دخلت قضية محاكمة الشرطي الأبيض المتهم بقتل جورج فلويد؛ صلب الموضوع اليوم الإثنين مع عرض شريط فيديو في مستهل مرافعة الادعاء، يُظهر معاناة الأميركي الأسود.
وقال المدعي جيري بلاكويل إن الشرطي في مينيابوليس ديريك شوفين "خان" القسم الذي أداه كشرطي، ولجأ إلى "استخدام مفرط وغير معقول للقوة" ضد جورج فلويد.
الادعاء: شوفين ليس بريئًا
وأضاف أمام هيئة المحلفين: "سنثبت لكم بكل يقين أن شوفين ليس بريئًا"، مذكرًا بأن الشرطي بقي يضغط على عنق فلويد الذي كان مثبتًا أرضًا على مدى تسع دقائق و29 ثانية.
ثم عرض عليهم شريط فيديو عن المأساة صوّرته امرأة من المارة. في هذا التسجيل الذي تم تداوله بشكل واسع في العالم؛ كان جورج فلويد يتوسل للشرطي قائلا: "لا أستطيع التنفس" قبل أن يفقد وعيه.
إلى جانب ذلك، قدم فريق الادعاء لائحة بالشهود الذين يَتوقعُ استدعاءهم لعرض قضيته أمام هيئة المحلفين ضد شوفين.
ومن المزمع استدعاء عدد من ضباط الشرطة للإدلاء بشهاداتهم بما في ذلك رئيس شرطة مينيابوليس، وكذلك خبراء طبيّون تُثبت إفادتهم بأن وفاة فلويد كانت بسبب الاختناق، فضلًا عن بعض المارة الذين كانوا في موقع الحادثة حينها.
الدفاع: شوفين فعل ما تدرّب عليه
ونقلت "سي إن إن" عن محامي دفاع شوفين قوله إنه فعل ما تدرب على فعله كشرطي.
ويخطط محامو الدفاع لإثبات أن فلويد مات بسبب مشاكل طبية غير ذات صلة وأيضا بسبب تعاطي المخدرات، وقد جادلوا بأن شوفين كان يتّبع بروتوكول الشرطة المناسب.
شوفين: غير مذنب
بدوره، وبحسب "سي إن إن"، أكد شوفين البالغ من العمر 45 عامًا بأنه غير مذنب في التهم الموجهة إليه.
وسيستمع 15 محلفًا، من بينهم مناوبان اثنان، للقضية.
تعبئة كبرى
وكانت واقعة مقتل جورج فلويد أطلقت موجة تعبئة كبرى مناهضة للعنصرية في الولايات المتحدة ودول أخرى.
ووُجهت إلى الشرطي في مينيابوليس تهمتي القتل والقتل غير العمد. ففي 25 مايو 2020 ضغط بركبته لمدة تسع دقائق على عنق جورج فلويد الذي كان مثبتًا على الأرض ما أدى إلى اختناقه.
وتم تصوير معاناة فلويد بفيديو نشر على الإنترنت. وانتشرت المشاهد في العالم ما أدى إلى نزول الحشود إلى الشوارع في مدن مثل نيويورك وسياتل وباريس وسيدني.
وأُفيد قبل انطلاق الجلسات بأن الادعاء سيحاول إثبات أن ديريك شوفين أظهر ازدراءً بحياة الأميركي من أصل إفريقي، من خلال إبقاء الضغط على عنقه، رغم أن فلويد ردّد عشرين مرة: "لا أستطيع التنفس"، وأنه بعد ذلك فقد وعيه وتوقف نبضه.
في المقابل، سيسعى محامي الدفاع عن شوفين لإثبات أن موكّله الشرطي اكتفى باتباع الإجراءات المرعية لضبط مشتبه به يقاوم، وبأنه غير مسؤول عن وفاة جورج فلويد.
محاكمة من دون حضور
وبسبب انتشار الوباء، تجري المحاكمة من دون حضور ولكن سيتم بث الجلسات على الهواء مباشرة، ويتوقع أن يتابعها العديد من الأميركيين. وينتظر صدور الحكم في نهاية نيسان/أبريل أو مطلع أيار/مايو.
وعلى أعضاء هيئة المحلفين التوصل إلى قرار بالإجماع، وإلا فإن المحاكمة ستعتبر باطلة ولاغية. ومن شأن مثل هذا السيناريو أو سيناريو تبرئة الشرطي؛ أن يثير أعمال شغب جديدة في مينيابوليس على غرار تلك التي شهدتها في نهاية مايو/ أيار.
ووفق تقرير لوكالة "فرانس برس"، فمن النادر جدًا أن يُلاحق عناصر الشرطة لارتكابهم أعمال عنف خلال ممارستهم مهامهم، ومن الأكثر ندرة إدانتهم.
تحديد تعويضات
يُذكر أن بلدية مينيابوليس التي قررت إجراء إصلاحات جذرية لجهاز شرطة المدينة، وافقت في منتصف مارس/ آذار على تسديد تعويضات مالية قدرها 27 مليون دولار لعائلة جورج فلويد لإسقاط دعواها المدنية.
وقال فيلونيز، شقيق جورج فلويد، "هناك فراغ كبير في قلبي لا يمكن تعبئته، أي مبلغ مالي لن يقدر على تعبئته. نريد أن تصدر إدانة".
وانتقد محامي شوفين هذا العرض، معتبرا أنه قد يؤثر على قرار هيئة المحلفين.
وبسبب الجائحة، سيُحاكم عناصر الشرطة الثلاثة الضالعون أيضا في هذه المأساة، ألكسندر كوينغ وتوماس لاين وتو ثاو في أغسطس/ آب بتهمة "التواطؤ على القتل".