الخميس 18 أبريل / أبريل 2024

أزمة سد النهضة.. كيف تلقّفت إثيوبيا تصريحات السيسي غير المسبوقة؟

أزمة سد النهضة.. كيف تلقّفت إثيوبيا تصريحات السيسي غير المسبوقة؟

Changed

تتعثّر المعركة حول سد النهضة على وقع تصريحات السيسي، فيما يصرّ الإثيوبيون على مواصلة خطوات فرديّة نحو ملْءٍ ثانٍ للسدّ في موسم الأمطار في يوليو المقبل.

تتفاقم أزمة سد النهضة يومًا بعد يوم، وتتزايد المخاوف والتحسّبات، وسط قلق مصري وآخر سوداني بخصوص سلامة السدّ وتنظيم تدفّق المياه عبر السدود والمحطات التابعة لكلا البلدين.

وفي جديد الملف، أطلق الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تصريحات غير مسبوقة تعليقًا على تطورات سد النهضة، متوعّدًا بأنّ مصر لن تظلّ مكتوفة الأيدي أمام تعنّت الإثيوبيّين.

وحذر السيسي، في مؤتمر صحافي، من المساس بمياه مصر، مضيفًا أنّ بلاده لا تهدّد أحدًا، ولكن لا أحد يستطيع أخذ نقطة من مياه مصر، وإلا سيتزعزع استقرار المنطقة بأكمله، كما قال.

الإثيوبيون على تعنّتهم الأول

يبدو أنّ المعركة لا تزال خطواتها تتعثّر، ولا يزال الإثيوبيون على تعنّتهم الأول، حيث يصرّون على مواصلة خطواتٍ فرديّة نحو ملْءٍ ثانٍ للسدّ في موسم الأمطار في يوليو/ تموز المقبل.

لكنّهم، رغم ذلك، يؤكدون أنّ لا نيّة لهم لإلحاق أيّ ضرر بدول الجوار والشراكة، بحسب ما يؤكد رئيس وزرائهم.

من جهته، أعلن المتحدث باسم الخارجية الإثيوبية أنّ بلاده أبلغت المبعوث الأميركي إلى السودان أنّهم ماضون في عملية الملْء الثاني للسد كونها جزءًا من عملية البناء، مشيرًا إلى أنّها طلبت منه أن تؤدّي بلاده دورًا مهمًا في عملية مفاوضات السد. وأكد التزام أديس أبابا بالقوانين الدولية المنظمة للأنهار العابرة.

"محاولة لكسب الوقت"

في المقابل، يعتبر المصريون والسودانيون أنّها محاولة لكسب الوقت، ويصرّون على التوصّل لاتفاق ثلاثي ملزم وقانوني يضمن الحقوق المائية لدول المصبّ، كما يضمنها لإثيوبيا.

من جهته، يدعم المجتمع الدولي تلك المطالب، ويعزّز دعمه بتحرّكات دوليّة للمبعوثين الأميركي والأوروبي، زارا فيها مصر والسودان، وأكّدا خلالها على ضرورة التوصّل إلى حلّ مُرضٍ لجميع الأطراف.

"اعتدنا على مثل هذه التصريحات"

وتعليقًا على مواقف السيسي، يشير الكاتب والباحث السياسي نور الدين عبدي إلى أن أديس أبابا اعتادت من حين لآخر على مثل هذه التصريحات، وهي تفهمها على أنّها تأتي في إطار إدارة الرأي العام المحلي في مصر، لا سيما بالنظر للسياق الزماني والمكاني لهذه التصريحات، بعد الزخم الذي حققته مصر في تعويم السفينة التي جنحت في قناة السويس.

ويلفت عبدي، في حديث إلى "العربي"، الحكومة الإثيوبية لم تعلق على مواقف السيسي حتى الآن، لكنه يعرب عن اعتقاده بأنّ الحل العسكري ليس عمليًا بالنسبة إلى مصر والسودان، خصوصًا في هذه المرحلة، بل إنّه قد يؤدي لتعقيد الأمور أكثر، ويضع إثيوبيا في موضع الدفاع عن النفس ردًا على أي خطوة عسكرية ممكنة.

ويشدّد عبدي على أنّ القيادة المصرية وقّعت اتفاقية إعلان المبادئ، مشيرًا إلى أنّ التدويل يضرّ بمصر أكثر من غيرها، فهو قد يكون "هروبًا إلى الأمام" بالنسبة للقاهرة لكنه لن يكون حلًا. ويعتبر أنّ المسألة تكتيكية بالنسبة للسودان في المقابل، نافيًا أن يكون لدى الأخير موقف "مبدئي" إزاء هذا الموضوع.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة