السبت 13 أبريل / أبريل 2024

حياد إيجابي ودبلوماسية خفيّة.. هل تنجح الوساطة العُمانية في اليمن؟

حياد إيجابي ودبلوماسية خفيّة.. هل تنجح الوساطة العُمانية في اليمن؟

Changed

يبدو الرهان صعبًا على الوسيط العُماني، لكن في جعبة مسقط عدّة أوراق قد تمنحها هامشًا للمناورة لجلب أطراف الصراع في اليمن إلى طاولة الحوار.

أعربت الحكومة العُمانية عن تفاؤلها بالتوصل إلى وقف لإطلاق النار في اليمن في أقرب الآجال، على خلفية إعلان الرياض عن مبادرة تهدف إلى التوصل لحلّ سياسي شامل.

لكنّ المبادرة السعودية، التي حظيت بترحيب من حكومة عبد ربه منصور هادي، ومباركة خليجية ودعم أممي وأميركي، رفضها الحوثيون جملة وتفصيلًا، واشترطوا فكّ الحصار عن الموانئ والمطارات.

بنتيجة ذلك، تشبّثت كلّ أطراف النزاع بمواقفها، في ظلّ تصعيد عسكري وتفاقم للأوضاع الإنسانية، لتبرز على الساحة وساطة عُمانية لدعم مسار إنهاء حرب اليمن، وإقرار حل شامل لأزمة طال أمدها، وباتت إقليمية أكثر من كونها يمنية يمنية.

أوراق عديدة في جعبة مسقط

ويبدو الرهان صعبًا على الوسيط العُماني، لكن في جعبة مسقط التي تنفرد بحيادها الإيجابي ودبلوماسيتها الخفية، أوراق عدّة قد تمنحها هامشًا للمناورة لجلب أطراف الصراع لطاولة الحوار، في مقدّمتها تجديد كلّ الأطراف ثقتها بالوساطة العُمانية كما برز في المحادثات الأميركية الحوثية الأخيرة في مسقط.

يذكر أنّ الوساطة العُمانية لإنهاء حرب اليمن قائمة بقنواتها الرسمية وغير الرسمية منذ العام 2015، حيث تلعب مسقط دور الوسيط المحايد بإجماع من الأطراف اليمنية والإقليمية والدولية.

وقد دفعت مسقط منذ السنوات الأولى للحرب بخطة طريق ارتكزت على وقف العمليات القتالية، وتنظيم انتخابات بعد مسار سياسي تفاوضي ثمّ عقد مؤتمر المانحين لإعادة إعمار اليمن.

ونتيجة لكلّ ما سبق، فرضت الوساطة العُمانية نفسها وتعزّزت بفعل قرار السلطنة النأي بنفسها عن حرب اليمن، ومن خلال دورها الإنساني ومساهمتها في تسهيل عمليات تبادل الأسرى وأيضًا بسبب العلاقة الجيدة التي تربطها بطهران.

الوساطة العمانية جاءت بطلب من الرياض وواشنطن

ويرى الكاتب والإعلامي العُماني محمد اليحيائي أنّ المعلومات بخصوص الوساطة قليلة، ولكن ما رشح من معلومات يشير إلى وجود حوارات تشارك فيها أطراف الأزمة بمن فيهم السعوديون.

ويؤكد اليحيائي، في حديث إلى "العربي"، أن الأولوية في المرحلة الأولى هي وقف إطلاق النار ووقف الحرب، ثم إيجاد حل للصراع.

ويشير إلى أنّ السعودية لم تحقق أهدافها من الحرب، وأنّ الوساطة العمانية جاءت بطلب من الرياض ومن واشنطن.

ويلفت إلى أنّ من الأوراق التي يمكن أن تعتمدها عمان هي ورقة علاقاتها الجيدة مع طهران للضغط على الحوثيين، ولفتح قناة تواصل مباشرة بين طهران والرياض.

ويخلص إلى أنّ السعودية خسرت الكثير ماديًا ومعنويًا، ومن غير المتوقع أن تخرج من اليمن دون تسوية تحقق مصالحها.

الحل في اليمن يجب أن يشمل السعودية وإيران

من جهته، يعتبر أستاذ العلاقات الدولية بجامعة قطر بكيل الزنداني أنّ الحلّ يجب أن لا يشمل اليمنيين وحدهم بل الأطراف الإقليمية أيضًا كالسعودية التي تسعى إلى تحقيق مصالحها قبل مصالح اليمنيين وإيران التي تعتمد الحوثيين ورقة ضغط في ملفها النووي.

ويلفت الزنداني، في حديث إلى "العربي"، إلى أنّ الحوثيين ليسوا في موقع قوة يسمح لهم بفرض شروطهم، مشيرًا في الوقت نفسه إلى أنّ الوضع الدولي عمومًا في صالحهم.

ويخلص إلى أنّ شروط الحوثيين للسلام صعبة التحقق، مشدّدًا على أنّ الذهاب للحوار يجب أن يبدأ من دون شروط مسبقة.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close