الثلاثاء 23 أبريل / أبريل 2024

إيران.. هل دخل الملف النووي مرحلة التخريب من الداخل؟

إيران.. هل دخل الملف النووي مرحلة التخريب من الداخل؟

Changed

نطنز إيران
لا يُعَدّ الهجوم الذي استهدف منشأة نطنز وأشعل حريقًا في مفاعل يُعَدّ الأكثر أمانًا في البلاد الأول ولكنّه الأخطر (غيتي)
كشفت الأحداث الأخيرة حجم الثغرات في أجهزة الأمن والاستخبارات الإيرانية، ويبدو أنّ تل أبيب لا تدّخر جهدًا في استغلالها لضرب برنامج إيران النووي من الداخل.

في مشهد ينذر بالعودة إلى المربع الأول في المساعي الدولية لإحياء الاتفاق النووي بين طهران وواشنطن، أتى الانفجار الغامض في منشأة نطنز النووية بالتزامن مع مسار تفاوضي في فيينا تبدو الأطراف متفائلة بشأنه، ليقلب الأوراق من جديد.

ولا يُعَدّ الهجوم الذي استهدف منشأة نطنز وأشعل حريقًا في مفاعل يُعَدّ الأكثر أمانًا في البلاد الأول ولكنّه الأخطر، وهو ما تجلّى بردّة فعل طهران التي سارعت لوصف العمل بالإرهابيّ، وتوعّدت بردّ انتقاميّ "في الزمان والمكان المناسبَين".

ويأتي هذا الهجوم بعد سلسلة هجمات طالت منشأة نطنز، آخرها هجوم في شهر يوليو/ تموز الماضي دمّر قاعة لتجميع وإنتاج أجهزة الطرد المركزي المتطوّرة، ومن ثمّ عملية اغتيال العالِم النووي محسن فخري زادة قبل أشهر قليلة.

وقد كشفت هذه الأحداث حجم الثغرات في أجهزة الأمن والاستخبارات الإيرانية، ويبدو أنّ تل أبيب لا تدّخر جهدًا في استغلالها لضرب برنامج إيران النووي من الداخل.

دعوات لتفادي التصعيد

وكان أول ردود طهران السريعة، قرار برفع تخصيب اليورانيوم إلى 60% واستخدام أجهزة طرد مركزي بقدرات أعلى في منشأة نطنز، في خطوة أثارت قلق القوى الغربية، التي اعتبرتها تطورًا خطيرًا، وتعالت معها دعوات لتفادي التصعيد من جانب أي طرف كان، في إشارة أيضًا إلى إسرائيل.

وسبقت الأحداث المتسارعة والتصريحات النارية محادثات فيينا في جولتها الثانية بشأن الاتفاق النووي الإيراني التي انتهت بانطباع عام إيجابي، لكنها تبقى معقّدة.

ويبدو أنّ الغاية من توقيت الهجوم على منشأة نطنز هي قلب طاولة محادثات فيينا، فتل أبيب تسعى إلى كبح جماح طهران بإفشال أي اتفاق محتمل قد يعود بالفائدة على اقتصادها ونفوذها في المنطقة.

وفي المقابل، ترغب إيران في كسب أوراق تعزّز قدرتها على المناورة وتضمن من خلالها مصالحها دون إرغامها على التخلي عن مشروع صواريخها الباليستية كما تشترط الولايات المتحدة.

نتنياهو سيواصل عمليات التخريب

ويرى الباحث والأستاذ المساعد في مركز دراسات الخليج في جامعة قطر لوتشيانو زاكارو أنّ إسرائيل باعترافها بعمليات التخريب تريد أن تقول إنها لن تسمح لإيران بتطوير قدراتها النووية، معربًا عن اعتقاده بأنّ نتنياهو سيواصل عمليات التخريب.

ويلفت زاكارو، في حديث إلى "العربي"، إلى أنه "بعد محاولة التخريب في نطنز لم نرَ ردود فعل ايجابية من قبل إيران والولايات المتحدة فإيران زادت من نسبة التخصيب إلى 60% والولايات المتحدة لم تدن محاولة التخريب، ولم تصرح بإصرارها على المفاوضات".

ويتحدّث عن مشكلة حقيقية تتمثل في أنّ للمجتمع الدولي والدول الفاعلة على الساحة الدولية "أجنداتهم الخاصة". ويخلص إلى أنّ على الرئيس الأميركي جو بايدن "أن يرفع على الأقل بعض العقوبات تشجيعًا لإيران".

لإيران القدرة على إيجاد البديل السريع

من جهته، يرى الخبير الاستراتيجي الدبلوماسي الإيراني السابق أمير موسوي أنّ "إيران استطاعت أن تصد الآلاف من العمليات التخريبية رغم وجود بعض الثغرات الأمنية"، مشيرًا إلى أن "لإيران القدرة على إيجاد البديل السريع لتجاوز الخسائر".

ويلفت موسوي، في حديث إلى "العربي"، إلى أنّ "إسرائيل تريد من عملياتها أن تثبت أنها قادرة على التغلغل في الداخل الإيراني، كما أنها أرادت إضعاف الموقف التفاوضي الإيراني من خلال تأخير البرنامج النووي الإيراني".

وإذ يعتبر أنّ "إسرائيل مدعومة عالميًا ومدعومة ماليًا من قبل دول عربية من أجل تخريب التطور الإيراني"، يشدّد على أنّ "من حق إيران أن يكون لها برنامج نووي سلميّ".

ويخلص موسوي إلى أنّ "على إيران أن تفرض شروطًا جديدة بعد أن كشفت عن برنامجها لوكالة الطاقة الذرية، وتبين أن ذلك أدى إلى عمليات التخريب".

يجب الوصول لاتفاق جديد قبل 22 مايو

أما كبير خبراء الطاقة الذرية ورئيس قسم الضمانات بالوكالة الدولية للطاقة الذرية يسري أبو شادي، فيرى أنّ رد الفعل الإيراني على عمليات التخريب كان مهمًا حيث إنها ولأول مرة تخصب اليورانيوم بنسبة 60%.

ويشير أبو شادي، في حديث إلى "العربي"، إلى أنّ "إيران أثبتت من خلال التخصيب بنسبة 60% أنها تطورت بشكل كبير في عمليات التخصيب".

ويذكّر بأنه أنّه "ليس من حق إيران بحسب الاتفاق النووي أن يكون لها برنامج نووي سري". ويلفت إلى أنّ "يوم 22 مايو/ أيار القادم هو نهاية صلاحية الاتفاق النووي الإيراني الحالي، ويجب الوصول إلى اتفاق جديد قبل ذلك التاريخ".

ويشدّد على أنّ انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي كان سلبيًا ونتائجه سيئة للعالم كله، لافتًا إلى أنّ "إدارة بايدن بطيئة في التفاوض".

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close