الإثنين 25 مارس / مارس 2024

تونس.. سعيّد يفتح أبواب الأزمة السياسية على خلاف دستوري جديد

تونس.. سعيّد يفتح أبواب الأزمة السياسية على خلاف دستوري جديد

Changed

قيس سعيد
أكد الرئيس التونسي قيس سعيّد أنّه القائد الأعلى للقوات المسلحة المدنية فضلًا عن العسكرية (غيتي)
يؤشر الخلاف المستجدّ في تونس بعد تصريحات سعيّد إلى أنّ الأزمة السياسية في البلاد ما زالت بعيدة عن الحل، وأنّ قنوات الحوار ما تزال معطّلة بين أطرافها.

لا يزال تأويل النصّ الدستوري عنوان الأزمة السياسية في تونس وأصلها، في ظلّ نظام سياسي ما زال يبحث عن مركز التوازن الدستوري بين رئاساته الثلاث.

وفي جديد هذه الأزمة، سجال حول "الصلاحيّات" أعاده الرئيس التونسيّ قيس سعيّد إلى الواجهة، بتذكيره مرّة أخرى بالصلاحيّات التي يمنحه إياها الدستور، مضيفًا إلى ذلك هذه المرّة أنّه القائد الأعلى للقوات المسلحة المدنية فضلًا عن العسكرية.

جاء ذلك خلال موكب الاحتفال بالعيد الخامس والستّين لقوات الأمن الداخلي، حيث لفت سعيّد إلى أنّ النصّ المتعلق بالوظائف المخوّلة لرئيس الجمهورية غير دستوري.

ولم يتأخّر ردّ رئيس الحكومة هشام المشيشي الذي وصف تصريحات الرئيس سعيد بشأن صلاحياته بأنها "خارج السياق"، وأكد أن لا مبرّر لما وصفه بـ"القراءات الشاذة للنصّ الدستوري". وشدّد على أنّ هذه التصريحات تؤكد ضرورة تشكيل المحكمة الدستورية للبتّ بمثل هذه المسائل.

الأزمة التونسية "بعيدة عن الحلّ"

وبهذا الخلاف المستجد، يُفتَح قوس آخر في نصّ الخلاف السياسي بين الرئيس ورئيس الحكومة، ويؤشر على أنّ الأزمة السياسية في البلاد ما زالت بعيدة عن الحل، وأنّ قنوات الحوار ما تزال معطّلة بين أطرافها.

ويرى كثيرون أنّ تصريح الرئيس سعيّد هذا يفتح أبواب الأزمة السياسية على سجال دستوري جديد، وهو ما من شأنه أن يعمّق الهوة بينه وبين رئيس الحكومة، الذي يمنحه الدستور سلطة الإشراف على الوحدات التابعة لوزارة الداخلية.

وفي هذا السياق، يرى الباحث في الشأن السياسي صلاح الدين الجورشي أنّ رئيس الجمهورية "يبدو كأنّه يريد أن يقول إنّه الرئيس الذي يجب أن تُنفَّذ تعليماته على كلّ الأجهزة الحاملة للسلاح في تونس.

ويشير الجورشي، في حديث إلى "العربي"، إلى أن الرئيس التونسي "يريد أن يجمع بين الأمن والجيش تحت سلطته"، مضيفًا: "هذا خلاف دستوري لا يشاطره فيه إلا القليل جدًا".

فهم سعيّد للدستور "زاد في تعميق الأزمة"

ويعتبر الجورشي أنّ خطاب الرئيس قيس سعيّد زاد في تعميق الأزمة حول كيفية تفسير الدستور، مشيرًا إلى أنّه "يريد أن يقول إنه هو الذي يفهم الدستور وهو الذي يؤوّله في غياب المحكمة الدستورية".

ويلفت الجورشي إلى أنّ سعيّد "يريد أن يقول أمام قوات الشرطة وقوات الأمن إنه من يتحمّل مسؤولية إدارتهم، وأنّهم يجب أن يرجعوا إليه، وأنّ وزارة الداخلية تُعتبَر ضمن صلاحياته"، متسائلًا عن سبب طرح رئيس الجمهورية لهذه الإشكالية في هذا التوقيت بالتذكير.

وإذ يلفت إلى أنّ سعيّد "يؤمن بنظام رئاسي ولا يؤمن بدور البرلمان ولا بأهمية الأحزاب ودورها، وهو يريد أن يجمع كل السلطات تقريبًا في يده"، يعرب اعتقاده بأنّه "وجد نفسه عاجزًا عن تحقيق الأهداف والنظرية التي يؤمن بها في إدارة الحكم، ويحاول بكل الطرق أن يهيمن على صلاحيات جديدة لكي يتصرف بصفة رئيس جمهورية مطلق الصلاحيات".

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close