الإثنين 22 أبريل / أبريل 2024

لقاء بغداد المفترض.. هل بدأ الحوار المباشر بين طهران والرياض؟

لقاء بغداد المفترض.. هل بدأ الحوار المباشر بين طهران والرياض؟

Changed

سواء حصل لقاء بغداد المفترض أم لا، فإنّه فتح الباب مجدّدًا على نقاش احتمالات حوار مباشر بين طهران والرياض، وبالتالي تسوية الملفات العالقة بين الطرفين.

لا يزال لقاء بغداد المفترض، الذي كشفت صحيفة "فاينانشال تايمز" عن انعقاده بين مسؤولين سعوديين وإيرانيين كبار، عالقًا بين التأكيد والنفي، في ظلّ تباين وتفاوت القراءات بشأنه، ودلالاته في المشهد العام.

وكان لافتًا رفض الخارجية الإيرانية تأكيد أو نفي حدوث جلسة مباحثات مع مسؤولين سعوديين في العاصمة العراقية بغداد، وإن أكّدت في الوقت نفسه استعدادها وترحيبها بالحوار مع الرياض، على الرغم من النفي السعودي لوجود لقاءات سابقة أو لاحقة.

وسواء حصل لقاء بغداد المفترض هذا أم لا، فإنّه فتح الباب مجدّدًا على نقاش احتمالات حوار مباشر بين طهران والرياض، ولا سيما مدى تأثير هذا الحوار على العلاقات الخليجية الإيرانية.

من هنا، تُطرَح علامات استفهام حول حقيقة لقاء بغداد، ولماذا لا تنفيه طهران قطعيًا، وما إذا كان يفتح المجال أمام تسوية الملفات العالقة بين الطرفين، وإن كان ذلك يدخل أيضًا في إطار توجه إقليمي نحو المصالحات بدأ يسود في المنطقة.

إيران ترحب بالحوار مع السعودية

ينفي الكاتب والباحث السياسي الإيراني مصدق بور علمه بحصول هذا اللقاء من عدمه، مشيرًا إلى أنّه سمع به عبر الإعلام، ولم تؤكده القيادة الإيرانية حتى الآن، وإن أكدت على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية ترحيبها الدائم بالحوار مع الرياض.

لكنّ بور يلفت، في حديث إلى "العربي"، إلى أنّ الفكرة، ولو كانت افتراضية، مرحَّب بها من طهران، ملاحظًا "تكتّمًا" بين الجانبين قد تكون له دلالاته أيضًا، من دون أن يستبعد أن يكون خلف تسريب خبر اللقاء محاولة "جسّ نبض" في مكان ما.

ويذكّر بأنّ وزير الخارجية الإيراني وجّه دعوة للأشقاء السعوديين منذ عامين للحوار، كما حصلت مبادرات سابقًا في عهد الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد، إلا أنّه يعتبر أنّه "لم تكن هناك استجابة سعودية للأسف".

3 ملفات تقف عائقًا أمام المصالحة بين الرياض وطهران

في المقابل، يشدّد الكاتب والباحث السياسي السعودي منيف عماش الحربي على أنّ الجانب السعودي نفى حدوث اللقاء من الأساس، وهو ما ورد أصلًا في مقال "فاينانشال تايمز".

ويشير الحربي، في حديث إلى "العربي"، إلى أنّ ما يدور في داخل أروقة السياسة الإيرانية أن السعودية دولة وازنة ومؤثرة وبالتالي من الصعب تجاوزها، معربًا عن اعتقاده بأنّ طهران أدركت جيّدًا ماذا حدث بالاتفاق النووي الذي لم تكن الرياض جزءًا منه.

ويلفت إلى أنّ السعودية أول دولة عربية فتحت الأبواب لطهران وعقدت اتفاقية أمنية معها في 2001، وبالتالي فإنّ الرياض مرحّبة دومًا بالحوار، علمًا أنّ قطع العلاقات لم يتمّ إلا بعد الاعتداء على السفارة السعودية.

ويتحدّث الحربي عن ثلاثة ملفات تقف حاجزًا أمام أي مصالحة بين الرياض وطهران، إن لم تغيّر الأخيرة موقفها منها، وهي المشروع النووي الإيراني، والصواريخ الباليستية، ودور إيران المزعزع لاستقرار المنطقة.

اجتماع بغداد "يكمّل" محادثات فيينا

أما أستاذ النزاعات الدولية في معهد الدوحة إبراهيم فريحات، فيرفض الغوص في تحليل ما إذا كان اللقاء قد حدث أم لا، إلا أنّه يشدّد على أنّ الجانب المنطقي في الموضوع هو أن يكون مثل هذا اللقاء قد حدث أو يفترض أن يحدث إن لم يكن حدث فعلًا.

ويوضح فريحات، في حديث إلى "العربي"، أنّ اللقاء إن حدث يمكن أن يكون "مكمّلًا" لمحادثات فيينا حول الاتفاق النووي، خصوصًا بعدما تبيّن أنّ أحد أسباب فشل الاتفاق الذي تمّ إبرامه في العام 2015 كان استثناء دول الجوار لإيران منه، رغم كونها المعنية بالدرجة الأولى بتخفيض التوتر.

ويشير فريحات إلى أنّ الظروف اليوم قد تكون مؤاتية جدًا ليكون هناك انخراط لدول الجوار وعلى رأسها المملكة العربية السعودية في حوار مباشر مع إيران، ولذلك فهو يميل إلى الاعتقاد بأنّ الاجتماع فعلًا حدث في العراق.

ويضيف: "لا يشترط أن يكون المتحاورون يجلسون على الطاولة نفسها وتحت سقف واحد، ولكن في علم المفاوضات هناك مسارات متعددة تحدث في مناطق مختلفة ويكون هناك تنسيق بينها، وبالتالي فإنّ الاجتماع إذا حدث فعلًا في العراق يكون مكمّلًا لمفاوضات فيينا وبذلك نمضي في منهج مختلف عن الـ2015 وتكون فرصه بالنجاح أكثر بكثير من السابق".

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close