الثلاثاء 26 مارس / مارس 2024

ترحيب أممي بإطلاق 120 عنصرًا من قوات حفتر.. هل تقترب المصالحة؟

ترحيب أممي بإطلاق 120 عنصرًا من قوات حفتر.. هل تقترب المصالحة؟

Changed

إطلاق أسرى من قوات حفتر
هذا أكبر عدد من الأسرى يُفرَج عنهم دفعة واحدة منذ انتهاء الأعمال العسكرية في غرب ليبيا قبل نحو عام (غيتي)
عبّرت "بعثة الأمم المتّحدة للدعم في ليبيا" عن أملها في أن تكون مبادرة إطلاق عناصر قوات خليفة حفتر بداية لمصالحة وطنية شاملة، واستعادة النسيج الاجتماعي الليبي.

رحّبت البعثة الأمميّة في ليبيا بإفراج السلطات الأمنية في مدينة الزاوية في غرب ليبيا، الأربعاء، عن 120 عنصرًا من قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، كانوا قد أسروا قبل عامين غربي العاصمة طرابلس، مطالبة بإطلاق سراح جميع أسرى الحرب.

 وقالت "بعثة الأمم المتّحدة للدعم في ليبيا" في بيان، مساء الأربعاء: إنّها "ترحّب بالجهود التي تبذلها حكومة الوحدة الوطنية بشأن المصالحة الوطنية، التي انطلقت بإطلاق سراح" هؤلاء المقاتلين في الزاوية.

وأعربت البعثة عن أملها في "أن تشكّل هذه المبادرة بداية لمصالحة وطنية شاملة، واستعادة النسيج الاجتماعي الليبي"، داعية "إلى إطلاق سراح جميع المعتقلين قبل بداية شهر رمضان المبارك"، الذي سيبدأ في أقلّ من أسبوعين.

بدوره، رحّب بالإطلاق عن هؤلاء الأسرى رئيس الوزراء الليبي عبد الحميد الدبيبة.

وقال الدبيبة في تغريدة على تويتر: إنّ "مستقبل ليبيا وتقدّمها مرتبط بقدرتها على معالجة جراحها من خلال المصالحة الوطنية وتحقيق العدالة"، مشيرًا إلى أنّ "إطلاق سراح الأسرى في مدينة الزاوية صباح اليوم يمثّل تقدّمًا إيجابيًا في هذا المسار".

المصالحة من أولويات السلطة الجديدة في ليبيا

وكانت لجنة تبادل الأسرى التابعة للجنة العسكرية المشتركة قد رعت حفل إطلاق سراح هؤلاء الأسرى الذين وقعوا بيد قوات حكومة الوفاق السابق في أبريل/ نيسان 2019 أثناء هجوم حفتر على العاصمة طرابلس.

وهذا أكبر عدد من الأسرى يفرج عنهم دفعة واحدة منذ انتهاء الأعمال العسكرية في غرب ليبيا قبل نحو عام.

وتُعَدّ المصالحة من أولويات السلطة الموحّدة ضمن تفاهمات اجتماعات اللجنة العسكرية المشتركة، التي تتعلق بمعالجة القضايا الإنسانية التي ترتّبت على الصراع العسكري الأخير.

خطوة إيجابية.. و"انفراجات"

ويوضح وزير الدولة للاتصال والشؤون السياسية، في حديث إلى "العربي"، أنّ حكومة الوحدة الوطنية تواصل دعم جهود اللجنة العسكرية المشتركة، لافتًا إلى حدوث بعض "الانفراجات" خلال الفترة الماضية. ويتوقع أن يتقدم الملفّ في ظلّ أجواء المصالحة، ونبذ الاقتتال والحروب التي يعيشها الشعب الليبي.

من جهتها، تشدّد عضو مجلس النواب وملتقى الحوار عن مدينة الزاوية عائشة شلابي، في حديث إلى "العربي"، على وجوب التمسّك بمتابعة ملف الأسرى من أجل تضميد الجراح، وطيّ صفحة الماضي، والانطلاق لبناء دولة ليبيا الحديثة. وتشير إلى أنّ خطوة إطلاق سراح عناصر حفتر "إيجابية جدًا في انطلاق المصالحة الحقيقية".

ماذا يلزم المصالحة الوطنية الشاملة كي تحصل؟

ويلفت عضو ملتقى الحوار السياسي الليبي معاذ المنفوخ إلى أنّ هذه المبادرة كانت نواة للمصالحة الوطنية وحجرَ الأساس لرأب الصدع، وإنهاء الاقتتال بعد إعلانات وقف إطلاق النار.

ويشدّد المنفوخ، في حديث إلى "العربي"، على أنّ هذه المبادرة خيرية صرف، نافيًا وجود أيّ مساومات أو عراقيل على خطّها.

ويعتبر أنّ هذه المبادرة "لا يمكن أن نطلق عليها مصالحة وطنية شاملة"، لكنّه يرى أنّها يمكن أن تكون "دفعة في هذا المجال".

ويوضح أنّ المصالحة الوطنية الشاملة يلزمها توحيد المؤسسات، لا سيّما العسكرية والأمنية، إضافة إلى جبر الضرر لكل المتضررين، ومن ذُبِح وقُتِل أبناؤه، ومن دُمّرت منازلهم أو هُجّروا منها.

ويلفت إلى أنّ برنامج المصالحة الوطنية الشاملة يلزمه كذلك إخراج المرتزقة من البلاد، وتوحيد المؤسسات الأمنية والعسكرية.

المصادر:
العربي / وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close