الثلاثاء 26 مارس / مارس 2024

احتدام السباق في المعسكر المحافظ في ألمانيا.. من سيخلف ميركل؟

احتدام السباق في المعسكر المحافظ في ألمانيا.. من سيخلف ميركل؟

Changed

انجيلا ميركل- إلمانيا
بعد 16 عامًا في السلطة، تحوّلت نهاية عهد المستشارة أنغيلا ميركل إلى محنة بالنسبة للمعسكر المحافظ (غيتي)
تتضمن الأسماء المطروحة أرمين لاشيت زعيم الاتحاد الديمقراطي المسيحي، وماركوس سودر رئيس الحزب الحليف البافاري الاتحاد الاجتماعي المسيحي.

يحتدم السباق لخلافة أنغيلا ميركل في ألمانيا اليوم الأحد، في معسكرها المحافظ الذي يجمع المرشحَين المحتملَين المتنافسَين في اجتماع مغلق، قبل ستة أشهر من الانتخابات التشريعية.

ويتساءل البعض عن الرجل الذي سيقود الحملة على أمل الوصول إلى المستشارية. وتتضمن الأسماء المطروحة أرمين لاشيت زعيم الاتحاد الديمقراطي المسيحي، وماركوس سودر رئيس الحزب الحليف البافاري الاتحاد الاجتماعي المسيحي.

لم يعلن أي منهما رسميًا ترشحه بعد، لكن رغبتهما في الترشح لم تعد موضع شك.

وفي حين أن المحافظين وعدوا بحسم المسألة "بين عيدَي الفصح والعنصرة"، أي في 24 مايو/ أيار، إلا أنه قد يتمّ تسريع الجدول الزمني بعد اجتماع اليوم الأحد، الذي تشارك فيه ميركل.

المصلحة في اتخاذ قرار سريع

وقال زعيم كتلة المحافظين النافذة في مجلس النواب رالف برينكهاوس، قبيل بدء الاجتماع للصحافة: "جميعنا لدينا مصلحة في اتخاذ قرار سريع".

من جهته، أكد نائب رئيس الكتلة، ألكسندر دوبريندت، أنه ينتظر أن تحسم الأحزاب المسألة خلال أسبوعين.

ومن المقرر أن يعقد لاشيت وسودر مؤتمرًا صحافيًا بعد ظهر اليوم الأحد، للتحدث عن الجدول الزمني. ويهدف بذلك إلى إخراج الحزب من الوضع الصعب الذي يمرّ به في أسرع وقت ممكن؛ إذ إن نهاية عهد ميركل، بعد 16 عامًا في السلطة، تتحوّل إلى محنة بالنسبة للحزب، إلى حدّ تعريض انتصاره في الانتخابات التشريعية، الذي كان يبدو مضمونًا قبل بضعة أشهر، للخطر.

ويواجه الاتحاد الديمقراطي المسيحي والاتحاد الاجتماعي المسيحي فضيحة اختلاس أموال مرتبطة بشراء كمامات طبية، بعد إدارتهما غير المنتظمة لأزمة الوباء العالمي وتكبدهما انتكاسة انتخابية في اقتراعين محليين مؤخرًا.

الاضطراب بلغ ذروته

 وتكشف استطلاعات الرأي الأخيرة أن الاضطراب قد بلغ ذروته. فتحالف الحزبين لا يحصد حاليًا سوى بين 26% و28,5% من نوايا التصويت في الانتخابات التشريعية المقررة في 26 سبتمبر/ أيلول، أي أقلّ بعشر نقاط من شعبيته في فبراير/ شباط إضافة وانهيار حاد لهذه النسبة منذ العام الماضي عندما بلغت 40%.

وبات حزب الخضر ينافس المعسكر المحافظ، بعد أن سجّل ارتفاعًا في شعبيته منذ الانتخابات الأوروبية عام 2019، هو الذي يحلم بانتزاع المستشارية من الاتحاد الديمقراطي المسيحي.

وكتبت صحيفة "سودّويتشه تسايتونغ" أن اجتماع الأحد سيكون "نوعًا من الامتحان للترشيحات"، وسيقدّم خلاله المرشحان رؤيتهما للمستقبل.

وتُظهر استطلاعات الرأي أن الخمسيني ماركوس سودر رئيس الاتحاد الاجتماعي المسيحي يتقدّم على منافسه، إلا أنه في ألمانيا لا يتمّ انتخاب المستشار من خلال الاقتراع العام المباشر بل من قبل النواب. وأفادت قناة "إيه آر دي" الرسمية أن 54% من الناخبين يعتبرون أنه مرشّح جيّد.

 أما بالنسبة للستّيني أرمين لاشيت، فهو لم يحصل سوى على 16% من نوايا التصويت، لكن تعود مسألة طرح المرشح إلى الاتحاد الديمقراطي المسيحي، الحزب الأقوى في التحالف؛ إذ إن الاتحاد الاجتماعي المسيحي ليس سوى حزب اقليمي.

ونجح هذا الأخير مرتين منذ الحرب في تمثيل المعسكر المحافظ كاملًا في الانتخابات، إلا أنه واجه انتكاستين.

التوازن بين الاستمرارية والتجديد

من جهته، يواجه أرمين لاشيت الذي انتُخب منذ يناير/ كانون الثاني فقط على رأس الاتحاد الديمقراطي المسيحي النكسة تلو الأخرى. فقد أثار موقفه الأخير من إغلاق صارم لكن مدّته قصيرة بهدف لجم الموجة الثالثة من وباء كوفيد-19، انتقادات وحتى سخرية.

وكان رئيس ولاية شمال رينانيا فيستفاليا حتى الآن الداعي إلى تخفيف الإجراءات إلى حدّ الدخول في نزاع مع ميركل.

وتكمن الصعوبة بالنسبة للاشيت، الذي لطالما اعتُبر الوريث السياسي لأنغيلا ميركل، في تجسيد الاستمرارية والتجديد في آنٍ معًا.

وحاول لاشيت في مقابلة مع صحيفة "بيلد" الألمانية اليوم الأحد، أن يثبت قدرته على تحقيق هذا التوازن مذكرًا بأنه كان "منذ سنوات موافقًا مع المستشارة على مسائل أساسية في السياسة" لا سيّما تلك المتعلقة باستقبال المهاجرين التي تسببت بانقسام في البلاد عام 2015.

وأعرب لا شيت عن تمنيه أن تكون المرحلة المقبلة "فترة جديدة" يسرّع خلالها التحوّل الرقمي والمراعي للبيئة ومكافحة البيروقراطية.

وقال ماركوس سودر: "إن مرشح الاتحاد الديمقراطي المسيحي - الاتحاد الاجتماعي المسيحي - لن يحقق نجاحًا من دون دعم ميركل".

وتعد مسألة تعيين مرشح ملحة جدًا في نظر الاتحاد الديمقراطي المسيحي؛ إذ إن الحزب الاشتراكي الديمقراطي سبق أن حسم المسألة منذ أشهر عدة، باختياره وزير المال الحالي أولاف شولتز.

أما حزب الخضر فسيعيّن مرشّحه في 19 أبريل/ نيسان.

المصادر:
أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close