انتشر شريط مصوَّر في لبنان للبطريرك الماروني بشارة الراعي أطلق خلاله مواقف تؤكد تصميمه على المطالبة بالحياد، وتوجّه إلى "حزب الله" وأمينه العام حسن نصر الله، متسائلًا: "هل تريد إجباري على الذهاب إلى الحرب؟".
وجاء كلام الراعي في فيديو (مدته دقيقة و27 ثانية) تمّ تداوله بشكل مكثّف عبر وسائل التواصل، من لقاء له عبر فيديو كونفرس، مع مجموعة من الطائفة المسيحية بأبرشية مار مارون بروكلين في الولايات المتحدة.
وتوجه البطريرك الراعي في الفيديو إلى "حزب الله" بتساؤلات أبرزها: "لماذا تقف ضد الحياد؟ هل تريد إجباري على الذهاب إلى الحرب؟ هل تريد إبقاء لبنان في حالة حرب؟ هل تأخذ برأيي حين تقوم بالحرب؟".
وتابع: "هل تطلب موافقتي للذهاب إلى سوريا والعراق واليمن؟ هل تطلب رأي الحكومة حين تعلن الحرب والسلام مع إسرائيل؟ علمًا بأنّ الدستور (اللبناني) يقول: إن إعلان الحرب والسلام يعود إلى قرار من ثلثي أصوات الحكومة".
وقال الراعي في مخاطبته "حزب الله": "ما أقوم به أنا هو في مصلحتك، أما أنت فلا تراعي مصلحتي ولا مصلحة شعبك".
وكشف البطريرك الماروني أن "أناسًا من حزب الله يأتون إلينا ويقولون: سلاح حزب الله ضدنا، لسنا قادرين على تحمله، لأنهم جوعى مثلنا".
#البطريرك_الراعي لـ #نصرالله في فيديو: "أخدت موافقتي قبل ما تروح عا سوريا والعراق واليمن؟" pic.twitter.com/WaynRCxwld
— Mustapha jdid🇱🇧🇸🇦🇦🇺 #StayHome 🙏🏠 (@JdidMustapha) March 31, 2021
وفيما لم يصدر أيّ تعليق من جانب "حزب الله" على الفيديو "المسرَّب"، لقي الشريط تفاعلًا واسعًا بين ناشطي وسائل التواصل، حيث انقسم اللبنانيون في التعليق عليه، وفقًا للتباينات السياسية القائمة.
المعادلة واضحة: مقابل محاولات التطاول القائمة من أوباش الممانعة على البطريرك الماورني مار بشارة بطرس الراعي بسبب مواقفه السيادية سيتم التطاول على ح س ن نصرالله بالمباشر...#البادئ_أظلم
— Tony Abi Najem - طوني أبي نجم (@tonyabinajem) April 1, 2021
رسالة من البطريرك الراعي لحسن #نصرالله ... الكلام ما بيفيد المطلوب مؤتمر دولي لبحث قضية #لبنان وغير هيك كله كلام لا بيقدم ولا بيأخر... pic.twitter.com/FELsEOlAbN
— #Fadi Ghosn ... (@GHOSN_FADI11) March 31, 2021
شُكراً من القلب لحزبنا الأُممي #حزب_الله على كُلّ الجهود و الخدمات التي تُقدَّم للمواطنين💛#شكراً_حزب_الله
— 🇱🇧🟡 شباب حزبُ الله | لبنان 🟡🇱🇧 (@hizzbollah_leb) April 1, 2021
وفي 17 أغسطس/ آب الماضي، أطلق الراعي وثيقة بعنوان "لبنان الحياد الناشط"، تؤكد ضرورة "تعزيز مفهوم الدولة اللبنانية، من خلال جيش قوي، وقضاء مستقل، ومؤسسات قادرة على تحقيق الأمن والاستقرار الداخلي والدفاع عن الأرض ضد أي اعتداء، سواء من إسرائيل أو غيرها".
ورأى الراعي في عظته في حينها أن "الجيش هو من الشعب، ولا يجوز وضعه في مواجهة شعبه"، مشيرًا إلى أنه "القوة الشرعية المناط بها مسؤولية الدفاع عن لبنان، ولا يجوز تشريع أو تغطية وجود أي سلاح غير شرعي (في إشارة لسلاح حزب الله) إلى جانب سلاحه".
ووسط استقطاب حاد، يمر لبنان بأزمة سياسية واقتصادية هي الأسوأ منذ انتهاء الحرب الأهلية عام 1990 ويعجز عن تأليف حكومة جديدة منذ استقالة حكومة تصريف الأعمال الراهنة برئاسة حسان دياب في أغسطس/ آب الماضي.
وفي 27 فبراير/ شباط الماضي، دعا الراعي إلى عقد مؤتمر دولي، برعاية الأمم المتحدة، لـ"إنقاذ لبنان" واعتماد مبدأ "الحياد"، إلا أن دعوته قوبلت بانتقادات من بعض الأطراف السياسية، على رأسهم "حزب الله".