الثلاثاء 19 مارس / مارس 2024

بعد هجوم أربيل.. واشنطن "غاضبة" والكاظمي يأمر بفتح "تحقيق فوري"

بعد هجوم أربيل.. واشنطن "غاضبة" والكاظمي يأمر بفتح "تحقيق فوري"

Changed

هجوم على مطار إربيل
استُهدِفت قواعد ومراكز تضمّ عسكريين أميركيين في العراق بـ 20 هجومًا منذ وصول الرئيس الأميركي جو بايدن للسلطة (غيتي)
جاء الهجوم على مطار أربيل بالتزامن مع استهداف قاعدة عسكرية تركية في بعشيقة الواقعة على بعد 50 كلم عن أربيل؛ ما أدى إلى مقتل عسكري تركي.

أمر رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي بفتح "تحقيق فوري" في الاعتداءات التي حدثت في أربيل ومناطق أخرى، بعد ساعات على هجوم استهدف مطار أربيل الدولي بكردستان شمالي العراق أمس الأربعاء.

ونُفّذ الهجوم في مطار أربيل، حيث يتمركز عسكريون أميركيون، للمرة الأولى عبر طائرة مسيّرة، في آخر فصل من فصول التوتر بين الولايات المتحدة وإيران في العراق.

وجاء الهجوم الذي سمع دوي انفجاره في كل أرجاء المدينة بالتزامن مع استهداف هجوم صاروخي منفصل قاعدة عسكرية تركية في بعشيقة الواقعة على بعد 50 كلم عن أربيل؛ ما أدى إلى مقتل عسكري تركي، وفق ما أفادت وزارة الدفاع التركية.

وأكد الناطق باسم الكاظمي اللواء يحيى رسول، في بيان نقلته وسائل إعلام محلية، أنّ "أمن العراق هو مسؤولية الحكومة والقوات الأمنية العراقية بكل تشكيلاتها"، مشيرًا إلى أنّ هذا النوع من "الأعمال الإرهابية" هدفه "زعزعة الأمن".

وأضاف: "في الوقت الذي يسطّر فيه أبناء العراق في قواتنا الأمنية أروع الصور في الدفاع عن هذا الوطن ومكافحة الإرهاب والجريمة بمختلف صورها، يحاول البعض خلق الفوضى وزعزعة الأمن والاستقرار، وهو أمر مرفوض وسيُواجَه بقوة القانون وتكاتف الشعب العراقي".

وكانت واشنطن عبّرت عن "غضبها إزاء التقارير حول حصول هجمات في منطقة كردستان" عبر المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس.

وأضاف برايس في تغريدة على حسابه في "تويتر": "الشعب العراقي عانى لمدة طويلة جدًا من هذا النوع من العنف ومن انتهاك سيادته".

ولم تتبنَّ أي جهة بعد هجوم أربيل، لكنه يأتي بعد حوالي شهرين من هجوم صاروخي استهدف مجمعًا عسكريًا في المطار، تتمركز فيه قوات أجنبية تابعة للتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة لدعم العراق في مكافحة الإرهاب، وسقط فيه قتيلان بينهم متعاقد مدني أجنبي يعمل مع التحالف. 

حينها، تبنت مجموعة تعرف بـ"أولياء الدم" الهجوم. ورحبت المجموعة نفسها، التي تعدّ واجهة لفصائل موالية لإيران في العراق باتت منضوية في أجهزة الدولة الرسمية، بشكل غير مباشر بهجوم الأربعاء، عبر قنوات على تطبيق "تلغرام".

وفي أعقاب الهجوم، أغلقت القوات الأمنية كلّ مداخل مطار أربيل، على ما أفاد شهود في المكان، لكن المحافظ أكد استمرار الرحلات الجوية.

هجوم على مطار أربيل

تصعيد خطير في كردستان

وأكدت وزارة داخلية إقليم كردستان ليل الأربعاء أنه "تبين أن الهجوم نفذته طائرة مسيّرة مفخخة ب+تي إن تي+ ووجهت إلى قاعدة قوات التحالف داخل المطار". وأضافت: "لحسن الحظ لم تقع إصابات، ولم تلحق سوى أضرار مادية بمبنى".

من جهته، اتهم السياسي الكردي ووزير الخارجية العراقي الأسبق هوشيار زيباري في تغريدة "ميليشيا" بأنها خلف الهجوم، في إشارة إلى الفصائل الموالية لإيران في العراق.

وكتب: "يبدو أن الميليشيا نفسها التي استهدفت المطار قبل شهرين تعاود الكرّة. هذا تصعيد ملموس وخطير"، ذلك فيما تضاعف الفصائل الموالية لإيران من تصريحاتها المنددة بالأميركيين، متوعدة بمزيد من الهجمات لطرد "الاحتلال"، تطبيقًا لقرار برلماني قبل أكثر من عام ينص على انسحاب كافة القوات الأجنبية من العراق.

ومساء الأربعاء، تحدّث الناطق باسم "النجباء" وهو فصيل موالٍ لإيران عن أن "تحديد الخطر على العراق وكيفية التعامل معه هي وظيفة أبناء العراق الذين خرجوا بالملايين مطالبين برحيل احتلالكم البغيض، وإنهاء تدخل مركزكم التجسسي في بغداد المسمى (تجاوزًا) السفارة"، في إشارة إلى الأميركيين. 

مقتل عسكري تركي في معسكر بعشيقة

وفي سياق منفصل، أكد مصدر أمني عراقي لوكالة "فرانس برس" أن صواريخ سقطت في أكثر من مكان، إحداها طال قوات تركية منتشرة منذ 25 عامًا في عشرات القواعد في شمالي العراق لقتال حزب العمال الكردستاني، الذي تصنفه أنقرة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بأنه تنظيم "إرهابي".

بدورها، أعلنت وزارة الدفاع التركية أن عسكريًا تركيًا قتل في الهجوم ضد قاعدة بعشيقة التركية في محافظة الموصل، مشيرةً إلى أن ثلاثة صواريخ استهدفتها إلا أن واحدًا منها فقط أصاب الهدف، فيما أصيب طفل عراقي في قرية مجاورة جراء سقوط أحد الصواريخ فيها.

وفي حين لا يوجد رابط واضح بين الهجومين، إلا أن رئيس وزراء إقليم كردستان مسرور بارزاني أدان بتغريدة أعلن فيها بأنه تحدث هاتفيًا مع وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أغلو، "الهجوم الإرهابي الذي وقع الليلة على مطار أربيل الدولي والمعسكر التركي في بعشيقة".

وأدان بارزاني "الجماعة الإرهابية التي تقف وراءه"، من دون أن يحدد هويتها، مؤكدًا أنه يجب "محاسبة هذه الجماعات الخارجة عن القانون".

في وقت سابق الأربعاء، انفجرت قنبلتان عند مرور موكبَين لوجستيَين عراقيَين يقلان معدات عسكرية للتحالف الدولي في محافظتي ذي قار والديوانية في جنوبي العراق، بحسب مصادر أمنية.

وبالمجمل، استهدفت قواعد تضمّ عسكريين أميركيين، أو مقرات دبلوماسية أميركية بـ20 هجومًا بصواريخ أو قنابل، منذ وصول الرئيس الأميركي جو بايدن إلى البيت الأبيض أواخر يناير/ كانون الثاني، فيما وقع العشرات غيرها قبل ذلك على مدى أكثر من عام ونصف العام.

وقبل أسبوع فقط، استأنفت الإدارة الأميركية "الحوار الاستراتيجي" افتراضيًا مع الحكومة العراقية برئاسة مصطفى الكاظمي الذي يتعرض أيضًا لتهديدات من الفصائل الموالية لإيران.

وتملك كلّ من الولايات المتحدة وإيران حضورًا عسكريًا في العراق؛ إذ تقود الولايات المتحدة التحالف الدولي الذي يساعد العراق في محاربة تنظيم الدولة منذ 2014، وتنشر نحو 2500 عسكري في البلاد. من جهتها تدعم إيران قوات الحشد الشعبي المنضوية في إطار مؤسسات الدولة العراقية.

ومع كل هجوم مماثل، تهدّد واشنطن بالرد متوعدة إيران بجعلها تدفع الثمن.

المصادر:
العربي، وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close