيث دعا المسيحيين إلى "عدم اليأس"، بعدما أسف لـ"التناقص المأساوي" في أعدادهم، وسط الركام في ساحة حوش البيعة في الموصل.

وفي اليوم الأخير من زيارته التاريخية للعراق، حطّ البابا فرنسيس، وسط إجراءات أمنية مشدّدة، في قرقوش حيث أدى صلاةً على أحد مسارح الانتهاكات العديدة لـ"تنظيم الدولة".

واستقبل سكان البلدة البابا بسعف النخيل، قبل أن يدخل كنيسة الطاهرة الكبرى على وقع الألحان السريانية ويؤدي فيها صلاةً، أشار فيها إلى ضرورة إعادة بناء ما دمّرته سنوات من "العنف والكراهية". 

وقال البابا: "ننظر حولنا ونرى علامات أخرى، آثار القوة المدمّرة بسبب العنف والكراهية والحرب. كم من الأشياء أصابها الدمار، وكم من الأشياء يجب إعادة بنائها". 

وأحرق "تنظيم الدولة" هذه الكنيسة في قرقوش الواقعة على بعد نحو 30 كلم إلى جنوب مدينة الموصل، قبل أن يعاد ترميمها.

ولحق دمار كبير ببلدة قرقوش على يد التنظيم، ولا يزال الوضع الأمني متوترًا مع انتشار مجموعات مسلحة بأعداد كبيرة في السهول المحيطة.

وقال البابا في كلمته: "قد يكون الطريق إلى الشفاء الكامل ما زال طويلًا، لكني أطلب منكم، من فضلكم، ألا تيأسوا".

"تناقص مأساوي" في أعداد المسيحيين

وجاءت محطة البابا فرنسيس في قرقوش، بعد محطة له قرب أنقاض كنيسة الطاهرة السريانية الكاثوليكية القديمة والمدمّرة في الموصل، حيث قال: "هذا التناقص المأساوي في أعداد المسيحيين، هنا وفي جميع أنحاء الشرق الأوسط إنّما هو ضرر جسيم لا يمكن تقديره"، مضيفًا: "ليس فقط للأشخاص والجماعات المعنية، بل للمجتمع نفسه الذي تركوه وراءهم". 

ومسيحيو العراق من أقدم الجماعات المسيحية في العالم، وأرغم أبناؤها، بفعل الحروب والنزاعات وتردي الأوضاع المعيشية، على الهجرة. ولم يبقَ في العراق اليوم سوى 400 ألف مسيحي من سكانه البالغ عددهم 40 مليونًا بعدما كان عددهم 1,5 مليون عام 2003 قبل الغزو الأميركي للعراق.

واستقبل البابا في باحة الكنيسة بالتحيات والتصفيق، فيما جلس المصلون على مقاعد خشبية أمام منصة وضعت ليجلس عليها الحبر الأعظم إلى جانب مسؤولين كنسيين آخرين، بينهم رئيس أساقفة الموصل ميخائيل نجيب موسى.

ولم تخل زيارة البابا من تحديات أمنية. فقد رافقت مروحيته من أربيل إلى الموصل خمس مروحيات عسكرية عراقية. وبعد نزوله منها، توجه إلى الباحة بسيارة مصفحة.

قداس في الهواء الطلق

وتعرّض عشرات الآلاف من مسيحيي نينوى للتهجير في العام 2014 بسبب سيطرة "تنظيم الدولة"، ويثق قلّة منهم حاليًا بالقوات الأمنية التي يقولون إنها تخلّت عنهم.

وكان البابا ندّد بكلمته السبت من أور في جنوب العراق بـ"الإرهاب الذي يسيء إلى الدين"، مضيفًا: "نحن المؤمنون، لا يمكن أن نصمت عندما يسيء الإرهاب للدين. بل واجب علينا إزالة سوء الفهم".

وهذه أول زيارة بابوية على الإطلاق للعراق يحقق فيها فرنسيس حلمًا لطالما راود البابا الأسبق يوحنا بولس الثاني.

وبالإضافة إلى التحديات الأمنية، تأتي الزيارة وسط تحدّ صحي أيضًا مع زيادة بأعداد الإصابات بكوفيد-19 حرمت الحشود من ملاقاة البابا وإلقاء التحية عليه. 

ويقيم البابا الأحد قداسًا في الهواء الطلق في أربيل، عاصمة إقليم كردستان العراق، في ملعب يتسع لأكثر من 20 ألف شخص، لكن لن يضمّ سوى أربعة آلاف.

المصادر:
العربي / وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close