الإثنين 22 أبريل / أبريل 2024

"تحديات جديدة" بانتظار بايدن.. ماذا يعني قرار الانسحاب من أفغانستان؟

"تحديات جديدة" بانتظار بايدن.. ماذا يعني قرار الانسحاب من أفغانستان؟

Changed

أميركا في أفغانستان
تدخلت الولايات المتحدة في أفغانستان غداة اعتداءات 11 سبتمبر 2001 على برجَي مركز التجارة العالمي في نيويورك (غيتي)
جاء قرار الرئيس الأميركي جو بايدن انطلاقًا من اعتقاده بأن لا مجال لمواصلة 20 عامًا من "الجهود الفاشلة" لإعادة بناء أفغانستان، وفقًا لتقرير لصحيفة "نيويورك تايمز".

أعلنت حكومة الرئيس الأميركي جو بايدن، الثلاثاء، أنّ القوات الأميركية ستبقى في أفغانستان إلى ما بعد الأول من مايو/ أيار المقبل، الموعد الذي حدد في اتفاق مع طالبان، على أن تنسحب "من دون شروط" بحلول 11 سبتمبر/ أيلول المقبل، في ذكرى اعتداءات 2001 في الولايات المتحدة.

وكانت حركة طالبان حذّرت في الآونة الأخيرة واشنطن من أي تجاوز لموعد 1 مايو، مهددة بالرد بالقوة، فيما كان قد أعلنت الامتناع عن أي هجوم ضد القوات الأجنبية منذ الاتفاق بين الولايات المتحدة وطالبان في 2020.

واجتاحت الولايات المتحدة أفغانستان غداة اعتداءات 11 سبتمبر 2001 على برجَي مركز التجارة العالمي في نيويورك ومقر وزارة الدفاع. وسرعان ما أطاحت بنظام طالبان الذي اتُهِم بإيواء تنظيم القاعدة المتهَم بالوقوف خلف الاعتداءات وزعيمه أسامة بن لادن.

لكن، ماذا يعني قرار الرئيس الأميركي تأكيد الانسحاب من أفغانستان؟ وأيّ تداعيات محتملة له؟

بايدن يسعى للتركيز على "تحديات جديدة"

وفقًا لتقرير لصحيفة "نيويورك تايمز"، فإنّ الرئيس جو بايدن يسعى من خلال قراره هذا إلى التركيز على "التحديات الجديدة"؛ ما يعكس قناعة راسخة لدى الإدارة الأميركية بأنّ الأولويات للعام 2021 تتطلب تعديل السياسات المُعتمَدة منذ العام 2001.

وتشير الصحيفة إلى أنّ قرار بايدن بسحب القوات الأميركية من أفغانستان جاء انطلاقًا من اعتقاده بأن لا مجال لمواصلة 20 عامًا من "الجهود الفاشلة" لإعادة بناء هذا البلد، وفي وقتٍ يسعى للتركيز على "الأجندة" الاجتماعية والاقتصادية في داخل الولايات المتحدة، إضافة إلى مواجهة "التهديدات المتسارعة" من الخارج.

ومع أنّ الصحيفة تستبعد أن يقرّ بايدن بأنّ الخروج من أفغانستان هو جزء من سياسة "أميركا أولًا"، بعدما استخدم سلفه دونالد ترمب هذا التعبير، إلا أنّها تشير إلى أنّه وصل إلى قناعة مفادها بأنّ الجهود التي تقودها الولايات المتحدة في أفغانستان لن تلقى سوى "الانهيار".

وتلفت الصحيفة إلى أنّ الأمر لم يستغرق من بايدن أكثر من ثلاثة أشهر في سدّة المسؤولية، ليتوصّل إلى قناعة بأنّ الانسحاب الكامل فقط، بمعزل عن الظروف والمعطيات السياسية على الأرض، من شأنه أن يبعد انتباه أميركا عن صراع العقدَين الماضيَين، لصالح تحديات جديدة للعقدَين المقبلَين.

"أولويات" الولايات المتحدة

وتذكّر بأنّ بايدن حدّد أهداف ولايته الرئاسية بتحرير البلاد من قبضة فيروس كورونا، إضافة إلى اغتنام الفرصة لتعزيز القدرة التنافسية الاقتصادية ضد الصين، فضلًا عن الإثبات من جديد للعالم أنّ الديمقراطية الأميركية لا تزال قادرة على مواجهة الصعوبات والمعوقات، بعدما تعرّضت له في الآونة الأخيرة، بحسب الصحيفة.

وبموجب هذه الرؤية، فإنّ أولويات الولايات المتحدة في أفغانستان وغيرها تصبح محاربة الفقر وعدم المساواة العرقية وزيادة الاستثمار، بدلاً من استخدام الجيش لدعم حكومة الرئيس أشرف غني.

وبمعنى آخر، فإنّ بايدن يدعو إلى التفكير بالبنية التحتية بدلًا من التدخل العسكري، والدفاع عن سلاسل التوريد التجارية بدلًا من خطوط الإمداد العسكرية، وفقًا لـ"نيويورك تايمز".

هل تعود واشنطن إلى أفغانستان مستقبلًا؟

لكنّ صحيفة "نيويورك تايمز" تطرح، في تقرير آخر حول موضوع الانسحاب من أفغانستان، إشكاليّة محوريّة أخرى، بعنوان: "هل تصبح أفغانستان ملاذًا للإرهاب من جديد؟".

إلا أنّها تجيب بأنّ الأمر مُستبعَد، على الأقل في المدى القصير، وفقًا لتقييم مسؤولي الاستخبارات. وتشير إلى أنّ وقف ما تسمّيها بـ"جماعات الإرهاب" على المدى الطويل قد يكون مهمّة أكثر صعوبة وتعقيدًا.

وبحسب الصحيفة، لا شيء مؤكّدًا على المدى الطويل؛ ما يجعل الإجابة على السؤال صعبة في الوقت الراهن. وتنقل الصحيفة عن مسؤولين أميركيين حاليين وسابقين، أنّ أحدًا لا يمكنه التكهّن بسيناريو الأحداث، وأنّ الولايات المتحدة قد تجد نفسها مضطرة للعودة إلى أفغانستان، كما في العراق.

وبحسب الصحيفة، فقد عرض مسؤولو المخابرات على إدارة بايدن صورة شاملة قاتمة للمستقبل في أفغانستان، وتوقعوا أن تحقق حركة طالبان مكاسب في ساحة المعركة، وأن تكافح القوات الحكومية للسيطرة، مستبعدين أن يتوصلوا لاتفاق سلام، علمًا أنّ الخطوط العريضة لهذا التقييم وردت في تقرير استخباراتي صدر الثلاثاء.

لكنّ التقرير قدّم صورة "ورديّة"، بحسب الصحيفة، فيما يتعلق بالسؤال الحاسم حول ما إذا كانت التهديدات المباشرة للولايات المتحدة لا تزال موجودة في أفغانستان، حيث خلص إلى أنّ القاعدة وغيرها من التنظيمات لا تمثل "تهديدًا مباشرًا" للولايات المتحدة من البوابة الأفغانية، وهو تقييم استندت إليه الولايات المتحدة في اتخاذ قرارها على ما يبدو.

يذكر أنّه من أجل إنهاء أطول حرب في التاريخ الأميركي التي أدت إلى مقتل أكثر من ألفَي جندي أميركي، وقعت واشنطن إبان ولاية دونالد ترمب اتفاقًا مع طالبان في فبراير/ شباط 2020 في العاصمة القطرية، الدوحة.

ونص الاتفاق على سحب كل القوات الأميركية والأجنبية قبل الأول من مايو بشرط أن يتصدى مقاتلو الحركة لنشاط أي "تنظيم إرهابي" في المناطق التي يسيطرون عليها.

ونص الاتفاق أيضًا على وجوب أن تباشر طالبان مفاوضات سلام مباشرة مع حكومة كابل. لكن هذه المفاوضات تراوح مكانها منذ بدأت في سبتمبر، على أن يتم إحياؤها اعتبارًا من 24 أبريل/ نيسان في إطار مؤتمر في إسطنبول، رغم أن طالبان لم تؤكد مشاركتها بعد.

المصادر:
العربي، نيويورك تايمز

شارك القصة

تابع القراءة
Close