طلب الرئيس الإيراني حسن روحاني التحقيق في "مؤامرة" نشر التسجيل الصوتي العائد لوزير الخارجية محمد جواد ظريف، الذي أثار تسريبه عاصفة من الجدل الواسع في إيران، وفق ما أفاد المتحدث باسم الحكومة اليوم الثلاثاء.
وقال المتحدث باسم الحكومة علي ربيعي في مؤتمر صحافي متلفز: "نعتقد أن سرقة المستندات هي مؤامرة ضد الحكومة، والنظام، ونزاهة المؤسسات المحلية الفاعلة، وأيضًا مؤامرة على مصالحنا الوطنية".
وأمر الرئيس وزارة الأمن (الاستخبارات) "بتحديد الضالعين في هذه المؤامرة" بحسب ربيعي، الذي اعتبر أن ملف مقابلة ظريف، و"لأسباب واضحة تمت سرقته ونشره من قبل أشخاص يتم تحديد هوياتهم"، من دون أن يقدم تفاصيل إضافية بشأن هذه الأسباب.
تسجيل ظريف يثير جدلًا وانتقادات واسعة
وأثار التسجيل الذي امتد لنحو ثلاث ساعات، والذي نشر للمرة الأولى يوم الأحد في وسائل إعلام خارج إيران، جدلًا في البلاد.
ويتحدث ظريف في التسجيل عن قضايا عدة أبرزها الدور الواسع للواء الراحل قاسم سليماني قائد قوة القدس في الحرس الثوري في السياسة الخارجية، وحديثه عن أولوية نالها "الميدان" على حساب الدبلوماسية.
ولم ينفِ المتحدث باسم الخارجية سعيد خطيب زاده صحة التسجيل، لكنه أكد أمس الإثنين أنه اقتطع من حوار امتد لنحو سبع ساعات ولم يكن معَدًا للنشر، وتضمن مواقف "شخصية" لظريف الذي يشغل منصبه منذ العام 2013 بعد تولي روحاني منصب رئاسة الجمهورية.
ولم يعلق ظريف مباشرة على الجدل، لكنه نشر الثلاثاء تسجيلًا صوتيًا مقتضبًا عبر حسابه الرسمي على إنستغرام.
ويقول ظريف في التسجيل: "أعتقد انه لا يجب أن تعمل من أجل التاريخ، أقول: إنني لا أقلق كثيرًا من التاريخ، بل ما يثير قلقي هو الله والشعب".
وأثارت التصريحات المسرّبة انتقادات من سياسيين ووسائل إعلام محافظين، لا سيما أنها طالت سليماني الذي يعد من أبرز مهندسي السياسة الإقليمية الإيرانية، ويحظى بمكانة كبيرة خصوصًا بعد مقتله في ضربة جوية أميركية في العراق في مطلع عام 2020.
وتصدرت قضية التسجيل الصفحات الأولى لغالبية الصحف الإيرانية اليوم الثلاثاء، مع توجيه "المحافِظة" منها انتقادات لاذعة لظريف، في حين سألت "الإصلاحية" منها عن هدف التسريب.