الإثنين 22 أبريل / أبريل 2024

جدل عاصف في إيران بعد تسريبات ظريف.. ماذا عن التداعيات المحتملة؟

جدل عاصف في إيران بعد تسريبات ظريف.. ماذا عن التداعيات المحتملة؟

Changed

أثار كلام ظريف في التسجيل المسرّب جدلًا عاصفًا بين أقطاب السياسة في إيران، وفتح زاوية للنظر في موازين القوى وخرائطها.

كشف وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف المستور، فأُشهر في وجهه إنذار منع الاقتراب من المحظور.

وفي التسجيل المسرب، قال ظريف كلامًا كثيرًا عن وزير كان يُملى عليه ما يفعل، وكان آخر من يعلم. 

ولم يثر هذا الكلام جدلًا عاصفًا بين أقطاب السياسة في إيران فحسب، ولكنه فتح أيضًا زاوية للنظر في موازين القوى وخرائطها.

وفي الوقت الذي وجّه فيه قائد الحرس الثوري الايراني انتقادات لشكوى وزير الخارجية المسربة، رد ظريف محذرًا من تحويل سجال نظري إلى معركة داخلية في توقيت حساس.

وقال الرئيس الايراني حسن روحاني إن هناك من يحاول التشويش على مسار مفاوضات فيينا لإحياء الاتفاق النووي.

"الخارجية يجب أن تكون صاحبة القول الفصل" 

تعليقًا على ما يجري في إيران، يذكّر رئيس قسم الدراسات الأميركية في جامعة طهران محمد مرندي بأن "السياسة الايرانية سياسية حية"، لافتًا الى أن هنالك فصائل وأحزاب سياسية مختلفة وكلها ستتخاصم مع بعضها البعض بأساس منتظم".

ويوضح أن "منتقدي ظريف يقولون إن القرار النهائي في المنطقة هو قرار الولايات المتحدة الأميركية، وعلينا أن نقف بوجه التوسع الاميركي وأن نوقف القوات المدمرة لأميركا في المنطقة سواء عبر الفصائل الارهابية أو التهديدات الارهابية المباشرة".  

ويقول إن ظريف "كان يكافح ويقاتل في هذه الحرب منذ وقت طويل، وهذا الأمر محبط بالنسبة له، وهو يؤمن بأن وزارة الخارجية يجب أن تكون صاحبة القول الفصل في الشؤون الخارجية".

ويؤكد مرندي أن من يقولون عن ظريف خائن "لا يقصدون هذه الكلمة بحرفيتها". ويشير إلى أن "لغة ظريف وموقفه كانت عبر السنوات فيها خصومة مع القوات المسلحة، وأظن أن كلا الطرفين عنده حجة منطقية". 

"حالة من الاختراق"

بدوره، يشير أستاذ دراسات الشرق الأوسط في جامعة قطر محجوب الزويري إلى أن "مسألة عسكرة السياسة ليست جديدة في إيران"، لافتًا إلى أن "الكل يعرف تمامًا بتسلل المؤسسة العسكرية ولا سيما الحرس الثوري في البعد السياسي عبر قنوات كثيرة ومتعددة".

ويرى أن الفارق في ما حصل في الأيام القليلة الماضية هو أن جواد ظريف "ينتمي إلى مجتمع التكنوقراط والنخبة السياسة في إيران التي جاءت من المجتمع الدبلوماسي، فهو كان في الأمم المتحدة وهو رجل يؤمن في الغالب بدور وزارة الخارجية في أن تكون صاحبة القول الفصل في ما يتعلق بالشؤون الخارجية".

ولا يعتبر الزويري أن المسألة متعلقة بجواد ظريف، مشيرًا إلى أن "المسألة الأخطر وهي الاختراق نفسه إذا ما أخذناها في سياق الاختراقات الاخيرة التي جرت في إيران من المفاعل نطنز والاستهداف، ومن قبله مقتل محسن زادة مسؤول البرنامج النووي".  

ويضيف: "هناك حالة من الاختراق والقدرة على الوصول إلى أماكن حساسة في إيران. وإذا ما اخذنا بعين الاعتبار أن هذا التسريب هو عبارة عن فضفضة من وزير الخارجية إلى مسؤوله المباشر رئيس الجمهورية، فقد جرى ضبطها وتسجيلها وتسريبها". 

ويعتبر أن "من أراد لها ان تتسرب إلى وسائل الاعلام، أراد أن يضرب مجموعة من العصافير في نفس الوقت؛ أولًا أن يبين أن النظام السياسي مخترق، وثانيًا أن يظهر مسألة الاختلاف داخل الأجنحة السياسية في إيران، والأهم أنه يريد القول إن ليس هناك أي قرار سياسي بل دولة إيديولوجية عسكرية".

"كيري لن يدفع الثمن"   

من ناحيته، يتوقف رئيس مركز السياسة الامنية فريد فليتز عند الهجوم الذي أحدثه التسجيل على جون كيري بشأن ما قيل إنه تسريب لمعلومات يفترض أن اسرائيل قدمتها لواشنطن وشاركها مع إيران. 

ويلفت إلى أن "هناك العديد من الهجمات الاسرائيلية السرية ضد الايرانيين، والجمهوريون يهاجمون كيري الآن لأنه خاطر بمعلومات استخباراتية حساسة ووضع حياة الاسرائيليين في خطر".

وإذ ينوّه إلى أن الديموقراطيين ينكرون ذلك، يوضح أن الشعب الأميركي لا يفهم أن جواد ظريف يقع في مشكلة أكبر بسبب تصريحاته المتعلقة بالجيش الايراني والحرس الثوري". 

ويردف بأن النقاش "في الولايات المتحدة منحصر تمامًا حول التصريحات التي يفترض أن كيري أدلى بها، وينكرها هو وينكرها كذلك البيت الأبيض في إدارة بايدن".

وإذ يشير إلى أن "إدارة بايدن مصرة على العودة إلى الاتفاق النووي"، يقول إنه "لا يظن أن كيري سيدفع أي ثمن لهذا الموضوع، ولا توجد أي طريقة نثبت فيها أنه قال ذلك".

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close