الإثنين 15 أبريل / أبريل 2024

محادثات فيينا حول النووي الإيراني.. سقف تفاؤل منخفض وتصلّب مستمر

محادثات فيينا حول النووي الإيراني.. سقف تفاؤل منخفض وتصلّب مستمر

Changed

محادثات فيينا
يأتي اجتماع فيينا بعد انقضاء نحو نصف مهلة الأشهر الثلاثة المتفق عليها بين طهران والوكالة الدولية للطاقة الذرية (غيتي)
يرمي اجتماع فيينا للتمهيد لعودة الولايات المتّحدة إلى الاتفاق النووي، وقد استبقته بإعلانها أنّها مستعدّة لإعادة النظر بقسم من العقوبات المفروضة على إيران.

تجتمع في فيينا، اليوم الثلاثاء، الأطراف الموقّعة على الاتفاق النووي الذي تم التوصّل إليه في العاصمة النمساوية في 2015 بين إيران ومجموعة 5+1 (الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا بالإضافة إلى ألمانيا) التي باتت تسمّى مجموعة 4+1 بعد انسحاب واشنطن في 2018 من الاتفاق في عهد الرئيس السابق دونالد ترمب.

ويرمي الاجتماع للتمهيد لعودة الولايات المتّحدة إلى هذا الاتفاق، وقد استبقته بإعلانها أنّها مستعدّة لإعادة النظر بقسم من العقوبات المفروضة على إيران إذا ما التزمت طهران بالكامل بالاتفاق النووي المبرم في 2015، فيما كرّرت إيران التأكيد على أنّ أي لقاء مباشر مع واشنطن لن يحصل في فيينا، وأنها لن تجري "مفاوضات" في العاصمة النمساوية.

ويأتي اجتماع فيينا بعد انقضاء نحو نصف مهلة الأشهر الثلاثة المتفق عليها بين طهران والوكالة الدولية للطاقة الذرية لتسليم معلومات البرنامج النووي المتعلقة تحديدًا بالبروتوكول الإضافي، ما ينبئ بأنّ الأزمة ستزداد تعقيدًا بين طهران والغرب، في حال انقضت المهلة دون حلحلة الملف النووي.

ما ستشهده فيينا لن يكون "مفاوضات" جديدة

وفي المواقف، كشف المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس أنّ واشنطن مستعدّة للبحث في رفع بعض العقوبات المفروضة على إيران لكن فقط تلك المتعلّقة بالملف النووي الإيراني.

وقال برايس للصحافيين: "حتمًا لن نقدّم مبادرات أحادية الجانب أو تنازلات لإقناع إيران"، مشيرًا إلى أنّ "الصيغة الأولية هي تلك التي لا تزال سارية حتى اليوم؛ الرفع المحدود للعقوبات النووية مقابل قيود دائمة ويمكن التحقّق منها على برنامج إيران النووي".

وأتى تصريح برايس بعدما أعلن نظيره في طهران أنّ ما ستشهده فيينا الثلاثاء لن يكون بأيّ حال من الأحوال "مفاوضات".

وقال المتحدّث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده خلال مؤتمر صحافي: إنّ المطلوب في اجتماع اللجنة المشتركة لاتفاق 2015، الذي ستنضم إليه واشنطن من دون أن تجري مباحثات مباشرة مع الوفد الإيراني، هو "خطوة واحدة" تتمثّل برفع العقوبات التي أعادت الولايات المتحدة فرضها بعد انسحابها من الاتفاق عام 2018.

طهران لا تغلق الباب

ولا يرمي الإيرانيون الكرة في ملعب واشنطن هذه المرّة فحسب، إنما في ملعب المجموعة الخماسية، فيما ينخفض سقف التفاؤل في إمكانية فكّ عقدة تصلّب المواقف بين طهران وواشنطن.

ويُجمِع الإيرانيون على ضرورة أن لا تخرج محادثات فيينا النووية عن دائرة الشق التقني ورفع كامل العقوبات، علمًا أنّ طهران لا تغلق الباب كليًا، لكنّها تصرّ على أن لا حياة للاتفاق قبل تحرّرها من ضغوطات اقتصادية أضرّت بها.

وفيما يصف البعض "الكباش" الحاصل على هذا الصعيد بأنّه "لعبة فرض إرادات"، يعتبر آخرون أنّه "لم تعد للغرب أوراق ضغط على إيران".

ويلفت الباحث في الشأن السياسي عباس أصلاني إلى أنّ طهران تعرّضت لكافة أنواع الضغوط والعقوبات ولذلك لم تعد تخشي شيئًا، مشيرًا إلى أنّ "المتضرر الوحيد من فشل الحراك الدبلوماسي هو الغرب لأن عمل البرنامج النووي الإيراني سيتواصل؛ وهذا ما يقلق الغرب".

"لا يحق لواشنطن فرض قوانينها"

من جهته، يعتبر أستاذ العلاقات الدولية في جامعة طهران عماد أبشناس أنّ العقدة يمكن فكّها بشكل سريع جدًا عبر رفع العقوبات الأميركية التي فُرِضت على إيران خلال السنوات الماضية مقابل عودة طهران لتنفيذ تعهداتها في الاتفاق النووي.

ويشير أبشناس، في حديث إلى "العربي"، إلى أنّ موضوع عودة واشنطن إلى الاتفاق يمكن بحثه في المستقبل، "لكن اليوم عليها أن ترفع جميع العقوبات عن طهران"، مشدّدًا على أنّ الولايات المتحدة لا يحق لها أن تفرض قوانينها الداخلية على باقي دول العالم.

وإذ يرى أنّ المواقف "لن تبقى متصلّبة"، يعرب عن اعتقاده بأنّ الأميركيين "فهموا أنهم لا يستطيعون أن يستمروا بالعقوبات القصوى التي فرضها ترمب".

ضغوطات على حكومة بايدن

ويشير ابشناس إلى أنّ الولايات المتحدة تراجعت عن العديد من مواقفها المتصلبة مسبقًا، لكنّه يتحدّث عن ضغوطات كبيرة على حكومة بايدن، التي تواجه مشكلة أساسها أنها نفسها لم تقرّر ما تريد أن تفعله وتحاول كسب الوقت.

ويؤكد أنّ روسيا طرحت وساطة وكذلك فعل الجانب الأوروبي لكن المشكلة تكمن عند الأميركيين، مضيفًا: "إذا ما أرادوا أن يحلّوا العقدة، فإنّ الموضوع لا يحتاج إلى وساطة بل بإمكان بايدن حلّ هذه المشكلة بسهولة، إذ كما ألغى قرارات ترمب بشؤون مختلفة يستطيع إلغاء القرارات المتعلقة بإيران".

المصادر:
العربي / وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close