السبت 13 أبريل / أبريل 2024

"في وحدتكم خلاصكم".. رحيل ميشيل كيلو بعد عمرٍ من محاربة الاستبداد

"في وحدتكم خلاصكم".. رحيل ميشيل كيلو بعد عمرٍ من محاربة الاستبداد

Changed

المعارض السوري البارز ميشيل كيلو
المعارض السوري البارز ميشيل كيلو. (غيتي)
في رسالته "وصيتي للسوريين، كي لا تبقوا ضائعين في بحر للظلمات"، رسم كيلو آخر أحلامه لثورة بذل سنين من عمره داخل المعتقلات السورية من أجل الوصول إليها. 

"في وحدتكم خلاصكم، فتدبّروا ذلك، متغلّبين على كل الحساسيات والعصبيات والحسابات الشخصية والفئوية، مهما كان نوعها، أو تصنيفها"، هذا ما أوصى به المعارض السوري البارز ميشيل كيلو السوريين قبل أن يتوفّى اليوم في منفاه بمدينة باريس عن عمر يناهز الـ81 عامًا.

في رسالته "وصيتي للسوريين، كي لا تبقوا ضائعين في بحر للظلمات"، رسم كيلو آخر أحلامه لثورة بذل عقودًا من عمره داخل المعتقلات السورية من أجل الوصول إليها. 

ولد كيلو في اللاذقية عام 1940، لأب شرطي، درس الصحافة في مصر وألمانيا، وعمل عام 1966 في دائرة الترجمة بوزارة الثقافة في دمشق. هو عضو سابق في "الحزب الشيوعي السوري"، ورئيس اتحاد "الديمقراطيين السوريين"، ومحلل سياسي وكاتب ومترجم وعضو في "اتحاد الصحفيين السوريين".

منذ سبعينيات القرن الماضي، انخرط كيلو في العمل السياسي في سوريا، وعُرف بانتقاده للنظام البعثي السوري منذ عهد الرئيس الأب حافظ الأسد. في بداية الثمانينيات من القرن الماضي، عارض محاكمة النظام السوري لجماعة الإخوان المسلمين في سوريا، والتي كانت نشطة في معارضة الأسد الأب، فاعتُقل وسُجن في سجن المزّة" السيء السمعة. 

في العام 1989، عاد كيلو من فرنسا التي غادرها بعد تجربة اعتقاله الأولى، إلى سوريا ليواصل عمله السياسي والثقافي المعارض للنظام.

في العام 2005، كان كيلو أحد أبرز المشاركين في "إعلان دمشق"، والذي دعا حينها إلى إنهاء حكم طال عقودًا لنظام الأسد، بعد أن ورث بشار الأسد الابن الحكم بعد وفاة والده، واستبداله بنظام ديمقراطي.

بعد عام على "إعلان دمشق"، اعتقل النظام السوري كيلو بسبب توقيعه مع معارضين آخرين "إعلان بيروت - دمشق"، وحكم عليه بالسجن لثلاث سنوات بتهمة "نشر أخبار كاذبة وإضعاف الشعور القومي والتحريض على التفرقة الطائفية".

في العام 2011، رأى كيلو حلمه باسقاط النظام الاستبدادي وإحلال النظام الديمقراطي في أول مظاهر تحقّقه، مع بدء "ثورة" أيّدها على الملأ، فأجمع المعارضون السوريون عليه. تعرّض كيلو لمضايقات من النظام السوري، وقرّر، كغيره من المعارضين للنظام، مغادرة البلاد، فأسّس "المنبر الديمقراطي السوري" في العاصمة المصرية القاهرة.

في العام 2012، حجز النظام السوري على أموال كيلو وممتلكاته، فردّ كيلو قائلًا: "لا يهمني أن يأخذوا ممتلكاتي فهم يأخذون أرواح الناس".

انضم كيلو إلى "الائتلاف الوطني السوري"، الذي تأسّس في العاصمة القطرية الدوحة، ثم أسّس في العام ذاته أيضًا "اتحاد الديمقراطيين السوريين"، قبل أن ينسحب منه نتيجة خلافات. 

بعد تنحيه عن العمل السياسي المؤسّسي، استقرّ كيلو في باريس، حيث استمرّ في عمله الصحافي، إلى أن وافته المنية اليوم الإثنين نتيجة مضاعفات كورونا، متمسّكًا بقوله: "شعبنا يستحق السلام والحرية والعدالة. سوريا الأفضل والأجمل بانتظاركم".

 

الرسالة الأخيرة للراحل

وكان الروائي السوري فواز حداد نشر على صفحته الشخصية على فيسبوك رسالة كيلو الأخيرة التي أرسلها إلى الكاتب والأكاديمي أحمد برقاوي. 

 

 

ونعى سياسيون وكتاب الراحل، حيث غرّد مدير مدير "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" د. عزمي بشارة على تويتر قائلًا: "رحل عن عالمنا الصديق ميشيل كيلو، المثقف والمناضل الجسور".

كما غرّدت سهير الاتاسي، عضو "اللجنة العامة للثورة السورية"  قائلة: "رحل ميشيل كيلو.. وما بقا فيه شي ينقال بعد كل هالوجع".

واعتبر "الائتلاف السوري المعارض"، في بيان، أن "سوريا تواجه خسارة كبيرة برحيل هذه القامة الفكرية والوطنية الكبيرة التي عاش حياته من أجل سوريا، وناضل ضد الاستبداد لأكثر من خمسين عامًا".

كما غرّد نصر الحريري، رئيس الائتلاف، قائلًا: "الأستاذ ميشيل قامة فكرية ووطنية كبيرة وكان حلمه أن يرى سورية حرة ديمقراطية وإن شاء الله السوريون سيكملون الحلم ويحققونه".

كما نعاه كل من: كبير المفاوضين في الهيئة العليا للمفاوضات في المعارضة السورية محمد صبرا، والمفكر  والروائي السوري خيري الذهبي، والكاتب السياسي عدنان عبدالرزاق، والصحافي السوري المعارض فايز ساره. 

كما تفاعل ناشطون من مختلف الدول العربية مع  خبر  رحيل  المثقف المعارض:

المصادر:
العربي، تويتر

شارك القصة

تابع القراءة
Close