الإثنين 25 مارس / مارس 2024

مستجدات سد النهضة.. قراءة في تصعيد أديس أبابا والتدخل الأميركي

مستجدات سد النهضة.. قراءة في تصعيد أديس أبابا والتدخل الأميركي

Changed

أبدت أميركا رغبتها في التدخل بشكل أكبر لدفع المفاوضات المتعثرة بين أطراف الأزمة، في وقت رفضت فيه إثيوبيا دعوة السودان إلى مفاوضات جديدة.

أعلن وزير الري السوداني ياسر عباس، يوم الجمعة، أن إثيوبيا رفضت دعوة لحضور قمة بشأن المفاوضات المتعثرة بين الأطراف المعنية بأزمة سد النهضة، مهدّدًا باللجوء إلى التحكيم الدولي لحل الخلافات.

وفيما انهارت محادثات كينشاسا التي جمعت مصر والسودان وإثيوبيا برعاية الاتحاد الإفريقي، جددت أديس أبابا عزمها على المضي قدمًا في عملية الملء الثاني للسد.

وكان رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك قد دعا نظيريه الإثيوبي والمصري إلى الخرطوم، وأمهلهما حتى أمس الجمعة للحضور.

تصعيد سوداني وتدخل أميركي

وقال وزير الري السوداني: "في حال تم الملء الثاني من دون التوصل لاتفاق قانوني ملزم، ستعمل فرقنا القانونية بمساعدة بعض مكاتب المحاماة العالمية على رفع دعاوى قضائية ضد الشركة الإيطالية المنفّذة وضد الحكومة الإثيوبية".

وأضاف أن الدعاوى ستطالب بالتعويض عن الأضرار التي ستلحق بالسودان، إضافة إلى "عدم دراسة الآثار البيئية والآثار الاجتماعية وكل المخاطر الأخرى المحتملة لسد النهضة".

وفي السياق، أبدت الولايات المتحدة رغبتها في التدخل بشكل أكبر لدفع المفاوضات المتعثرة بين الأطراف الثلاثة.

وأعلنت واشنطن تعيين الدبلوماسي جيفري فيلتمان مبعوثًا جديدًا لها إلى القرن الإفريقي، وسط تساؤلات حول إمكانية نجاح الدبلوماسية هذه المرة بعد فشلها العام الماضي، عقب انسحاب إثيوبيا في اللحظات الأخيرة من المباحثات.

ماذا وراء هذا التصعيد؟

وتعقيبًا على التطورات الأخيرة، تقول أسماء الحسيني نائبة رئيس تحرير "الأهرام": إن تشديد اللهجة في الخطاب السوداني كان نتيجة التماس السودان "نية بالغدر"، مع اقتراب موعد عملية الملء الثاني من قبل الطرف الإثيوبي، بالإضافة إلى "قيامهم بالملء الأول دون التنسيق أو إخطار السودان بالأمر".

وتضيف المتخصصة بالشؤون الإفريقية أن الخطوة القانونية التي أعلنت عنها السودان تأتي عقب إعلان الطرفين السوداني والمصري تنسيق تحركاتهما من أجل العمل للوصول إلى اتفاق ملزم، أو مقاومة الملء الذي ستترتب عليه أضرار كبيرة، عبر حملة دبلوماسية مكثفة لحشد الرأي العام العالمي والعربي والإفريقي.

الجولة الإفريقية لوزير الخارجية المصري

وفي قراءة للجولة الإفريقية التي يقوم بها وزير الخارجية المصري سامح شكري، ترى الحسيني أن الرسالة التي يحملها تهدف إلى الكشف عن "التضليل الذي يقوم به الجانب الإثيوبي"، والتأكيد على عدم القبول باستئناف إثيوبيا مشاريعها على حساب الوجود المصري والسوداني.

وبالتالي، يبدو وفق الحسيني أن الاتحاد الإفريقي يستعد لجولة جديدة من المفاوضات، مع مؤشرات بأن جمهورية الكونغو لا تريد أن تخسر محاولاتها للوصول إلى حل داخل الاتحاد، لا سيما مع استعداد الأطراف الدولية للتدخل في الملف.

وتقول الحسيني: إن الجانبين المصري والسوداني يهدفان إلى أن يكون المجتمع الدولي جزء فعال في الوساطة.

وتعتقد أن التحرك الأميركي يستشعر خطورة الموقف في القرن الإفريقي والمنطقة كلها، لا سيما مع تزايد التوترات المسلحة بالقرب من سد النهضة.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close