لا يزال التعقيد يحيط بملف "سد النهضة" بعد فشل الجولة التفاوضية الأخيرة في عاصمة الكونغو، في ظل إصرار إثيوبيا على الملء الثاني في موعده ورفضها أي اتفاق ملزم.
وفي هذا السياق، نشطت خلال الساعات الماضية التحركات الدبلوماسية على وقع حرب التصريحات المرصودة، لا سيّما بعدما أعلنت إثيوبيا الأربعاء أنها تتمسك بوساطة الاتحاد الإفريقي في المفاوضات.
وأبلغ وزير الخارجية الإثيوبي ديميكي ميكونين مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان بذلك، مؤكدًا أن رعاية الاتحاد الإفريقي ضرورية بموجب كونه مراقبًا محايدًا ومنصفًا.
في المقابل، حذّرت مصر والسودان من الرفض الإثيوبي لمقترح الرباعية الدولية، وقال وزير الري السوداني ياسر عباس: "برفض الوساطة الرباعية، تعمل إثيوبيا على شراء الوقت والشروع في الملء الثاني دون اتفاق"، مشدّدًا على أن كل الخيارات مفتوحة وفقًا للقانون الدولي.
من جانبه، كشف رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان أن بلاده قدّمت مبادرة لتدعيم الوساطة الأفريقية وتقريب وجهات النظر بشأن "سد النهضة".
وأضاف البرهان، في مؤتمر صحفي في العاصمة القطرية الدوحة، أن السلطات في الخرطوم تريد عودة السودان إلى الخارطة العالمية وحشد الدعم اللازم لمؤتمر باريس، مشيرًا إلى أن الخرطوم لديها تفاهم مع مصر بشأن قضية حلايب وشلاتين.
تفاهم مصري سوداني حول "سد النهضة"
ويؤكد رئيس تحرير صحيفة "النهار" السودانية عثمان ميرغني أن أي تحرك من قبل إثيوبيا تجاه "سد النهضة" سيكون له تأثير سلبي على السودان، مشيرًا إلى أن ما طلبته الخرطوم من أديس أبابا هو أن تكون على علم بأي تحركات حتى تستطيع أن تستوعب هذه التحركات.
ويرى ميرغني، في حديث إلى "العربي"، أن إثيوبيا لا تريد أن تقدم أي معلومات كافية حول تحركاتها، ولا تريد أن توقع على اتفاقات ملزمة.
ويلفت إلى أن هناك اتفاقًا مصريًا سودانيًا على أن لا رجاء من هذه المفاوضات، مضيفًا: "لا اتفاق واضح بين البلدين حول ما سوف يحدث بعد ذلك".
إثيوبيا أخلّت بـ "إعلان المبادئ"
من جهته، يرى وزير الري المصري الأسبق محمد نصر علام أن هدف مصر والسودان هو تحقيق حل سلمي في الحفاظ على حياة شعوبهما، مشيرًا إلى أن البلدين مستعدان لأي احتمال.
ويشير، في حديث إلى "العربي"، إلى أن إثيوبيا أخلّت بـ"إعلان المبادئ" للاستخدام المنصف والعادل للمياه وعدم الإضرار والإخطار المسبق، مضيفًا أن مصر مستعدة بكافة قدراتها للدفاع عن حقوقها المائية.
ويلفت إلى أن الكرة الآن في ملعب المجتمع الدولي إذا ما أراد الحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة، ولا سيّما فيما يتعلق بـ"سد النهضة".