الأحد 21 أبريل / أبريل 2024

ظريف يشكو نفوذ الحرس الثوري في تسجيل مسرّب.. وتصريحاته تثير انتقادات

ظريف يشكو نفوذ الحرس الثوري في تسجيل مسرّب.. وتصريحاته تثير انتقادات

Changed

وزير الخارجية الإيراني
أشار ظريف إلى أنه لم يتمكن مطلقًا من مطالبة أي قائد عسكري بفعل شيء ما من أجل مساعدة الجهود الدبلوماسية (غيتي)
ألمح ظريف في التسجيل المسرّب إلى أن قاسم سليماني حاول إفساد اتفاق إيران النووي لعام 2015 بالتواطؤ مع روسيا.

اشتكى وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف، في تسجيل صوتي مسرب، من أن الحرس الثوري يمارس نفوذًا على الشؤون الخارجية والملف النووي للبلاد أكثر منه، وذلك في تصريحات تلقي الضوء على العلاقات بين الحكومة الإيرانية والحرس الذي يحظى بنفوذ كبير.

ووفق تقرير لـ "رويترز"، فإن "العلاقات بين حكومة الرئيس حسن روحاني والحرس الثوري مهمة نظرًا لما تتمتع به هذه القوة العسكرية المتشددة، من نفوذ هائل لدرجة أن بوسعها تعطيل أي تقارب مع الغرب إذا شعرت بأن ذلك يمثل خطرًا على مصالحها الاقتصادية والسياسية".

"صفر نفوذ في السياسة الخارجية"

وفي المقابلة التي بثّتها قناة إيران التلفزيونية الدولية الفضائية الناطقة باللغة الفارسية ومقرها في لندن في وقت متأخر أمس الأحد، قال ظريف إن نفوذه في السياسة الخارجية الإيرانية "صفر".

وقال أيضًا: "لم أتمكن مطلقًا من مطالبة أي قائد عسكري بفعل شيء ما من أجل مساعدة الجهود الدبلوماسية".

واشتكى ظريف، مستخدمًا لغة نادرة في أروقة السياسية الإيرانية، من المدى الذي وصل إليه تأثير قاسم سليماني القائد الراحل لفيلق القدس التابع للحرس الثوري في السياسة الخارجية، ملمحًا إلى أن سليماني حاول إفساد اتفاق إيران النووي لعام 2015 بالتواطؤ مع روسيا.

وقال ظريف في التسجيل الذي بثّته القناة التلفزيونية على تطبيق كلوب هاوس: "في كل مرة تقريبًا ذهبت فيها للتفاوض (مع الدول الكبرى) كان (سليماني) يطلب مني أن أقدم هذا التنازل أو ذاك أو أثير نقطة ما".

ومضى قائلًا "كان النجاح على الساحة (العسكرية) أهم من نجاح الدبلوماسية. كنت أتفاوض من أجل النجاح على الساحة (العسكرية)".

"غرِّد على تويتر وأنكر ذلك"

وكان سليماني شخصية محورية وأقام شبكة من الجماعات المسلحة الموالية لطهران في أنحاء الشرق الأوسط. وقُتل في هجوم أميركي بطائرة مسيرة في العراق العام الماضي.

وردّت إيران بهجوم بالصواريخ على قاعدة عراقية تتمركز فيها قوات أميركية. وبعد ساعات أسقطت القوات الإيرانية طائرة ركاب أوكرانية حال إقلاعها من طهران. وبعد أيام اعترف الحرس الثوري بأنها أسقطت "بطريق الخطأ".

وقال ظريف في التسجيل: "قلت (في اجتماع المجلس الأعلى للأمن القومي) إن العالم يقول إن صواريخ أسقطت الطائرة. إذا كان هذا ما حدث أبلغونا كي نرى كيف نستطيع تسوية الأمر".

وتابع: "قالوا لي: ’لا، اذهب، غرد على تويتر وأنكر ذلك".

وعلى الرغم من أن ظريف أعلن أنه لا يعتزم الترشح لانتخابات الرئاسة التي ستجرى يوم 18 يونيو/ حزيران، أشار بعض المنتقدين إلى أن تصريحاته ترمي إلى كسب أصوات الإيرانيين الذين يعيشون ظروفًا اقتصادية صعبة وغيابًا للحريات السياسية والاجتماعية.

وطرحت شخصيات بارزة في التيار السياسي المعتدل اسمه باعتباره مرشحًا محتملًا للانتخابات، التي سيخوضها أيضًا عدة قادة بارزين من الحرس الثوري.

"ما نُشر مقتطفات من المقابلة"

ودون أن ينازع في صحة التسجيل الصوتي، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده اليوم الإثنين إن القناة نشرت مقتطفات فقط من المقابلة التي أُجريت على مدى سبع ساعات.

وشدد خطيب زاده على أن ظريف "يوضح (في التسجيل) أن تصريحاته هي رأيه الشخصي".

وأثارت التصريحات المسرّبة انتقادات سياسيين محافظين، لا سيما وأنها طالت سليماني الذي يُعد من أبرز مهندسي السياسة الإقليمية الإيرانية.

ورأى النائب المحافظ نصرالله بجمن فر أن ظريف في تسجيله "يشكك بمسائل تندرج ضمن الخطوط الحمراء للجمهورية الإسلامية التي يتولى فيها منصب وزير الخارجية"، وفق ما نقلت وكالة "فارس" للأنباء.

وطلب النائب "توضيحات" من ظريف بشأن ما أدلى به.

من جهتها، انتقدت "فارس" تقديم ظريف نفسه خلال الحديث المسرّب بمثابة "رمز للدبلوماسية"، في مواجهة سليماني الذي يشكل رمز "ميدان" المعارك.

"بطل القتال ضد داعش"

وبدأ ظريف اليوم الإثنين زيارة لبغداد. وقام بعيد وصوله بالتوقف في موقع استهداف سليماني حيث تلا الفاتحة، وفق ما أفادت وكالة الأنباء الرسمية "إرنا".

وخلال مؤتمر صحافي مع نظيره العراقي فؤاد حسين، حيّا وزير الخارجية الإيراني سليماني، واصفًا إياه بـ "بطل القتال ضد داعش" في إشارة إلى تنظيم الدولة الإسلامية الذي كان يسيطر على مساحات واسعة في العراق وسوريا.

ولم يتطرق ظريف للجدل حول تصريحاته.

المصادر:
وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close