الأربعاء 24 أبريل / أبريل 2024

ألمانيا.. صراع داخلي في المعسكر المحافظ لخلافة ميركل

ألمانيا.. صراع داخلي في المعسكر المحافظ لخلافة ميركل

Changed

المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل
المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل (غيتي)
أعلن المرشحان للمستشارية أرمين لاشيت وماركوس سودر مواصلة محادثاتهما "السرية للغاية"، بهدف التوصل إلى "اتفاق في نهاية هذا الأسبوع".

يُهدد النزاع الداخلي بين أرمين لاشيت رئيس الاتحاد الديمقراطي المسيحي "غير المحبوب" وماركوس سودر الزعيم البافاري للاتحاد الاجتماعي المسيحي الذي يحظى بشعبية كبيرة بانهيار المعسكر الألماني المحافظ الذي أنهكته تحديات السلطة و"فشل" أنغيلا ميركل في الإعداد لخلافتها.

وأعلن المرشحان للمستشارية مواصلة محادثاتهما "السرية للغاية" السبت بهدف التوصل إلى "اتفاق في نهاية هذا الأسبوع".

ولكن الوضع العام مؤاتٍ نظريًا قبل أقل من ستة أشهر من الانتخابات التشريعية التي تؤذن بنهاية حقبة ميركل؛ فعلى الرغم من تراجع شعبيتهما، يظل الاتحاد الديمقراطي المسيحي والاتحاد الاجتماعي المسيحي في صدارة استطلاعات الرأي، مع نحو 28% من نوايا التصويت، قبل حزب الخضر الذي حصل على 20%.

ويحظى اليمين الحاكم منذ 16 عامًا بفضل سودر رئيس بافاريا بقائد تحبذه استطلاعات الرأي، ويرجع ذلك جزئيًا إلى إدارته المدروسة للوباء.

لكن العملاق البافاري لا يحكم سوى الاتحاد الاجتماعي المسيحي، الشقيق الإقليمي للاتحاد الديمقراطي المسيحي الذي يسيطر إلى جانب الحزب الاشتراكي الديمقراطي على الحياة السياسية الألمانية منذ فترة ما بعد الحرب.

"دير شبيغل": الجروح ستبقى مفتوحة

ولا يعتزم أرمين لاشيت التنحي علمًا أنه يتولى رئاسة الاتحاد الديمقراطي المسيحي منذ يناير/ كانون الثاني.

وتحدثت أسبوعية "دير شبيغل" في وصفها للوضع خلال الأيام الأخيرة عن "ما هو على الأرجح أشد صراع مفتوح على السلطة عرفه الحزبان الشقيقان" منذ عام 1980.

وأضافت أن "الجروح ستبقى مفتوحة، أو أنها على الأقل لن تلتئم بهذه السرعة". ونشرت على صفحتها الأولى السبت صورًا للمرشحين تظهر وجهيهما مصابين بالكدمات.

وما زالت شعبية لاشيت متدنية جدًا؛ إذ يعتبره 15% فقط من الألمان و17% من أنصار المحافظين مرشحًا جيدًا، مقابل 44% و72% على التوالي لخصمه، وفقًا لاستطلاع أجرته شركة إنفراتست-ديماب الجمعة.

واعتقد هذا الصحافي السابق وزعيم رينانيا شمال وستفاليا، المنطقة الأكثر اكتظاظًا بالسكان في ألمانيا ومعقل الاشتراكيين الديمقراطيين الذي انتزعه منهم في عام 2017، أنه تجاوز الجزء الصعب من خلال الفوز بدعم "هيئة رئاسة" حزبه.

لكن ماركوس سودر الذي ظل يؤكد لفترة طويلة أن مكانه في ميونيخ وليس في برلين، يتمسك بالمطالبة بالمستشارية مستندًا إلى دعم "القاعدة" ونجح في الحصول على دعم النواب المحافظين القلقين بشأن إعادة انتخابهم.

وحتى نواب ألمانيا الديمقراطية سابقًا الذين يفترض أن يترددوا في تأييد مرشح من ولاية بافاريا الغنية، باتوا حاليًا يميلون لتأييده.

ويعتزم سودر الصمود حتى اجتماع الكتلة البرلمانية الثلاثاء الذي قد يطرح خلاله التصويت على اختيار المرشح.

وجمع النواب المؤيدون له توقيعات الجمعة لفرض التصويت الذي يُرجح أن يخرج سودر منه منتصرًا ليصبح بعد ذلك، إذا فاز معسكره في 26 سبتمبر/أيلول، أول مستشار يخرج من صفوف الاتحاد الاجتماعي المسيحي.

إهانة لكوادر الحزب

ويأمل لاشيت بدعم من كبار مسؤولي حزبه في اتخاذ قرار أسرع، إن أمكن قبل الإعلان عن مرشح أو مرشحة حزب الخضر الإثنين. وهو يكرر أن استطلاعات الرأي متقلبة، ويؤكد على نقطة ضعف منافسه الذي غيّر مواقفه عدة مرات.

فقد انتقد البافاري سياسة المستشارة في الترحيب بالمهاجرين في عام 2018 قبل أن يتحول إلى مدافع قوي عن البيئة عندما اكتسب تحرك الشباب من أجل المناخ زخمًا.

أما الاتحاد الديمقراطي المسيحي فقد لحق به الضرر بعد انسحاب إنغريت كرامب-كارينباور التي عدت لفترة ما مرشحة لخلافة ميركل في أوائل عام 2020، بسبب تذبذب السلطة وضعف النتائج الانتخابية.

وفي حال كان عليه أن يفسح المجال لشقيقه البافاري الصغير، فسيمثل ذلك إهانة لكوادر الحزب وأعضائه البالغ عددهم 400 ألف.

وقالت كرامب-كارينباور الجمعة: إن هذه المواجهة "مدمرة لبلدنا".

ولم يقدم اليمين الألماني سوى في مناسبتين مرشحًا من الاتحاد الاجتماعي المسيحي، وذلك في عامي 1980 و2002، وهما محاولتان منيتا بالفشل.

المصادر:
أ.ف.ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close