الأربعاء 24 أبريل / أبريل 2024

بين تكليف نتنياهو والانتخابات الخامسة.. تعقيدات تشكيل الحكومة الإسرائيلية

بين تكليف نتنياهو والانتخابات الخامسة.. تعقيدات تشكيل الحكومة الإسرائيلية

Changed

يبدأ الرئيس الإسرائيلي، الإثنين المقبل، المشاورات مع الأحزاب الفائزة لاختيار الشخص المكلّف بتشكيل الحكومة.
يبدأ الرئيس الإسرائيلي يوم الإثنين المقبل المشاوراتِ مع الأحزاب الفائزة لاختيار الشخص المكلّف بتشكيل الحكومة (غيتي)
توجد ثلاثة احتمالات للمشهد الإسرائيلي: الأول تشكيل بنيامين نتنياهو للحكومة، والثاني تشكيل المعارضة للحكومة، أما الأخير فهو العودة إلى صناديق الاقتراع.

تنقسم الأحزاب الإسرائيلية إلى فريقين، الأول يُريد استمرار بنيامين نتنياهو مجددًا في رئاسة الحكومة، والثاني يسعى جاهدًا إلى استبداله.

وبانتهاء الانتخابات الإسرائيلية، الأسبوع الماضي، من دون أغلبية لأي من المعسكرين، فإن الاحتمالات تبدو مفتوحة على سيناريوهات عديدة لتشكيل الحكومة المقبلة.

وفعليًا، فإن ثمّة ثلاثة احتمالات واقعية للمشهد الإسرائيلي: الأول تشكيل نتنياهو للحكومة، والثاني تشكيل المعارضة للحكومة، أما الأخير فهو العودة إلى صناديق الاقتراع مجددًا.

ولكن عمليًا، هناك العديد من السيناريوهات التي قد يلجأ إليها نتنياهو أو المعارضة لتشكيل الحكومة الإسرائيلية.

ويبدأ الرئيس الإسرائيلي رؤوبين ريفلين، الإثنين المقبل، المشاورات مع الأحزاب الفائزة بالانتخابات الإسرائيلية وعددها 13 حزبًا. وبحلول يوم الأربعاء، فإن ريفلين سيحدد شخصية النائب الذي سيكلّفه بتشكيل الحكومة، ضمن مهلة تستمر 28 يومًا، يمكن تمديدها إلى 14 يومًا إضافية بموافقة الرئيس الإسرائيلي.

غير أن فشل الرئيس المكلَّف لن يكون نهاية المطاف؛ إذ من الممكن أن يكلّف ريفلين شخصية أخرى بتشكيل الحكومة ضمن مهلة تستمر أيضًا لـ28 يومًا.

وفي حال فشل المكلّف الثاني بتشكيل الحكومة، يمكن للرئيس الإسرائيلي أن يُعيد الأمور إلى الكنيست الذي سيقرّر؛ إما تكليف شخصية مدعومة من 61 عضوًا من أعضاء الكنيست الـ120 بتشكيل الحكومة، أو الإعلان عن حلّ الكنيست والعودة إلى صناديق الاقتراع.

ما هي خيارات نتنياهو في تشكيل الحكومة؟

تشير نتائج الانتخابات إلى أن معسكر نتنياهو حصل على 52 مقعدًا، يمكنه رفعها إلى 59 في حال التوصّل إلى اتفاق مع حزب "يمينا" اليميني برئاسة نفتالي بينيت.

ويبدو هذا هو المسار الأمثل لنتنياهو، زعيم حزب "الليكود" اليميني، ولكنه يبقى بحاجة لمقعدَين للوصول إلى 61 صوتًا من الأصوات المطلوبة للحصول على حكومة تنال ثقة الكنيست.

وفي سبيل الحصول على مقعدين، فإن ثمة عدة خيارات يُمكن أن يلجأ لها:

الخيار الأول: إقناع حزب "أمل جديد" اليميني برئاسة جدعون ساعر الذي لديه 6 مقاعد بالكنيست.

ولكن ساعر، الذي انشق عن "الليكود" بسبب خلافات شخصية عميقة مع نتنياهو، أعلن مباشرة بعد الانتخابات أنه لن ينضم إلى حكومة برئاسة الأخير، ويبدو هذا الخيار صعبًا، ما لم يتراجع ساعر عن مواقفه.

الخيار الثاني: إقناع أعضاء من "أمل جديد" بالانضمام إلى حزب "الليكود".

وينتمي أعضاء الكنيست في حزب "أمل جديد" بغالبيتهم أصلًا إلى حزب "الليكود"؛ ما يفتح الباب أمام إمكانية محاولة الحزب الأمّ استقطابهم للعودة إليه.

وفي حال نجح "الليكود" باستقطاب عضوين من "أمل جديد"، فإن ذلك يفتح الطريق أمام تشكيل نتنياهو للحكومة.

الخيار الثالث: الحصول على دعم القائمة العربية الموحدة برئاسة منصور عباس، سواء من داخل الحكومة أو الكنيست.

وفي هذا الصدد، يقول عباس: "ما لم تقتنع الأطراف بأنّ هناك دورًا للقائمة العربية الموحدة في ترتيبات المرحلة المقبلة، فمن الصعب رؤية تشكيل حكومة".

ويرى عباس أن إمكانية العودة للانتخابات "واردة جدًا"؛ لأن نتيجة الانتخابات لم تُحسم "لا بالضربة القاضية ولا بالنقاط لصالح أي طرف من الأطراف".

وكان أعضاء من "الليكود" الذي يمتلك 30 مقعدًا قد عارضوا تشكيل حكومة تعتمد على أصوات نواب عرب، وهو الموقف الذي يطرحه أيضًا حزب "الصهيونية الدينية" الذي حصل على 6 مقاعد، ويُعتبَر شريكًا أساسيًا لنتنياهو في تشكيل الحكومة.

وإضافة إلى "الصهيونية الدينية"، فإن معسكر نتنياهو يضمّ حزب "شاس" اليميني، الذي حصل على 9 مقاعد، وحزب "يهودوت هتوراه" اليميني، الذي حصل على 7 مقاعد.

ما هي خيارات المعسكر المعارض لنتنياهو؟

فعليًا، فإن لدى معسكر المعارضة 57 مقعدًا، ولكنه خليط من الأحزاب غير المتجانسة، حيث يضمّ أحزابًا من اليمين والوسط واليسار والعرب.

وبالإمكان، رفع عدد مقاعد هذا المعسكر إلى 61 مقعدًا في حال الحصول على دعم القائمة العربية الموحدة برئاسة منصور عباس.

ويتكوّن هذا المعسكر من "هناك مستقبل" الوسطي، الذي حصل على 17 مقعدًا، و"أزرق أبيض" مع 8 مقاعد، و"إسرائيل بيتنا" اليميني مع 7 مقاعد، وحزب "العمل" الوسطي مع 7 مقاعد، وحزب "أمل جديد" اليميني مع 6 مقاعد، وحزب "ميرتس" اليساري مع 6 مقاعد، إضافة إلى القائمة المشتركة، وهي تحالف 3 أحزاب عربية وحصلت على 6 مقاعد.

ويُرجّح أن يقود هذا المعسكر زعيم حزب "هناك مستقبل" يائير لابيد.

وأمام هذا المعسكر 3 خيارات لتشكيل الحكومة:

الخيار الأول: الحصول على دعم "القائمة العربية الموحدة" برئاسة عباس للوصول الى 61 مقعدًا.

ولكنّ عباس لم يحسم الموقف حتى الآن بدعم هذا المعسكر، بانتظار ما سيقدّمه لتلبية مطالب المواطنين العرب في إسرائيل، وهي المطالب التي يتّفق فيها مع باقي الأحزاب العربية.

الخيار الثاني أمام معسكر المعارضة، هو الحصول على دعم حزب "يمينا" اليميني برئاسة بينيت.

ولكن بينيت أعلن رفضه الانضمام إلى حكومة برئاسة لابيد، فضلًا عن موقفه الرافض للانضمام إلى أي حكومة تحظى بدعم العرب.

الخيار الثالث فهو تشكيل بينيت للحكومة، حيث تسود تقديرات حول إمكانية أن يطلب نفتالي بينيت، أن يُشكّل الحكومة.

ولكن سياسات زعيم "يمينا" اليمينية المتشدّدة، تتعارض مع الكثير من مكوّنات المعسكر المعارض لنتنياهو، وخاصّة أحزاب الوسط واليسار والنواب العرب.

انتخابات جديدة في إسرائيل

وتجعل تعقيدات فرص تشكيل الحكومة المقبلة فُرص العودة للانتخابات واردة جدًا.

ويقول عباس للأناضول: "الموقف مُركّب، فرص العودة الى انتخابات واردة أيضًا، لأن الحالة السياسية الإسرائيلية تمكّن السياسيين من الذهاب إلى انتخابات خامسة، وربما سادسة أيضًا".

وفي السياق، يرى مازن الجعبري، الباحث في جمعية الدراسات العربية في حديث إلى "العربي" أن الانتخابات الإسرائيلية كانت استفتاءً على شخصية نتنياهو. ويُشير إلى أن هذا لا يعني أنه سيتمكّن من تشكيل حكومة مستقرّة بأريحية.

وفي الخامس من أبريل/ نيسان، تبدأ الخطوة المقبلة؛ حيث تبدأ الأحزاب بتسمية الشخصية التي تُشكّل الحكومة أمام الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين.

وفي حال فشل الشخص المكلّف في تشكيل الحكومة، ستكون إسرائيل على موعد مع انتخابات خامسة في الخريف المقبل.

المصادر:
العربي/ الاناضول

شارك القصة

تابع القراءة
Close