الثلاثاء 23 أبريل / أبريل 2024

انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان.. هل سيكون الرحيل سهلًا؟

انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان.. هل سيكون الرحيل سهلًا؟

Changed

مع بدء أميركا سحب آخر جنودها من أفغانستان، تطرح تفاصيل المشهد أسئلة عمّا إذا كانت هناك فرص للاستثمار في السلام في أفغانستان وطي صفحة الحرب.

تبدأ الولايات المتحدة الأميركية سحب آخر جنودها من أفغانستان على أن يتم إكمال العملية في 11 سبتمبر/ أيلول المقبل بعد حرب دامت 20 عامًا.

موعد مغادرة الجنود الذي حان، يأتي تنفيذًا لقرار ما زال يثير الكثير من الجدل في أفغانستان كما في واشنطن. ويبدو أن الرئيس الأميركي جو بايدن اتخذه بحسم قاطع. 

وفي ظل تهديد حركة طالبان باستهداف القوات الأميركية المغادرة، واستعداد البنتاغون لأسوأ الاحتمالات، لا يبدو أن الرحيل سيكون سهلًا.

في المقابل وبالتزامن مع أجواء الانسحاب، تعود إلى الواجهة في الدوحة محاولات الدفع بالمفاوضات الأفغانية ـ الأفغانية قدمًا وبحرص أميركي واضح هذه المرة.

وأمام تفاصيل المشهد الأفغاني ميدانيًا وسياسيًا في يوم بدء الانسحاب الأميركي، تطرح أسئلة عمّا إذا كانت هناك فرص للاستثمار في السلام في أفغانستان وطي صفحة الحرب.

"الحرب ستستمر"

تعليقًا على التطورات، يقول السفير الأميركي السابق في أفغانستان رونالد نيومان: "أعتقد أن هذه نهاية الفصل ولكنها ليست نهاية المشهد بالكامل"، معتبرًا أن الحرب ستستمر.

ويضيف: "أولًا هذه الحرب بين الأفغانيين ستستمر، فطالبان كانت واضحة تمامًا في قولها إنها تبحث عن النصر العسكري. وفي حال فشلت في ذلك ربما تعود إلى مباحثات السلام، التي ربما تستمر، إلا أنها قد لا تكون مجدية إذا حاولت طالبان الانتصار عسكريًا".

ويردف: "نعم الولايات المتحدة الأميركية تسحب قواتها إلا أنها لا تغادر أفغانستان إجمالًا، فقد وعدت أميركا بأنها ستواصل دعم الجيش الأفغاني والشرطة الأفغانية والحكومة الأفغانية وتقديم الدعم الاقتصادي".

ويشير إلى أن "كثيرًا من الجهود تنصب الآن داخل الحكومة الأميركية من أجل بحث سبل تنفيذ ذلك".

ويرى أن "السؤال الأهم الذي ينبثق هنا هو هل سيتمكن الجيش الأفغاني والشرطة الأفغانية من الوقوف في وجه حركة طالبان في حال حاولت تحقيق انتصار مباغت وعاجل؟".

ويردف: "لكن أيضًا هناك آفاق ربما لجمود في الموقف أكثر من آفاق تعد بانتصار لطالبان".     

"لا قرار بمهاجمة الأميركيين"

بدوره، يؤكد الخبير في الشؤون الأفغانية روح الله عمر أن موقف طالبان "لم يكن إعلانًا للحرب صراحة على القوات الأجنبية حال مغادرتها، ولو كانت بعد خرق الاتفاقية".

ويشرح أن "الإعلان ينص على أن عدم خروج القوات الأميركية يفتح لنا الباب للتحرك ضدها، ولكنه أيضًا يضيف أننا ننتظر أوامر القيادة".

ويجد في ذلك إشارة إلى أن "قيادة الحركة لم تتخذ حتى الآن أي قرار حول بدء الهجمات على القوات الأجنبية أو تركها حتى تخرج". 

ويعتبر أن لطالبان الحق في أن ترد على خرق اتفاقية السلام التي وقعتها مع أميركا، لافتًا في هذا الصدد إلى أن إعلان بايدن أنه لا يمكنه إخراج كل الجنود حتى الأول من مايو هو خرق صريح وإبقاء للقوات الأجنبية لخمسة أشهر إضافية.

وإذ يؤكد أنه كان على أميركا أن تفكر عند توقيع الاتفاقية إن كان بإمكانها أن تخرج وفق الموعد المحدد أم لا، ينوّه إلى أن طالبان لم تهاجم حتى الآن قاعدة أميركية أو جنديًا أميركيًا ولم تخرق الاتفاقية.   

"الحكومة مستعدة للتصدي"

إلى ذلك، يشير الكاتب الصحافي نصير أحمد طاهري إلى أن الحكومة الأفغانية كانت أكدت منذ بدء المفاوضات على موقفها، معتبرًا أنها مستعدة للمفاوضات بكل شروط وضعتها طالبان.

ويلفت إلى أن طالبان دائمًا ما تخرق التزاماتها وتقوم بنقض الشروط الموضوعة على طريق مفاوضات السلام.

ويشدد على أن الحكومة الأفغانية والشعب الأفغاني والمجموعات السياسية الأفغانية مستعدون فكريًا وميدانيًا لمواجهة أي خطر والتصدي له سواء أكان من قبل حركة طالبان أو أي مجموعة أخرى".

ويؤكد أن الحكومة الأفغانية مجهزة بكل الوسائل العسكرية؛ الجوية أو الأسلحة الثقيلة والخفيفة، مشيرًا إلى أن "هناك فكر وعقيدة للوصول إلى السلام وإنهاء الحرب التي استمرت فترة زمنية طويلة".    

وفي ما يخص معتقلي طالبان، يذكّر بأن "نسبة كبيرة من المعتقلين الذين أفرج عنهم عادوا إلى ميدان القتال".

ويوضح أن الحكومة الأفغانية تخشى في حال الإفراج عنهم مجددًا من عودتهم إلى ساحة القتال.  

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close