الأربعاء 24 أبريل / أبريل 2024

بعد أجواء فيينا "الإيجابية".. إيران تعلن إنتاج يورانيوم مخصّب بنسبة 60%

بعد أجواء فيينا "الإيجابية".. إيران تعلن إنتاج يورانيوم مخصّب بنسبة 60%

Changed

داخل منشأة نطنز النووية
داخل منشأة نطنز النووية. (غيتي)
اختُتِم اجتماع فيينا بأجواء وصفت بالإيجابية مع بقاء عقدة العقوبات عالقة، لكن سرعان ما أعلنت إيران إنجاز تخصيب اليورانيوم بنسبة 60%.

وسط أجواء وُصفت بـ"الإيجابية"، انتهى اجتماع اللجنة المشتركة للاتفاق النووي في فيينا أمس الخميس، على أن تُجري لجان الخبراء مباحثات فيما بينها لبحث شقَّين فنيَين، هما شق إلغاء إجراءات الحظر وشقّ القضايا النووية، وذلك بعد أيام من التصعيد.

لكن، في مقابل ذلك، أعلنت طهران في وقت متأخر بعد منتصف ليل أمس الخميس، تمكن العلماء الايرانيين من إنتاج اليورانيوم المخصَّب بمستوى 60%؛ في إجراء قد يعقد مسار المفاوضات من جديد.

وكتب رئيس مجلس الشورى الإسلامي محمد باقر قاليباف على صفحته الشخصية في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" تغريدة كتب فيها: "أعلن بكل فخر أنه في تمام الساعة 12 و40 دقيقة بعد منتصف الليلة الماضية تمكن العلماء الإيرانيون من إنتاج اليورانيوم المخصّب بنسبة 60%".

كما أكد رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي اليوم الجمعة بدء التخصيب بنسبة 60% في منشأة نطنز، بعد أيام من انفجار في الموقع ألقت إيران مسؤوليته على إسرائيل.

الملف النووي وعقدة العقوبات الأميركية

وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية أن المفاوضين الأميركيين والإيرانيين يبحثون سبل فكّ عقدة العقوبات التي شلّت الاقتصاد الإيراني في مقابل عودة طهران للاتفاق النووي.

وذكرت الصحيفة أن الدبلوماسيين من الطرفين يحاولون رسم مسار نحو رفع العقوبات، في مقابل خطوات متناسبة من الجانب الإيراني.

ويرغب الإيرانيون في رفع جميع العقوبات قبل الامتثال للاتفاق من جديد. بينما أعلنت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن أنها مستعدة لرفع جميع العقوبات التي "لا تتوافق" مع الاتفاق النووي، لكنها لم تُحدّد العقوبات التي ستُبقي عليها.

وذكر دبلوماسيون غربيون رفيعو المستوى أنه مع بدء المحادثات هذا الأسبوع يبدو أن إيران بدأت تتخذ موقفًا أكثر مرونة، مرجّحين أن تستمرّ المحادثات حتى الأسبوع المقبل إذا سارت على ما يرام.

واستهدفت الإدارة الأميركية في عهد ترمب حوالي 1700 شخص وكيان، بما في ذلك البنك المركزي الإيراني و"الحرس الثوري"، وقادة إيرانيين رفيعي المستوى. 

وقال مسؤول أميركي رفيع المستوى للصحيفة: إن الولايات المتحدة مستعدة لرفع العقوبات بموجب "قراءة عادلة" للاتفاق النووي، مضيفًا أنه "إذا كانت نيتهم هي الوصول إلى نقطة يمكنهم فيها الاستمتاع بفوائد خطة العمل الشاملة المشتركة، فيمكننا تحقيق ذلك".

وعلى الرغم من أن الخبراء يقولون: إن إيران لن تكون قادرة إلا على إنتاج كمية صغيرة من اليورانيوم بنسبة 60٪ على المدى القصير، فإن الوصول إلى هذا النقاء يجعلها أقرب من أي وقت مضى إلى مستوى صنع الأسلحة بنسبة 90٪.

وكشفت الصحيفة أنها اطلعت على تقرير سري للوكالة الدولية للطاقة الذرية بعد عملية تفتيش لمنشأة نطنز الأربعاء، يفيد بأن إيران "أكملت الاستعدادات تقريبًا لبدء تخصيب اليورانيوم بنسبة 60٪ في محطة نطنز لتخصيب الوقود".

وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن: إن هذه الخطوة "تدعو إلى التشكيك في جدية إيران فيما يتعلق بالمحادثات النووية، تمامًا كما تؤكد على ضرورة العودة إلى الامتثال المتبادل" للاتفاق.

ورجّحت الصحيفة أن شكل المحادثات لا يُسهّل إحراز تقدّم سريع، في إشارة إلى أن المحادثات تجري بشكل غير مباشر بين الطرفين الإيراني والأميركي، حيث ينقل الدبلوماسيون الأوروبيون رسائل بين وفود البلدين عبر شارع مزدحم في وسط فيينا.

وتسعى طهران إلى رفع العقوبات لتحسين الاقتصاد بشكل مباشر. وبموجب الاتفاق، كانت أوروبا والولايات المتحدة ملزمتين بتعليق العقوبات وعدم التدخل في محاولة إيران الاستفادة تجاريًا من هذه الخطوة. كما التزمت القوى الغربية بالمساعدة في إحياء العلاقات في مجال الطاقة والمال والتجارة مع إيران. 

لكن بعد دخول الاتفاق النووي حيز التنفيذ، ابتعدت العديد من البنوك والشركات الغربية عن إيران بسبب مخاوف بشأن قوانين العقوبات الأميركية، لذلك تسعى طهران إلى تجنب تكرار ذلك.

وفي قطاع النفط، تضغط طهران كي تضمن أن يؤدي رفع العقوبات المفروضة على الطاقة إلى إبرام عقود مع الشركات الغربية لشراء النفط. كما تريد أن تضمن أنه بمجرد سماح واشنطن بالإفراج عن عائدات النفط المجمدة في الخارج، ستُعيد المصارف الأجنبية الأوروبية والآسيوية تلك الأموال إلى طهران.

غير أن المسؤولين الأميركيين والأوروبيين يُشيرون إلى أنهم سيتصرفون بحسن نيّة للوفاء بالتزاماتهم، لكنّهم لن يبدأوا بتقديم ضمانات بشأن قرارات الشركات الغربية الخاصة.

يّذكر أن العقوبات التي فرضتها إدارة ترامب على إيران أدت إلى تضخّم الأزمة الاقتصادية في إيران من خلال خنق المعروض من العملات الأجنبية، ما أدى إلى ارتفاع الأسعار والبطالة، وخسارة عملتها بنحو 80٪ من قيمتها.

المصادر:
وكالات، وول ستريت جورنال

شارك القصة

تابع القراءة
Close