الثلاثاء 23 أبريل / أبريل 2024

نتنياهو يخفق في تشكيل حكومة.. والأنظار تتجه إلى تفويض أحد منافسيه

نتنياهو يخفق في تشكيل حكومة.. والأنظار تتجه إلى تفويض أحد منافسيه

Changed

بنيامين نتنياهو
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (غيتي)
يفتح عدم نجاح بنيامين نتنياهو، أطول زعماء إسرائيل بقاءً في السلطة، في تشكيل ائتلاف جديد خلال المهلة الدستورية، الباب أمام منافسيه الساعين إلى الإطاحة به.

انتهت منتصف ليل الثلاثاء المهلة الممنوحة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لتشكيل الحكومة، من دون أن يتمكن من كسر الجمود السياسي المستمر منذ أكثر من عامين.

فقد نقل مكتب الرئيس رؤوفين ريفلين في بيان مقتضب، أنّه "قبيل منتصف الليل، أبلغ نتنياهو الرئاسة بعدم قدرته على تشكيل حكومة".

ويفتح عدم نجاح أطول زعماء إسرائيل بقاءً في السلطة في تشكيل ائتلاف جديد الباب أمام منافسيه الساعين إلى الإطاحة به.

ويتوجب على الرئاسة الإسرائيلية الآن اختيار شخصية أخرى لمحاولة إخراج البلاد من الأزمة السياسية، أو تمديد المهلة لأسبوعين إضافيين.

أما في حال اختار الرئيس تكليف عضو آخر بالبرلمان بالمهمة، فيُتوقع على نطاق واسع أن يكون المكلف هو يائير لابيد (57 عامًا) الذي جاء حزبه الوسطي "هناك مستقبل" في المرتبة الثانية بعد حزب "ليكود" بزعامة نتنياهو في انتخابات 23 مارس/ آذار.

معضلة نتنياهو في تشكيل الحكومة

حصل نتنياهو البالغ من العمر 71 عامًا والذي يحاكم بتهمة الفساد على تكليف من ريفلين مدته 28 يومًا لتشكيل الحكومة بعد انتخابات مارس التي كانت رابع انتخابات غير حاسمة في أقل من عامين.

فقد فاز حزب "الليكود" بزعامة نتنياهو بأكبر عدد من المقاعد في الكنيست الذي يضم 120 مقعدًا، لكنّ النتائج أوضحت أن تأمين أغلبية برلمانية من 61 مقعدًا ليس بالأمر السهل هذه المرة أيضًا.

ولم تتمكن كتلة نتنياهو من الأحزاب اليمينية والدينية من تحقيق أغلبية، كما لم تستطع ذلك كتلة أخرى تريد الإطاحة به، حيث يتعين أن تضم منافسيه من اليمين بالإضافة إلى معارضين تقليديين له من اليسار والوسط لضمان الحصول على أغلبية برلمانية.

وكان تشكيل ائتلاف حكومي يتطلب من نتنياهو أن يتحالف مع خصمه ومساعده السابق نفتالي بينيت زعيم حزب يمينا المتشدد.

وأبدى بينيت البالغ من العمر 49 عامًا، تفضيله الانضمام إلى نتنياهو، لكنه قال إنه سيسعى لشراكة مع معارضي رئيس الوزراء لتجنب إجراء انتخابات خامسة في الوقت الذي تستأنف فيه إسرائيل أنشطتها الاقتصادية الكاملة بعد حملة التطعيم ضد فيروس كوفيد-19 في حين تواجه تحديات تتعلق ببرنامج إيران النووي.

تناوب على رئاسة الوزراء

وطُرح أيضًا اتفاق يقوم على تناوب بينيت ولابيد على رئاسة الوزراء، حيث قال نتنياهو الإثنين إنه عرض على بينيت تولي رئاسة الحكومة أولًا وفق مبدأ التناوب، ليبقى اليمين في السلطة.

لكنّ بينيت ردّ على الفور بأنه لم يطلب من نتنياهو منصب رئيس الحكومة، "بل طلبت منه تشكيل ائتلاف حكومي، وهو للأسف لا يستطيع ذلك".

وقال أستاذ العلوم السياسية في الجامعة العبرية غايل تالشير لوكالة "فراس برس": "إن التوصل إلى اتفاق بين نتنياهو وبينيت محكوم بالفشل لأن ذلك سيتطلب دعم رئيس حزب الأمل الجديد بزعامة المنشق عن الليكود جدعون ساعر الذي فاز حزبه بستة مقاعد". لكن ساعر أكد أنه مصمم على إسقاط نتنياهو.

وفي حين واجهت محادثاته الائتلافية معوقات، طرح نتنياهو الذي يتولى السلطة منذ 2009 أيضًا، فكرة تمرير تشريع يتيح انتخاب رئيس الوزراء بالاقتراع المباشر، لكنّ تشريعًا مماثلًا يحتاج 61 صوتًا في الكنيست، وهو أمر غير مرجّح في ضوء نتائج الانتخابات.

الأزمة السياسية في إسرائيل

وترجع الأزمة السياسية في إسرائيل بالأساس إلى المشكلات القانونية التي يواجهها نتنياهو، إذ قال بعض الحلفاء المحتملين إنهم لن يعملوا تحت قيادة رئيس وزراء يخضع للمحاكمة.

وفي حال فشل مرشح جديد يختاره الرئيس في تشكيل ائتلاف خلال فترة 28 يومًا يمكن للرئيس مطالبة البرلمان باختيار مرشح خلال ثلاثة أسابيع. وإذا لم يتمكن البرلمان من ذلك فستجرى انتخابات جديدة.

وقال يوآف كاركوفسكي مراسل الشؤون السياسية بإذاعة كان العامة: "نتجه بنسبة 60% صوب إجراء انتخابات أخرى وبنسبة 40% صوب تشكيل حكومة جديدة".

ويعرف عن نتنياهو أنه يمتلك حنكة البقاء، وقد يكون ما زال في جعبته مزيد من الأوراق، وكتبت المعلقة السياسية سيما كادمون في صحيفة يديعوت أحرونوت: "هذا اليوم لمن لديهم أعصاب قوية. كالعادة، لا أحد يعرف الخدعة التي ينوي نتنياهو إخراجها من قبعته في اللحظة الأخيرة".

المصادر:
أ ف ب، رويترز

شارك القصة

تابع القراءة