الجمعة 19 أبريل / أبريل 2024

أفغانستان.. الانسحاب الأميركي بدأ رسميًا وطالبان تهدد بـ"مواجهة القوات المحتلة"

أفغانستان.. الانسحاب الأميركي بدأ رسميًا وطالبان تهدد بـ"مواجهة القوات المحتلة"

Changed

جنود أميركيون خلال مغادرتهم أفغانستان.
جنود أميركيون خلال مغادرتهم أفغانستان (تويتر)
بدأت رسميًا أولى مراحل الانسحاب الأميركي الذي يُفترض استكماله بحلول 11 سبتمبر، فيما اعتبرت طالبان أن التأخير فتح السبيل أمامها لمواجهة القوات المحتلة.

تبدأ الولايات المتحدة رسميًا، السبت، سحب جنودها من أفغانستان في عملية سيُشكّل انتهاؤها، بالنسبة إلى واشنطن، خاتمة حرب استمرّت عشرين عامًا، في خطوة تفتتح مرحلة من "عدم اليقين" في بلد يرزح تحت السيطرة المتزايدة لحركة "طالبان".

والأول من مايو/ أيار، هو الموعد النهائي الذي كانت حدّدته إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب لانسحاب القوات الأميركية، وفقًا للاتفاق الموقّع مع "طالبان" في فبراير/ شباط 2020 في الدوحة.

وكتب المتحدث باسم طالبان، ذبيح الله مجاهد، على تويتر، اليوم السبت: إن تجاوز الموعد المحدد يعني أن "هذا الانتهاك فتح السبيل (أمام مقاتلي طالبان) لاتخاذ كل إجراء مضاد يرونه مناسبًا في مواجهة القوات المحتلة". لكنه استدرك بالقول: إن المقاتلين ينتظرون قرار قيادة طالبان.

وفي الأيام الأخيرة، شهدت سماء كابل وقاعدة باغرام الجوية المجاورة، حركة مكثّفة للمروحيات الأميركية تحضيرًا لهذا الانسحاب الذي يُفترض أن يُستكمل بحلول 11 سبتمبر/ أيلول المقبل، في موعد الذكرى العشرين لهجمات سبتمبر/ أيلول 2001.

وبدأ الحلفاء في حلف "شمال الأطلسي"، الخميس، سحب وحدات من مهمة "الدعم الحازم"، في خطوة تجري بشكل منسّق مع الأميركيين.

تأهب أمني ومخاوف من هجمات لـ"طالبان"

والسبت، وُضعت قوات الأمن الأفغانية في حالة تأهب، خشية حصول هجمات ضد القوات الأميركية أثناء انسحابها.

ووفق تسجيل صوتي أُرسل إلى الصحافيين في وقت متأخر الجمعة، قال وزير الداخلية بالوكالة حياة الله حياة لقادة الشرطة: إن "الأميركيين سيبدأون رسميًا انسحابهم اعتبارًا من الأول من مايو وطالبان قد تكثّف العنف". 

وأضاف: "آمركم بزيادة نقاط التفتيش في المدن وإجراء عمليات تفتيش عند نقاط الوصول".

وفي منتصف أبريل/ نيسان الماضي، أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن أن "الوقت قد حان لإنهاء أطول حرب خاضتها الولايات المتحدة"، معتبرًا أن هدف "التدخّل" لمنع أفغانستان من أن تُستخدم من جديد قاعدةً لمهاجمة بلاده قد "تحقّق".

واجتاحت الولايات المتحدة أفغانستان في أعقاب هجمات 11 سبتمبر على برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك ومقر وزارة الدفاع. وسرعان ما أطاحت بنظام "طالبان" الذي اتهم بإيواء تنظيم "القاعدة" المسؤول عن الاعتداءات.

وخلال عامي 2010 و2011، وصل عدد الجنود الأميركيين الموجودين في أفغانستان إلى نحو مئة ألف جندي، بينما قُتل أكثر من ألفي أميركي وعشرات آلاف الأفغان في الحرب.

ومنذ توقيع اتفاق الدوحة، امتنع مقاتلو "طالبان" عن مهاجمة القوات الأجنبية بشكل مباشر. إلا أنهم لم يتوقّفوا عن مهاجمة القوات الحكومية، لا سيما في الأرياف، مع بثّ الرعب في المدن الكبيرة من خلال تنفيذ هجمات موجّهة.

وأثار إعلان انسحاب الأميركيين مخاوف من استعادة حركة "طالبان" السلطة وفرض النظام نفسه الذي كانت تحكم من خلاله البلاد بين عامي 1996 و2001.

"الفوضى غير مستبعدة"

ويعترف المسؤولون الأميركيون بأنهم لم يقدّروا فعلًا قوة "طالبان"، وهو ما يُوجِد حالة من عدم اليقين حول مستقبل البلاد بعد الانسحاب.

وكان تقرير صادر عن مركز أبحاث الكونغرس في مارس/ آذار الماضي، أفاد بأن "طالبان في وضع عسكري أقوى الآن من أي وقت مضى منذ عام 2001".

لكن الرئيس الأفغاني أشرف غني يؤكد أن القوات الحكومية "قادرة تمامًا" على مقاومة المتمردين، وهي التي تحارب منذ أشهر عدة بمفردها على الأرض، وأحيانًا بدعم جوي أميركي، معتبرًا أن الانسحاب الأميركي يعني أن "طالبان" لم يعد لديها سبب لمواصلة القتال.

وفي مقابل الارتياح الذي تُبديه الحكومة الأفغانية، لم يستبعد رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال مارك ميلي، الأربعاء، "انهيار" الحكومة الأفغانية والجيش الأفغاني، ووقوع "حرب أهلية وكارثة إنسانية مصاحبة لها، مع عودة محتملة للقاعدة".

المصادر:
العربي، وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close