الخميس 18 أبريل / أبريل 2024

فاينانشال تايمز: محادثات سعودية إيرانية لإصلاح العلاقات برعاية عراقية

فاينانشال تايمز: محادثات سعودية إيرانية لإصلاح العلاقات برعاية عراقية

Changed

السعودية وإيران
يُعتقد أن المفاوضات، التي جرت في بغداد هذا الشهر بحسب "فايناننشال تايمز"، هي أول مناقشات سياسية مهمة بين السعودية وإيران منذ عام 2016 (غيتي)
جرت الجولة الأولى من المحادثات السعودية الإيرانية المباشرة في العاصمة العراقية بغداد في 9 أبريل، وتضمنت مناقشات حول هجمات الحوثيين، بحسب "فايننانشال تايمز".

كشفت صحيفة "فاينانشال تايمز"، اليوم الأحد، عن محادثات "مباشرة" جرت بين مسؤولين سعوديين وإيرانيين كبار، في محاولة لإصلاح العلاقات بين الخصمين الإقليميين، وذلك بعد خمس سنوات من قطع العلاقات الدبلوماسية.

ويُعتقد أن المفاوضات، التي جرت في بغداد هذا الشهر بحسب ما ذكرت الصحيفة، نقلًا عن ثلاثة مسؤولين مطّلعين على الأمر، هي أول مناقشات سياسية مهمة بين البلدين منذ عام 2016.

وتأتي هذه المحادثات، إن صحّت الأنباء حولها، في الوقت الذي يسعى فيه الرئيس الأميركي جو بايدن إلى إحياء الاتفاق النووي الذي وقعته إيران مع القوى العالمية عام 2015، ولتهدئة التوتر الإقليمي. 

وبحسب الصحيفة، فإن المملكة العربية السعودية تحرص على إنهاء حربها في اليمن ضد جماعة الحوثي، التي كثفت هجماتها على المدن السعودية والبنية التحتية النفطية. فقد أطلق الحوثيون عشرات الصواريخ والطائرات المسيّرة المفخخة على المملكة هذا العام.

كما اتخذ ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان خطوات يبدو أنها تميل نحو كسب ودّ إدارة بايدن، التي تعهدت بإعادة تقييم العلاقات مع المملكة وإنهاء الحرب المستمرة منذ ست سنوات في اليمن، وفقًا للصحيفة.

جولة المفاوضات الأولى بدأت في بغداد هذا الشهر

ونقلت الصحيفة عن أحد المسؤولين قوله: "إن الجولة الأولى من المحادثات السعودية الإيرانية جرت في بغداد في 9 أبريل/ نيسان، وتضمنت مناقشات حول هجمات الحوثيين وكانت إيجابية".

وأشار المسؤول إلى أن الوفد السعودي كان بقيادة رئيس المخابرات خالد بن علي الحميدان، وأضاف: "إنه كان من المقرر عقد جولة أخرى من المحادثات الأسبوع المقبل".

ويعمل رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، الذي أجرى محادثات مع ولي العهد السعودي في الرياض الشهر الماضي، على تسهيل العملية.

وأضاف المسؤول: "إنها تتحرك بشكل أسرع لأن المحادثات الأميركية [المتعلقة بالاتفاق النووي] تتحرك بشكل أسرع و[بسبب] هجمات الحوثيين".

وقال مسؤول آخر مطلع على المحادثات للصحيفة: "الجديد هو أن الكاظمي يلعب هذا الدور مع السعودية، إنه لأمر جيد أن يلعب العراق هذا الدور، لكن ما زال الوقت مبكرًا للغاية". ولدى الكاظمي روابط جيدة مع النظام الإيراني.

مسؤول سعودي ينفي

من جهة أخرى، نفى مسؤول سعودي كبير إجراء أي محادثات مع إيران. ولم تعلق الحكومتان العراقية والإيرانية. لكن مسؤولًا عراقيًا كبيرًا ودبلوماسيًا أجنبيًا آخر أكدا المحادثات. وقال المسؤول العراقي: "إن بغداد سهلت أيضًا قنوات اتصال بين إيران ومصر وإيران والأردن".

وأضاف: "رئيس الوزراء حريص جدًا على أن يلعب شخصيًا دورًا في تحويل العراق إلى جسر بين هذه القوى في المنطقة".

وتابع: "من مصلحة العراق أن يلعب هذا الدور. كلما زادت المواجهة في المنطقة، زاد اللعب هنا".

الخلاف السعودي-الإيراني

وتراجعت العلاقات بين المملكة العربية السعودية وإيران في يناير/ كانون الثاني 2016 بعد حادث سرقة سفارة المملكة في طهران.

واشتعلت النيران في السفارة بعد أن أعدمت السعودية الشيخ نمر النمر، رجل الدين الشيعي البارز. ثم قطع الخصمان -اللذان يتهم كل منهما الآخر بزعزعة استقرار المنطقة- العلاقات الدبلوماسية.

وتصاعد التوتر أكثر في عام 2018، بعد أن سحب الرئيس السابق دونالد ترمب من جانب واحد الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني، وفرَض عقوبات شديدة على إيران.

ودفع اغتيال قاسم سليماني، قائد قوة القدس التابعة للحرس الثوري الإيراني، في بغداد في يناير/ كانون الثاني 2020، الولايات المتحدة وإيران إلى حافة الحرب، في العراق، الذي يستضيف حوالي 2500 جندي أميركي، ويضم جماعات مسلحة مدعومة من إيران. وأصبح العراق ساحة معركة محتملة حيث كانت بغداد محصورة بين واشنطن وطهران.

وأقامت إيران علاقات أمنية وسياسية وتجارية قوية مع جارتها منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للإطاحة بصدام حسين عام 2003.

بايدن يغير الديناميكيات الإقليمية

وبحسب الصحيفة الأميركية، تعد المحادثات السعودية الإيرانية علامة على أن انتخاب بايدن، الذي قال إنه سيعود للانضمام إلى الاتفاق النووي لعام 2015 ويرفع العديد من العقوبات المفروضة على إيران إذا عادت طهران إلى الامتثال للاتفاق؛ قد بدأ في تغيير الديناميكيات الإقليمية.

وتجري الدول الموقعة المتبقية على الاتفاقية النووية - إيران والاتحاد الأوروبي وألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة وروسيا والصين - محادثات في فيينا لتمهيد الطريق أمام الولايات المتحدة للانضمام مرة أخرى.

وقالت الرياض -التي عارضت الاتفاق النووي- إنها لن تعرقل المحادثات النووية. لكنها تريد أن تشارك القوى الإقليمية في أي مناقشات تتعلق بأي اتفاق جديد، وتصر على ضرورة معالجة برنامج إيران الصاروخي والأنشطة الإقليمية.

وكان الرئيس الإيراني حسن روحاني، الذي تنتهي ولايته الأخيرة في أغسطس/ آب، قد أشار في وقت سابق إلى أنه يريد تهدئة الأعمال العدائية مع الخصوم العرب.

المصادر:
فاينانشال تايمز

شارك القصة

تابع القراءة
Close