أعلن المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن، أن أنقرة يمكنها فتح صفحة جديدة في علاقتها مع مصر وعدد من دول الخليج؛ "للمساعدة في تحقيق السلام والاستقرار".
وجاء حديث قالن في مقابلة مصوّرة أجرتها معه وكالة بلومبيرغ الأميركية، حيث وصف مصر بـ"قلب العالم العربي"، لافتًا إلى استمرار المباحثات بين البلدين في عدة قضايا، واستعداد أنقرة لترميم علاقتها مع القاهرة.
وجاءت تصريحات قالن عقب إعلان وزير الدفاع التركي خلوصي أكار أن مصر أبدت احترامًا للجرف القاري لبلاده خلال أنشطة التنقيب شرق البحر الأبيض المتوسط، معتبرًا ذلك "تطورًا مهمًّا للغاية" في العلاقات بين البلدين.
وقبل أيام أيضًا تحدّث وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، عن التقارب بين القاهرة وأنقرة، فيما كشفت بعض المصادر عن زيارات متبادلة بين رئيسي جهاز المخابرات في البلدين.
كما وصفت أطراف كثيرة هذه المبادرات بأنها تقارب بمثابة "مصالحة" بعد أن ساءت العلاقات بين مصر وتركيا بشدّة بعد يونيو 2013 تخلّلتها تصريحات عدائية من قبل الطرفين وحملات إعلامية متبادلة.
الهدوء المصري الحذر
على الرغم من كل التصريحات التركية الإيجابية، إلا أنه لا يوجد حتى الساعة أي ردّ رسمي من الجانب المصري عليها بشكل مباشر، واختُصرت فقط على بعض التحليلات والتسريبات السياسية.
وفي هذا السياق يرى برهان كور أوغلو أستاذ العلاقات الدولية في جامعة ابن خلدون، في حديث إلى "العربي"، أن للجانبين التركي والمصري مصالح مشتركة في المنطقة، ويتوقع أن يصل التقارب إلى أعلى المستويات بين البلدين بغض النظر عن رأي تركيا بالنظام المصري وبعض العوائق السياسية.
المصالح المشتركة
وعن الملفات والمصالح المشتركة بين البلدين، يشير كور أوغلو إلى أن تركيا تأمل بالتواصل مع العالم العربي من خلال مصر التي هي أكبر دولة عربية، ولها تأثير قوي جدًّا على محيطها، كما أن أي إمكانيات للتعاون الاقتصادي سيفيد البلدين.
ويردف كور أوغلو: في حال حصل تحالف مصري-تركي فسيكون ذلك بمثابة رسالة قوية للاتحاد الأوروبي والدول المعنية، أن لهذين البلدين حقًا في استثمار الثروات في المنطقة.
ويختم أستاذ العلاقات الدولية أن تركيا قد تساهم حتّى في التنقيب عن الغاز مع مصر، وقد تكون ممرًا آمنًا ورخيصًا لتصدير الغاز المصري إلى أوروبا في المستقبل.