الأربعاء 17 أبريل / أبريل 2024

الانسحاب من أفغانستان بحكم الواقع.. طالبان "متمسّكة" باتفاق الدوحة

الانسحاب من أفغانستان بحكم الواقع.. طالبان "متمسّكة" باتفاق الدوحة

Changed

القوات الدولية في أفغانستان
تؤكد الولايات المتحدة أنّها تتّخذ قرار الانسحاب من أفغانستان بالتشاور والتنسيق مع شركائها في حلف شمال الأطلسي (غيتي)
يؤكد المتحدث الرسمي باسم حركة طالبان محمد نعيم لـ"العربي" التمسّك باتفاق الدوحة بالكامل، محمّلًا مسؤولية أيّ مشاكل يمكن أن تحصل في أفغانستان للجهة التي تخالفه.

يبدو أنّ الانسحاب الأميركي الكامل من أفغانستان أصبح في حكم الواقع، لكنّ الرئيس الأميركي جو بايدن أراد أن يختار له التوقيت المناسب، الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول، عوضًا عن الأول من مايو/ أيار.

وأثارت الخطوة التي تقول الولايات المتحدة إنّها تتّخذها بالتشاور والتنسيق مع شركائها في حلف الناتو، سيلًا من المواقف والمخاوف في أفغانستان، وسط تحذيرات من انهيار في البلاد، وربما استعادة للحرب الأهلية الطويلة الدامية.

وفي هذا السياق، أكدت حركة طالبان أنها غير معنيّة بأيّ عملية سلام دون انسحاب كامل للقوات الأجنبية وفق اتفاق الدوحة، في وقت قابلت الحكومة الأفغانية ما تواتر من معلومات بتوجّس وتحذير من حرب أهلية من دون خواتيم.

إزاء ذلك، تُطرَح تساؤلات بالجملة عن دلالات القرار الأميركي وتوقيته، وما إذا كان هناك خطة للانسحاب أم أنّ الخطوة اتُخِذت دون حساب للعواقب، كما يحذّر بعض الأفغان.

الانسحاب الأميركي متوقَّع وليس مفاجئًا

يستغرب محرر شؤون الأمن القومي في صحيفة واشنطن تايمز غاي تايلور اعتبار الإعلان الأميركي حول الانسحاب "مفاجئًا"، مذكّرًا بأنّه نوقش في الولايات المتحدة طيلة سنوات، وبالتالي فهو كان متوقَّعًا.

ويلفت تايلور، في حديث إلى "العربي"، إلى أنّ الجميع في الولايات المتحدة وخارجها "كانوا يعلمون أن هذه اللحظة آتية، وكنا بانتظار إتمام المناقشات بين الولايات المتحدة والناتو" من أجل تنسيق الانسحاب.

وإذ يشير إلى أنّ الرئيس بايدن "يحاول مقاربة الوضع من منظور واقعي"، يرفض الكلام عن أنّه "ينتهك" اتفاق الدوحة الذي كان حدّد موعد الانسحاب في الأول من مايو، لافتًا إلى أنّه "لا يستعجل" الأمر فقط.

ويشدّد على أنّ ما حصل هو تأجيل لهذا الانسحاب لستّة أشهر، حيث يعتقد الأميركيون أنّها "كافية وجيدة"، معتبرًا أنّ الكرة ستكون في ملعب طالبان، "فإذا حاولت السيطرة على كابُل مثلًا خلال هذه الفترة، ستتمّ مواجهتها بحملة قصف عنيفة من جانب الولايات المتحدة".

"طالبان": على القوات الأجنبية الانسحاب نهاية أبريل

في المقابل، يؤكد المتحدث الرسمي باسم حركة طالبان محمد نعيم التمسّك باتفاق الدوحة بالكامل، محمّلًا مسؤولية أيّ مشاكل يمكن أن تحصل للجهة التي تخالف هذا الاتفاق، في غمزٍ من قناة الولايات المتحدة.

ويقول نعيم في حديث إلى "العربي": "انسحاب القوات الأجنبية كما تمّ الاتفاق عليه بين الولايات المتحدة والحركة سيكون في آخر شهر أبريل/ نيسان الجاري، وهذا كان أمرًا متفقًا عليه عالميًا".

وإذ يعتبر أنّ احترام والتزام الاتفاقية في صالح الجميع ويمهّد لحل المشاكل، يتحدّث عن جانبين لعدم الالتزام، أخلاقيّ وقانونيّ، موضحًا أنّ "المشاكل تُحَلّ تدريجيًا إذا كان هناك إطار أو جدول زمني يُحترَم".

ويكتفي نعيم، ردًا على سؤال عمّا إذا كانت الحركة ستقاتل القوات الأميركية بعد نهاية الشهر الجاري، بالقول: إنّ الحركة ستدافع عن شعبها وحريته كما فعلت طيلة 20 عامًا، مشدّدًا على أنّ "المسؤولية ترجع إلى الجهة المخالفة".

ويضيف: "نحن منذ البداية قلنا إننا نريد حلّ المشاكل من خلال المفاوضات، لكن للأسف بدأت الحرب، وهذا ما وصلنا إليه، واليوم نريد أن تنسحب جميع القوات الأجنبية".

فئة "مسيطرة على الحكم" ترفض كلّ المقترحات

من جهته، يتحدّث مدير المركز الأفغاني للإعلام والدراسات عبد الجبار بهير عن جهات داخلية وخارجية يقول إنّها "لا تريد أن يكون مستقبل أفغانستان كما تمّ الاتفاق عليه، وذلك لأجل مصالح شخصية، وليس لأنّ الشعب الأفغاني يواجه أزمة في أفغانستان".

ويذكّر بهير، في حديث إلى "العربي"، بأنّ اتفاقًا حصل بين الولايات المتحدة وحركة طالبان على آلية الانسحاب بعد مناقشة جميع الطرق المناسبة للانسحاب الكامل من أفغانستان في غضون 14 شهرًا.

لكنه يلفت إلى أنّ هناك فئة تسيطر على الحكم "لا ترغب على ما يبدو" بذلك، في إشارة إلى القصر الرئاسي وعلى رأسه الرئيس أشرف غني، الذي يقول إنه "لا يوافق على كلّ المقترحات، ولا يزال مصرًا على أنّ الحكومة الأفغانية باستطاعتها أن تقاوم حركة طالبان".

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close