الخميس 25 أبريل / أبريل 2024

تحسبًا لانهيار تام في لبنان.. حزب الله يصدر بطاقة تموينية ويخزن مواد غذائية ونفطية

تحسبًا لانهيار تام في لبنان.. حزب الله يصدر بطاقة تموينية ويخزن مواد غذائية ونفطية

Changed

حزب الله
حزب الله يستعد للأسوأ في لبنان (أرشيف - غيتي)
انطلق حزب الله اللبناني في استعدادات اقتصادية تحسبًا للانهيار المُقبل والمُحتمل في البلاد، وذلك عبر إصدار بطاقات حصص غذائية، وتجهيز صهاريج لتخزين الوقود.

أعلنت ثلاثة مصادر لوكالة "رويترز" أن جماعة حزب الله اللبنانية تقوم باستعدادات تحسبًا لانهيار تام للبلد المتعثر عبر إصدار بطاقات حصص غذائية، واستيراد أدوية، وتجهيز صهاريج لتخزين الوقود من راعيتها إيران.

هذه الخطوة التي تعد استجابة لأزمة اقتصادية خطيرة تعيشها البلاد ستمثل توسعًا في الخدمات التي تقدمها الجماعة إلى قاعدة دعمها بشبكة تشمل جمعيات خيرية وشركة بناء ونظام تعويضات.

وتلقي هذه الخطوات الضوء على المخاوف المتزايدة من انهيار الدولة اللبنانية، وهو الوضع الذي تصبح السلطات فيه غير قادرة على استيراد الغذاء أو الوقود من أجل تفادي الظلام. كما تبرز الدور المتنامي لحزب الله في التعامل مع الأزمة بخدمات يوفرها عادة ما تكون من اختصاصات الحكومة.

وتعكس هذه الخطة أيضًا مخاوف في لبنان من أن يدفع الانهيار الناس إلى الاعتماد على الأحزاب السياسية للحصول على الغذاء والأمن، كما كان الحال مع المليشيات خلال الحرب الأهلية اللبنانية بين 1975 و1990.

وردًا على سؤال حول خطط حزب الله قالت مستشارة رئيس حكومة تصريف الأعمال ليلى حاطوم: إن البلاد "ليست في وضع يسمح لها برفض المساعدة" بغض النظر عن السياسة.

وقالت المصادر من الجهة المؤيدة لحزب الله: إن الخطة التي من شأنها التحضير للسيناريو الأسوأ المحتمل تسارعت مع اقتراب رفع الدعم في الأشهر المقبلة؛ مما يثير أشباح الجوع والاضطرابات.

وانهارت العملة اللبنانية مع نفاد الدولار في البلاد، وعدم وجود أي خطة إنقاذ للدولة في الأفق. وارتفعت أسعار المواد الغذائية بنسبة 400%. وأصبح الشجار في محلات السوبر ماركت شائعًا الآن.

ومن شأن خطة حزب الله أن تساعد على حماية مجتمعاته، ليس فقط الأعضاء المنتمين له، ولكن أيضًا السكان الشيعة في المناطق التي للحزب نفوذ فيها من أسوأ ما يمكن أن ينتج عن الأزمة.

ويقول المحللون: إن الخطة يمكن أن تساعد على احتواء أي اضطراب في قاعدة حزب الله الأساسية.

وقال أحد المصادر وهو مسؤول كبير: "الاستعدادات بدأت للمرحلة المقبلة.. إنها بالفعل خطة معركة اقتصادية".

بطاقة تموينية

وقالت المصادر: إن بطاقة حزب الله التموينية الجديدة تساعد بالفعل مئات الأشخاص على شراء السلع الأساسية بالليرة اللبنانية، وهي عبارة عن مواد إيرانية ولبنانية وسورية بسعر أرخص إلى حد كبير، وبخصم يصل إلى 40% بدعم من الحزب.

ويمكن استخدام البطاقة في تعاونيات بعضها جديد في ضواحي بيروت الجنوبية وأجزاء من جنوب لبنان حيث نفوذ حزب الله.

وقال جوزيف ضاهر الباحث الذي كتب كتابًا عن الاقتصاد السياسي لحزب الله: "كلهم يفعلون ذلك.. لكن نطاق حزب الله أكبر وأقوى بكثير ولديه موارد للتعامل مع الأزمة". وأضاف: "هذا يتعلق أكثر بالحد من الكارثة لقاعدته الشعبية. هذا يعني أن الاعتماد على حزب الله بشكل خاص سيزداد".

وبينما يعمل حزب الله على توزيع البطاقات التموينية، فإن الدولة التي تئن تحت سياط الفساد والهدر والديون منذ عقود، تحدثت عن فكرة مثل هذه البطاقة للفقراء اللبنانيين لمدة عام تقريبًا دون أن تتحرك. ويقول وزراء: إن الحاجة إلى موافقة البرلمان أخّرت خطة الدولة لإصدار بطاقات للأشد فقرًا.

العتمة والجوع يهددان لبنان

وقالت فاطمة حمود وهي في الخمسينيات من عمرها: إن البطاقة التموينية تسمح لها مرة واحدة في الشهر بشراء الحبوب والزيوت ومواد التنظيف لأسرتها المكونة من ثمانية أفراد. وأضافت: "إنهم يعلمون أننا في حالة سيئة.. بدونهم، ما الذي كنا سنفعله في هذه الأوقات الصعبة؟".

وقال مصدر شيعي ثان: إن حزب الله ملأ المستودعات، ووزع البطاقات لتقديم الخدمات إلى عائلات لا تنتمي إلى حزب الله، وسد الثغرات في السوق اللبنانية حيث المواد البديلة‭‭‭ ‬‬‬عمومًا تعد أرخص وأكثر شيوعًا من ما قبل الأزمة. وأضاف: إن البطاقة تقدم حصة على أساس حجم الأسرة، لاحتياجات مثل السكر والطحين.

وهذه البضائع مدعومة من حزب الله أو تستوردها شركات حليفة له، أو تأتي من دون رسوم جمركية عبر الحدود مع سوريا، حيث تتمتع قوات حزب الله بنفوذ قوي منذ انضمامها للحرب لدعم دمشق إلى جانب إيران.

وأضاف المصدر أن حزب الله لديه خطط مماثلة لاستيراد الأدوية. وقال بعض الصيادلة في الضاحية الجنوبية لبيروت إنهم تلقوا تدريبات على التعامل مع ماركات إيرانية وسورية جديدة ظهرت على الرفوف في الأشهر الأخيرة.

وقال مصدران: إن الخطة تشمل تخزين الوقود من إيران، فيما تحذر وزارة الطاقة اللبنانية من احتمال انقطاع التيار الكهربائي. وقال المسؤول الكبير: إن حزب الله يسعى لإيجاد أماكن تخزين الوقود في سوريا المجاورة.

وقال المسؤول: "عندما نصل إلى مرحلة العتمة والجوع، ستجدون أن حزب الله راح إلى الخيار الثاني وهذا قرار خطير. عندها الحزب سيقوم مقام الدولة". وأضاف: "إذا وصلنا إلى ذلك الوقت يكون الحزب قد اتخذ احتياطاته لمنع الفراغ".

المصادر:
رويترز

شارك القصة

تابع القراءة
Close