الأحد 21 أبريل / أبريل 2024

أزمة سد النهضة.. هل أُغلقت الأبواب أمام أي مخرج تفاوضي؟

أزمة سد النهضة.. هل أُغلقت الأبواب أمام أي مخرج تفاوضي؟

Changed

قال المستشار الإعلامي لرئيس المجلس السيادي السوداني إن التعنت الإثيوبي في ملف سد النهضة قد يجر المنطقة إلى ما لا تحمد عقباه إذا لم يتدخل المجتمع الدولي.

يشهد ملف سد النهضة تطورات يومية، لعل آخرها زيارة الرئيس التونسي قيس سعيد إلى مصر والتي جاءت بدعوة من الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، وفق بيان الرئاسة التونسية.

السيسي أشار في ندوته الصحفية برفقة سعيد إلى أنه يعوّل على الدعم التونسي لمصر في ملف سد النهضة، وهو ما أكده نظيره التونسي. 

أهمية تونس 

وتأتي أهمية تونس في هذا الملف كونها البلد العربي الوحيد العضو في مجلس الأمن الدولي حاليًا، وعبرها يمكن الضغط باتجاه الموقف المصري إذا ما وقع الالتجاء إلى المجلس ثانيةً.

والحشد المصري هذا هو ذات ما يسعى إليه السودان؛ وفي سياقه كانت زيارة رئيس المجلس السيادي السوداني عبدالفتاح البرهان إلى دولة قطر، التي أكد منها أن مفاوضات سد النهضة أخذت وقتًا أكثر من اللازم ولم تصل إلى نتيجة.   

من ناحيته، قال المستشار الإعلامي لرئيس المجلس السيادي السوداني إن التعنت الإثيوبي في ملف سد النهضة قد يجر المنطقة إلى ما لا تحمد عقباه إذا لم يتدخل المجتمع الدولي.

إثيوبيا تتجاهل المخاطر

تعليقًا على ما يشهده أخيرًا هذا الملف، يشير المستشار السابق للوفد السوداني لمفاوضات سد النهضة الصادق شرفي إلى أن "إثيوبيا تحاول في الفترة الأخيرة نقل موضوع مفاوضات ملء وتشغيل السد إلى مفاوضات قسمة الحصص"، موضحًا أن "هذا ما بدا من المفاوضين الإثيوبيين في الفترة الأخيرة". ويذكّر بأن إعلان المبادئ لا يتضمن أبدًا مسألة تقسيم الحصص. 

ويعتبر أن "الفرصة كانت مؤاتية لأديس أبابا العام الماضي لتوضح حسن نيتها، لكنها رفضت. والآن تعلن عن الملء الثاني شاء من شاء وأبى من أبى، متجاهلة المخاطر على السدود والمدن والمشروعات الزراعية السودانية والمصرية".

وإذ ينوّه إلى أن السودان تأثر العام الماضي من الملء، يلفت إلى أن الملء الثاني سيكون ثلاثة أضعاف كمية الملء الأول.

"مصر تتطلع إلى اتفاق"

بدوره، يوضح مساعد وزير الخارجية الأسبق حسين هريدي أن مصر ما تزال تتطلع إلى التوصل لاتفاق مع كل من إثيوبيا والسودان يحمي مصالح الدول الثلاث ويضمن لهم أمنهم وازدهارهم الاقتصادي.

ويضيف: "كنا علقنا آمالًا كبيرة على جولة المفاوضات في كينشاسا، لكن بحسب نتائجها، فإن المفاوضات تعثرت ولا اتفاق حتى الآن على جولة مفاوضات أخرى". 

ويشير إلى إعلان المسؤولين في الحكومة الإثيوبية عن بدء الملء الثاني للسد في موسم الفيضان القادم في يوليو دون الأخذ في الاعتبار لاهتمام وقلق السودان ومصر.   

ويلفت إلى "أننا نريد أن يظل النيل الأزرق بصورة دائمة جسرًا للتواصل بين الشعوب الثلاثة، التي عاشت قرونًا حوله".

"معلومات مغلوطة"   

من ناحيته، يعتبر الكاتب الصحفي محمد العروسي أن التصريحات المصرية والسودانية عالية النبرة هي "عبارة عن تكهنات أو تأجيجًا في غير موضعه"، لافتًا إلى أن "المنطقة مضطربة أصلًا، فما الحاجة إلى التصريح بأن هناك حرب؟".

ويرى أن هناك معلومات مغلوطة تصدّر إلى الشعوب الثلاثة من خلال بعض الأطراف التي تتعامل مع هذه القضية. ويحذر من أن هذه التصريحات هي التي تجرّ إلى الحروب وتؤجج الشعوب وتضلّل الواقع الذي تسير إليه الأزمة.

ويشير إلى أن "إثيوبيا تُتهم بالتعنت، وإذا بها تبدي كل مرونة، وتتهم بأنها تماطل وتراوغ ولا تعلن حقيقة ما تريد.. وترد على هذه الاتهامات بالمرونة وحسن النية والمبادرات".

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close