على سخونة سياسية، استفاقت "الجبهة" السعودية-اليمنية، صباح الجمعة، مع إعلان جماعة الحوثي عن عملية عسكرية "نوعية وواسعة" شنّتها، تحت عنوان "يوم الصمود الوطني"، استهدفت مقرات ومنشآت عسكرية وحيوية تابعة للسعودية، بـ18 طائرة مسيرة و8 صواريخ باليستية.
في المقابل، اعتبرت السعودية على لسان وزارة الدفاع، أنّ الاعتداء على محطة توزيع المنتجات البترولية في جازان "تخريبي وجبان"، مشيرةً إلى أنّه لا يستهدف المملكة فحسب، وإنما عصب الاقتصاد العالميّ، ويُعَدّ تأكيدًا لرفض الحوثيين مبادرتها لإنهاء أزمة اليمن.
وكان التحالف السعودي الإماراتي أعلن، في وقت سابق، أنه أسقط طائرة مسيّرة أطلقها الحوثيون باتجاه خميس مشيط في المملكة، في وقت تواصلت المعارك بين القوات الحكومية والحوثيين في أكثر من جبهة يمنية، أبرزها مأرب وحجة.
السعودية: سنتخذ الإجراءات اللازمة والرادعة
وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع السعودية تركي المالكي، إن الاعتداء "لا يستهدف المملكة ومنشآتها الاقتصادية بعينها، وإنما يستهدف عصب الاقتصاد العالمي وأمن الصادرات البترولية واستقرار الإمدادات النفطية، وكذلك حرية الملاحة البحرية والتجارة العالمية".
واعتبر، في بيان نقلته "وكالة الأنباء السعودية" (واس) الرسمية، أن الاعتداءات "الحوثية" جاءت لتؤكد رفض جماعة الحوثي لكافة الجهود السياسية لإنهاء الأزمة اليمنية، لا سيما بعد إعلان مبادرة المملكة لإنهاء الأزمة والوصول إلى حل سياسي شامل.
وأوضح المالكي أن الجماعة أطلقت 3 صواريخ بالستية تجاه المملكة، حيث سقط أحدها بعد إطلاقه من صنعاء بمحافظة الجوف، كما سقط صاروخان بالستيان بمنطقتين حدوديتين غير مأهولتين.
وأضاف أن هذه الاعتداءات "تثبت كذلك استمرار الوصاية الإيرانية على القرار السياسي والعسكري للجماعة بما يحقق أجندتها التخريبية لنشر الفوضى وتقويض الأمن الإقليمي والدولي".
وأكد المالكي أن وزارة الدفاع ستتخذ الإجراءات اللازمة والرادعة لحماية مقدراتها ومكتسباتها الوطنية بما يحفظ أمن الطاقة العالمي ووقف مثل هذه الاعتداءات لضمان استقرار إمدادات الطاقة وأمن الصادرات البترولية والتجارة العالمية وحماية المدنيين والأعيان المدنية.
#وزارة_الدفاع : الاعتداء التخريبي على محطة توزيع المنتجات البترولية في جازان ومحاولة استهداف المدنيين والأعيان المدنية تأكيد لرفض المليشيا الحوثية الإرهابية لمبادرة المملكة لإنهاء الأزمة اليمنية وتأكيداً للوصاية الإيرانية على القرار السياسي والعسكري للمليشيا.#واس_عام pic.twitter.com/3qSXqLH5JW
— واس العام (@SPAregions) March 26, 2021
الحوثيون يتوعدون بعمليات "أشدّ وأقسى"
في المقابل، أعلن المتحدث العسكري باسم الجيش الحوثي، يحيى سريع، صباح اليوم الجمعة، عن عملية وصفها بـ"النوعية"، استخدمت فيها 18 طائرة مسيرة وصواريخ باليستية استهدفت شركة “أرامكو” في رأس التنورة وينبع ورابغ وجيزان وقاعدة عسكرية بالدمام.
وأشار إلى أنه تمّ استهداف مواقع عسكرية أخرى في نجران وعسير بست طائرات مسيرة نوع قاصف 2k، قائلاً إن “العملية حققت أهدافها بنجاح”.
وحذر سريع ما وصفها بـ"قوى العدوان" من عواقب الاستمرار في "الحصار" على الشعب اليمنيّ، مؤكدًا جاهزية الجماعة في تنفيذ عمليات عسكرية "أشدّ وأقسى" خلال الفترة المقبلة.
أبناءَ شعبِنا العظيم .. بعمليةٍ عسكريةٍ نوعيةٍ وواسعةٍ دشنتْ قواتُنا المسلحةُ العامَ السابعَ من الصمود. فبعونِ اللهِ تعالى استهدفتِ القواتُ المسلحةُ مقراتَ ومنشآتٍ عسكريةً وحيويةً تابعةً للعدوِ السعوديِّ وذلك بعمليةٍ عسكريةٍ مشتركةٍ (عمليةُ يومِ الصمودِ الوطني)
— العميد يحيى سريع (@army21ye) March 26, 2021
وكان التحالف السعودي الإماراتي أعلن يوم أمس الخميس، أن جماعة الحوثي اليمنية حاولت استهداف جامعتي جازان ونجران جنوب غربي السعودية بحسب ما أفادت وكالة الأنباء السعودية.
وأشارت الوكالة الى أن قوات التحالف دمرت عددًا من الطائرات المفخخة من دون طيار أطلقها الحوثيون الخميس باتجاه السعودية.
وقالت وزارة الطاقة في بيان أورته وكالة الأنباء الرسمية: "عند الساعة التاسعة وثماني دقائق من مساء اليوم (الخميس 18:08 ت غ) تعرّضت محطة توزيع المنتجات البترولية في جازان لاعتداءٍ تخريبي بمقذوف، ونتج عن الاعتداء نشوب حريقٍ في أحد خزّانات المحطة، ولم تترتّب عليه أي إصابات أو خسائر في الأرواح".
ويشهد اليمن منذ نحو 7 سنوات حربًا مستمرة بين القوات الموالية للحكومة المدعومة بتحالف عسكري عربي تقوده الجارة السعودية، والحوثيين المدعومين من إيران، المسيطرين على محافظات بينها العاصمة صنعاء منذ سبتمبر/أيلول 2014.