الخميس 28 مارس / مارس 2024

السلام في أفغانستان.. تفاوض على وقع تصاعد العنف

السلام في أفغانستان.. تفاوض على وقع تصاعد العنف

Changed

تستعد أميركا للانسحاب من أفغانستان على وقع التفجيرات، فيما سجلت مفاوضات الدوحة "اختراقًا" جديدًا مع الاتفاق على رفع قادة "طالبان" من القائمة السوداء.

أعلن المتحدث باسم المكتب السياسي لحركة "طالبان" الاتفاق على بدء العمل لرفع قادة "طالبان" من القائمة السوداء، وإطلاق سراح بقية معتقلي الحركة، وذلك خلال اجتماع خماسي ضم كلًا من أميركا وتركيا والصين وروسيا، احتضنته العاصمة القطرية الدوحة على مدار يومين.

وبالتزامن من الاجتماع، حذّرت واشنطن من أنها ستُحاسب "طالبان"، أو أي قوة أخرى، تستخدم الأراضي الأفغانية لاستهداف مواطني الولايات المتحدة ومصالحها.

ويأتي ذلك في ظل تصعيد ميداني جديد في أفغانستان بعد تفجير بسيارة مفخّخة أدى إلى مقتل ثلاثين شخصًا وإصابة العشرات.

واشنطن في المرصاد

وتدرس واشنطن خطواتها المقبلة بدقة، مع الإصرار على توفير "رحيل آمن" لقواتها؛ حيث تقول نائبة وزير الدفاع الأميركي: "حققنا في أفغانستان أهدافنا المعلنة عام 2001 وأزلنا تنظيم القاعدة، وأثبتنا أننا لن نتسامح في تحويل أفغانستان إلى ملجأ آمن يُستخدم ضد مواطنينا وأراضينا، وسنواصل الحفاظ على مصالحنا ومحاسبة طالبان أو أي طرف آخر يعمل ضدنا".

أما مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان فيؤكد أن واشنطن والشركاء في حلف الناتو يملكون خططًا واضحة لحفظ مكاسبهم في أفغانستان.

لكن هذه النبرة العالية انخفضت أمام طاولة المفاوضات في الدوحة، حيث جمع اللقاء حركة "طالبان" مع مبعوثين لكل من أميركا وتركيا والصين وروسيا. وانتهى اللقاء برفع قادة الحركة من القائمة السوداء، والإفراج عن بقية السجناء في إشارة إلى أن المفاوضات ممكنة رغم كل شيء. 

طالبان تسعى لنصر عسكري

وبعيدًا عن طاولة التفاوض، هزّ تفجير ولاية لوغر جنوب العاصمة كابل، وأسفر عن مقتل 30 شخصًا وجرح العشرات. ووجّهت الحكومة الأفغانية التهمة إلى "طالبان" مجددًا. وقالت: "الحركة مسؤولة عن كل هذا العنف".

ويعتبر الباحث السياسي، بلال سروري، أن أعمال العنف الأخيرة ترمي إلى عرقلة عملية السلام.

ويقول في حديث إلى "العربي": قالت الحكومة الأفغانية بوضوح إنها لن تفرج عن أي من سجناء طالبان ولن تساعد في رفع العقوبات، ما لم يجرِ التوصل إلى اتفاق شامل لوقف إطلاق النار، ولا سيما في ظل واقع المعارك المدمر والهجمات اليومية، وآخرها في ولاية لوغر بالتزامن مع المفاوضات.

ويرى سروري أن "حلم وقف إطلاق نار شامل" في أفغانستان يتعرّض لهزّة عنيفة، مشيرًا إلى أن لا سلام بين حركة "طالبان" والحكومة الأفغانية على الرغم من بدء المفاوضات.

ويضيف سروري أن الأمر يتعلّق بتحقيق نصر عسكري لطالبان، التي ستنتهز فرصة انسحاب القوات الأجنبية لإعلان الانتصار، لافتًا إلى "أن الحكومة الأفغانية هي جزء من هذا القتال".

ويؤكد سروري على حالة من انعدام الثقة تُبشّر بمزيد من العنف في أفغانستان، ولاسيما في المناطق الريفية.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close