الخميس 25 أبريل / أبريل 2024

البابا عن لقائه بالسيستاني: كان مفيدًا لروحي

البابا عن لقائه بالسيستاني: كان مفيدًا لروحي

Changed

لوّح فرنسيس بيده مرة أخيرة قبل أن يستقلّ طائرته مغادرًا إلى روما.
لوّح فرنسيس بيده مرة أخيرة قبل أن يستقلّ طائرته مغادرًا إلى روما. (غيتي)
وصف البابا السيد السيستاني بأنه "شخص يتمتع بالحكمة والعقلانية أيضًا. لقد كان محترمًا للغاية خلال لقائنا وشعرت بالفخر للقائه". 

أعرب البابا فرنسيس عن "راحة نفسية" بعد لقائه مع المرجع الشيعي الأعلى في العراق آية الله علي السيستاني، واصفّا إياه بـأنه "رجل متواضع وحكيم، رجل الله".

ووصل الحبر الأعظم، اليوم الاثنين، إلى روما عائدًا من زيارة تاريخية إلى العراق، هي الأولى لحبر أعظم لهذا البلد، الذي يعاني من أعمال عنف بانتظام.

وقال البابا، في حديث للصحافيين على متن الطائرة التي أقلته من العراق إلى روما: "كان هذا الاجتماع مفيدًا لروحي، شعرت بالحاجة إلى القيام بحجّ الإيمان والتوبة والذهاب والعثور على رجل حكيم عظيم، رجل الله، ويمكنك معرفة ذلك بمجرد الاستماع إليه".

ووصف البابا السيد السيستاني بأنه "شخص يتمتع بالحكمة والعقلانية أيضًا. لقد كان محترمًا للغاية وشعرت بالفخر للقائه". 

وأشار البابا إلى أنه لم يناقش مع السيستاني "وثيقة الأخوة الانسانية من أجل السلام العالمي والتعايش" التي وقّعها مع إمام الأزهر الشيخ أحمد الطيب قبل عامين. لكنّه قال إنه سيقوم بـ "خطوات أخرى" في حواره المستمر مع الإسلام. 

وقال فرنسيس إنه يدرك أن بعض الكاثوليك المحافظين سيعتبرون لقاءه بالسيستاني "خطوة واحدة من الهرطقة"، لكن "أحيانًا تكون المخاطرة ضرورية في العلاقات بين الأديان".

 

كما تحدّث البابا عن تأثره لدى زيارته الموصل وقرقوش، مشيرًا إلى أنه لم يتوقّع رؤية هذا الدمار في الموصل، ومعتبرًا أن "وحشية الإنسان لا تُصدق". 

وفي رد على سؤال بشأن إمكانية قيامه بزيارة رسولية إلى لبنان، قال البابا إن "لبنان هو رسالة، ويُواجه أزمة حياة الآن"، موضحًا أنه وجّه رسالة إلى البطريرك الماروني في لبنان بشارة الراعي ووعده فيها بزيارة لبنان. 

وغادر البابا، صباح الإثنين بغداد، حيث انتهت جولته التي تهدف إلى بثّ الأمل في نفوس أبناء الأقلية المسيحية، بدون أي حوادث تذكر في بلد غالبًا ما يشهد توترات أمنية وأعمال عنف. 

ولوّح فرنسيس بيده مرة أخيرة قبل أن يستقل طائرة ترفع نوافذ قمرتها علمي الفاتيكان والعراق. ورافق الرئيس العراقي برهم صالح البابا البالغ من العمر 84 عامًا على البساط الأحمر وصولًا إلى الطائرة.

 

"العراق سيبقى دائمًا معي وفي قلبي"

وكانت زيارة البابا إلى العراق مليئة بالمحطات، فمنذ الجمعة، جال البابا فرنسيس بين بغداد وأربيل، والموصل وقرقوش في شمال العراق الذي عانى لسنوات من أعمال العنف، ليعبر ما مجمله 1445 كلم عبر طائرة أو مروحية أو سيارة مصفحة، بمواكبة أمنية كبيرة.

واستهلّ البابا جولته بالتأكيد على أنه يأتي "بصفة تائب يطلب المغفرة من السماء ومن الأخوة للدمار الكثير وقسوة البشر"، و"حاجًّا يحمل السلام". 

وفي ختام فعاليات الزيارة في قداس في أربيل الأحد، ودّع البابا العراقيين قائلًا: "العراق سيبقى دائمًا معي وفي قلبي".

وخلال جولته التاريخية، ندّد بـ "الإرهاب الذي يسيء إلى الدين"، داعياً إلى "السلام" و"الوحدة" في الشرق الأوسط، وأعرب عن أسفه لرحيل المسيحيين عن المنطقة، معتبرًا أنه "ضرر لا يمكن تقديره".

"السلام أقوى من الحرب"

وزار البابا الأحد مدينة الموصل حيث صلّى على أرواح "ضحايا الحرب" في ساحة حوش البيعة أمام كنيسة أثرية مدمّرة. وأسف في كلمة ألقاها هناك لـ "التناقص المأساوي لأعداد تلاميذ المسيح" في الشرق الأوسط.

و "من أجل ضحايا الحرب والنزاعات المسلحة"، صلّى البابا من الموقع الأثري الشاهد على الانتهاكات، مؤكدًا أن "الرجاء أقوى من الموت، والسلام أقوى من الحرب".

وزار قرقوش، البلدة المسيحية التي نزح كل أهلها خلال سيطرة "تنظيم الدولة"، وترأس في كنيسة الطاهرة الكبرى قداسًا. وقال البابا في كلمة هناك: "قد يكون الطريق إلى الشفاء الكامل ما زال طويلًا، لكني أطلب منكم، من فضلكم، ألا تيأسوا".

وفي اليوم الثاني من زيارته التاريخية، التقى البابا السبت في النجف المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني الذي أعلن اهتمامه بـ"أمن وسلام" المسيحيين العراقيين.

وفي أور، الموقع الرمزي من الناحية الروحية، ندد في خطاب بـ"الإرهاب الذي يسيء إلى الدين".

رسالة سلام

وفي السياق ذاته، أشاد الرئيس الأميركي جو بايدن، الإثنين، بزيارة البابا فرنسيس "التاريخية" إلى العراق، معتبرًا أنها بعثت رسالة أخوة وسلام "مهمة"، مشيدًا بانخراط البابا من أجل "التسامح الديني".

وكتب بايدن "أن رؤية البابا فرنسيس وهو يزور المواقع الدينية مثل مسقط رأس النبي إبراهيم، وقضاء بعض الوقت مع آية الله علي السيستاني، والصلاة في الموصل - المدينة التي عانت قبل بضع سنوات من العنف وتطرف جماعة مثل تنظيم الدولة الإسلامية - يشكل رمزًا للأمل للعالم بأسره".

المصادر:
العربي، وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close