الثلاثاء 26 مارس / مارس 2024

تشكيل الحكومة في لبنان.. محاولات جديدة لتفادي الانهيار

تشكيل الحكومة في لبنان.. محاولات جديدة لتفادي الانهيار

Changed

تتزامن المبادرات الساعية إلى تشكيل حكومة جديدة في لبنان مع تلويح عربي وغربي بفرض عقوبات على مسؤولين لبنانيين.

مؤشرات جديدة قد تُحدث تغييرًا في المسار الحكومي في لبنان، بعد أن كبّلت التجاذبات السياسية و"التناتف" على الحصص بين الأطراف اللبنانية، كل المساعي الداخلية والدولية لإيجاد تسوية، على الرغم من الإجماع على ضرورة تشكيل حكومة قبل أن يغرق البلد المنهار بالفعل اقتصاديًا وأمنيًا واجتماعيًا.

وتأتي هذه المؤشرات في أعقاب تلويح عربي وغربي بفرض عقوبات على مسؤولين لبنانيين.

وفي آخر الدعوات الخارجية لإيجاد حلّ، أعلنت الرئاسة الفرنسية أنّ الرئيس إيمانويل ماكرون وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، يتشاركان "الرغبة نفسها في رؤية حكومة ذات مصداقية قادرة على تنفيذ خريطة الطريق للإصلاحات المطلوبة للنهوض، والتي التزم بها القادة السياسيون اللبنانيون"، مشددة على أنّ تشكيلها "شرط لحشد مساعدة دولية طويلة الأمد".

وكان الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله اعتبر، الأربعاء، أن الوقت حان لكي يقدم السياسيون في لبنان تنازلات للاتفاق على تشكيل حكومة جديدة يمكنها إنقاذ البلاد من أزمة مالية غير مسبوقة؛ وذلك بعد أن أطلق رئيس البرلمان نبيه بري مبادرة تقوم على قاعدة "اللاغالب واللامغلوب" في الصراع بين رئاستي الجمهورية والحكومة.

وجدّد البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي مطالبته باعتماد سياسة الحياد، في إشارة إلى دور "حزب الله" في سوريا والعراق وغيرها من الدول.

ضغوط ومبادرات لتشكيل الحكومة اللبنانية

ويشرح الكاتب والباحث في الشؤون السياسية أسعد بشارة، من لبنان، أن العقوبات العربية والغربية المتوقّعة "أسهمت في زيادة الضغط على الأطراف السياسي للجلوس إلى الطاولة". ويشير في حديث إلى "العربي" إلى أن رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري يلتزم الصمت إفساحًا في المجال أمام حراك "الفرصة الأخيرة".

ويقول بشارة: إن المبادرة الفرنسية تقهقرت وتغيّرت بنودها، وإن اللقاء الأخير مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يأتي في إطار دفع السعودية إلى تعديل بعض شروطها لتشكيل الحكومة في لبنان.

ويضيف بشارة أن مطالب الحريري لتشكيل الحكومة تتفق مع بعض المعايير التي تطلبها الدول العربية والدولية، مؤكدًا أن الرئيس المكلّف "لن يتراجع عن هذه المطالبات".

ويصف بشارة مبادرة بري بـ"اليتيمة"، حيث إن رئيس البرلمان ينتظر موافقة الرئيسَين عليها، لكنّه يرجّح أن لا يوافق رئيس الجمهورية على التنازل عن الثلث المعطّل؛ "لأنه يعني التنازل عن إعادة تعويم جبران باسيل".

وعن كلام الراعي، يقول بشارة: إن سيطرة "حزب الله" على الوضع السياسي في البلد لم تعد مقبولة حتى من الأطراف التي كانت على توافق معه، مؤكدًا أن مشكلة الكنيسة المارونية ليست سياسية مع حزب الله، بل تتمحور حول الانهيار، "الذي لن يوفّر أحدًا"، بحسب تعبيره.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close