الخميس 28 مارس / مارس 2024

"أكثر المدن السورية خطورة".. الموت "زائر يومي" لأهالي الباب

"أكثر المدن السورية خطورة".. الموت "زائر يومي" لأهالي الباب

Changed

بحسب إحصائيات الدفاع المدني، تعرّضت مدينة الباب خلال 2020 إلى أكثر من 41 تفجيرًا تنوعت بين سيارات ودراجات مفخخة وعبوات ناسفة وانفجارات مجهولة الفاعل.

تحتل مدينة الباب السورية، أكبر مدن الريف الحلبي، موقعًا استراتيجيًا شمال سوريا، وكانت على الدوام عقدة صراع بين مختلف الأطراف.

لكن بعد مرور أربع سنوات على آخر معركة في المدينة، لا تزال أجواء الحذر والترقب تسودها، حيث تُصنَّف على أنها أكثر المدن السورية خطورة.

وبخلاف كثير من المدن السورية، لا يخشى سكان الباب، التي يفترض أن تكون آمنة، طائرات النظام الحربية، لكن الخطر والموت ما زال الزائر اليومي لأهلها.

واقع أمني هشّ

في العام 2016، أطلقت فصائل المعارضة السورية مدعومة من تركيا معركة درع الفرات، طردت على إثرها تنظيم "داعش" من المدينة. لكن حلم الأهالي بالاستقرار بعد سنوات الحرب ظلّ رهن واقع أمني هشّ ومتردٍ.

ففي هذا المكان، ويوم السادس من أكتوبر/ تشرين الأول 2020، انفجرت شاحنة مفخخة وسط المدينة راح ضحيتها 19 قتيلًا وأكثر من 80 مصابًا. وبحسب إحصائيات الدفاع المدني، تعرّضت مدينة الباب خلال عام 2020 فقط إلى أكثر من 41 تفجيرًا تنوعت بين سيارات ودراجات مفخخة وعبوات ناسفة وانفجارات مجهولة الفاعل.

نمط مختلف من العمليات

ثمّة نمط آخر من العمليات التي تشهدها مدينة الباب، رصده فريق "العربي" أثناء بحثه، تمثّل بمحاولات اغتيال مباشرة لشخصيات داخل المدينة.

بين الناجين كان مراسل "تلفزيون سوريا" وابن مدينة الباب بهاء الحلبي، الذي يروي لـ"العربي" ما جرى في مساء السادس من يناير/ كانون الثاني، حيث نجا من استهداف مميت.

وفي سياق متصل، حصل "العربي" على تسجيل كاميرا مراقبة يُظهِر مجموعة الاغتيال التي استهدفت بهاء. لكنّ الشرطة لم تعلن بعد نتائج التحقيق، ولم تلقِ القبض على أي متهمين، تمامًا كما في غالبية العمليات الأمنية.

من يقف خلف عمليات التفجير والاغتيال؟

تتهم المعارضة السورية خلايا "تنظيم الدولة" وقوات "قسد" بالمسؤولية عن غالبية الهجمات.

وبالفعل، أظهر رصد "العربي" أنّ غرفة عمليات "غضب الزيتون" المرتبطة بوحدات حماية الشعب الكردية تبنّت نحو 69 عملية متنوعة من حيث الهدف وطريقة الاستهداف، فيما تبنّى تنظيم "داعش" مجموعة أخرى من العمليات في الريف الحلبي.

لكن، تبقى العشرات من العمليات مجهولة الفاعل، لا سيما تلك التي استهدفت الأماكن المكتظة بالمدنيين، وحصدت أرواح المئات.

"تقصير" في حماية الأهالي

وتُعَدّ قوات الشرطة والأمن العام التابعة لوزارة الداخلية في الحكومة السورية المؤقتة المسؤولة الأولى عن الحماية داخل المدينة، وتوجد قوات للشرطة العسكرية التابعة للجيش الوطني السوري ومكاتب أمنية ترتبط بالفصائل العسكرية المختلفة.

لكن، رغم وجود كل تلك القوات، يثير العجز الواضح عن إنهاء ظاهرة السيارات المفخخة والاغتيالات تساؤلات حول جدية الإجراءات الأمنية، وحول احتمال وجود اختراق داخل تلك الأجهزة.

وقد دفع تدهور الأوضاع الأمنية الناشطين والأهالي لتحركات مختلفة كالتظاهرات والاعتصامات والإضرابات عن العمل، للضغط على الشرطة والفصائل وعلى تركيا لمعالجة الواقع المتردّي.

وفيما يستمرّ الواقع الأمني الهش والمتدهور، يبقى السؤال مفتوحًا، حول من يملك المصلحة في استمرار العمليات الأمنية شمال سوريا بهذا الشكل، ومن سيحصد نتائج ذلك في النهاية.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close