الثلاثاء 23 أبريل / أبريل 2024

طهران تُفرج عن ناقلة النفط الكورية.. ماذا عن أموال إيران المجمّدة؟

طهران تُفرج عن ناقلة النفط الكورية.. ماذا عن أموال إيران المجمّدة؟

Changed

طهران احتجزت الناقلة النفطية بتهمة "انتهاكها المتكرّر لقوانين البيئة البحرية".
طهران احتجزت الناقلة النفطية بتهمة "انتهاكها المتكرّر لقوانين البيئة البحرية" (غيتي)
أفرجت طهران عن الناقلة "هانكوك تشيمي" مع طاقمها المؤلف من 12 شخصًا من جنسيات مختلفة، نحو الساعة 6 صباحًا بالتوقيت المحلي.

بعد ثلاثة أشهر على احتجازها أفرجت طهران الجمعة عن ناقلة النفط الكورية التي احتجزتها في مياه الخليج منذ يناير/ كانون الثاني الماضي، من أجل الضغط للإفراج عن أصول بمليارات الدولارات مجمّدة من قبل سول بموجب العقوبات الأميركية.

وأفادت وزارة الخارجية الكورية، في بيان، بأن طهران أفرجت عن الناقلة "هانكوك تشيمي" مع طاقمها المؤلف من 12 شخصًا من جنسيات مختلفة، مضيفة أن الناقلة غادرت الميناء الإيراني نحو الساعة 6 صباحًا بالتوقيت المحلي.

وكانت طهران احتجزت الناقلة النفطية بتهمة "انتهاكها المتكرّر لقوانين البيئة البحرية"، بالتزامن مع مفاوضات كان يجريها البلدان بشأن الأموال الإيرانية المجمدة في كوريا الجنوبية، والتي تبلغ 7 مليارات دولار، وفقًا لطهران.

وكانت إيران أحد مصدّري النفط الرئيسيين إلى كوريا الجنوبية إلى أن أوقفت سول مشترياتها النفطية من الجمهورية الإسلامية بسبب العقوبات الأميركية التي أعاد الرئيس السابق دونالد ترمب فرضها على طهران في العام 2018 في إطار سياسة "الضغوط القصوى" التي مارسها بهدف تجفيف عائداتها النفطية.

ونفت طهران مرارًا أيّ صلة بين احتجاز الناقلة الكورية الجنوبية والإفراج عن الأموال المجمّدة في سول، وسمحت في فبراير/ شباط لجميع أفراد طاقم السفينة بالمغادرة باستثناء قبطانها "لدواعٍ إنسانية". غير أنّ القسم الأكبر من طاقم السفينة ظلّ على متنها كي يؤمّن صيانتها.

توقيف ومفاوضات

وأوقف الحرس الثوري الإيراني الناقلة التي ترفع العلم الكوري الجنوبي، بينما كانت في طريقها من السعودية إلى ميناء الفجيرة الإماراتي، حيث كانت تحمل 7200 طن من الإيثانول من ميناء الجبيل في السعودية إلى كوريا الجنوبية.

وأرسلت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية وحدة "شيونغهاي" لمكافحة القرصنة التابعة لها إلى المنطقة بعد عملية الاحتجاز، لكنها غادرت المنطقة بعد أيام قليلة من زيارة نائب وزير الخارجية الكوري الجنوبي إلى طهران.

وفي مارس/ آذار، قالت سول إنّها توصّلت مع طهران إلى اتفاق يتيح الإفراج عن الأموال الإيرانية المجمّدة، مشيرة في الوقت عينه إلى أنّ وضع هذا الاتفاق موضع التنفيذ يحتاج إلى ضوء أخضر أميركي.

لكنّ الولايات المتّحدة سارعت إلى رفض هذا الاتفاق، حيث اعتبر وزير الخارجية أنتوني بلينكن أنّ أيّ إفراج عن أموال إيرانية مجمّدة بموجب العقوبات الأميركية "لا يمكن أن يتمّ قبل أن تعود الجمهورية الإسلامية إلى الامتثال بكامل التزاماتها المنصوص عليها في الاتفاق النووي" الذي انسحبت منه الولايات المتحدة في عهد ترمب.

وفي 11 يناير، شددت إيران على ضرورة عدم تسييس مسألة احتجازها لناقلة النفط الكورية الجنوبية، داعية الولايات المتحدة، وفرنسا إلى عدم التدخل في هذه القضية.

وعلى الرغم من أن وزارة الخارجية الكورية الجنوبية لم تأتِ على ذكر الأموال الإيرانية المجمّدة خلال إعلانها عن الإفراج عن السفينة، إلا أن تقارير إعلامية كورية جنوبية متعدّدة، ذكرت أنّ رئيس الوزراء الكوري الجنوبي تشونغ سيي-كيون سيزور طهران قريبًا، من دون أن تحدّد متى بالضبط ستجري هذه الزيارة.

وفي الأسابيع الأخيرة، أعلن مسؤولون إيرانيون إجراء محادثات مع مسؤولين كوريين جنوبيين للإفراج عن بعض الأموال الإيرانية المجمدة البالغة 7 مليارات دولار، وأعلن مسؤولون كوريون جنوبيون أن إيران قد تلغي احتجاز الناقلة.

كما نقلت قناة "كي بي إس" (kbs)، عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الكورية الجنوبية الخميس، قوله: إن حكومته تتوقّع سماع "أنباء مفرحة" قريبًا بشأن إطلاق سراح الناقلة.

ويعتبر احتجاز الحرس الثوري للناقلة النفطية الكورية الجنوبية أول عملية من نوعها في غضون أكثر من عام.

وفي تمّوز/ يوليو 2019، احتجز الحرس الثوري الناقلة النفطية "ستينا إمبيرو"، التي ترفع علم بريطانيا أثناء عبورها مضيق هرمز، ردًا على اعتراض بريطانيا ناقلة نفط إيرانية  قبالة سواحل جبل طارق قبل أن تفرج عنها رغمًا بسبب الاعتراضات الأميركية.

ولم تفرج السلطات الإيرانية عن سفينة "ستينا إمبيرو" إلا بعد شهرين.

المصادر:
العربي، وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close