قرر المغرب استدعاء سفيرته في ألمانيا للتشاور بسبب "مواقف عدائية تنتهك المصالح العليا للمملكة" تتعلق على الخصوص بقضية إقليم الصحراء، وفق ما أعلنت وزارة الخارجية المغربية الخميس.
وقالت الوزارة في بيان إن "ألمانيا سجلت موقفًا سلبيًا بشأن قضية الصحراء المغربية، إذ جاء هذا الموقف العدائي في أعقاب الإعلان الرئاسي الأميركي، الذي اعترف بسيادة المغرب على صحرائه"، معتبرة ذلك "موقفًا خطيرًا لم يتم تفسيره لحد الآن".
ويأتي قرار السلطات المغربية بعد أسابيع من إعلانها مطلع مارس/آذار تعليق كل أشكال التواصل مع سفارة ألمانيا في الرباط، دون توضيح خلفياته رسمًيا.
وكانت الولايات المتحدة أعلنت اعترافها بسيادة المغرب على الإقليم المتنازع عليه مع جبهة البوليساريو، أواخر ولاية الرئيس السابق دونالد ترمب، بالموازاة مع استئناف المغرب علاقاته الدبلوماسية مع إسرائيل.
محمد حاجب
إلى جانب قضية الصحراء فسرت الخارجية المغربية استدعاء سفيرة المملكة ببرلين أيضًا "بمحاربة مستمرة ولا هوادة فيها للدور الإقليمي الذي يلعبه المغرب". وخصت بالذكر "دور المغرب في الملف الليبي، وذلك في محاولة استبعاد المملكة من دون مبرر من المشاركة في بعض الاجتماعات الإقليمية المخصصة لهذا الملف، كتلك التي عقدت في برلين" العام المنصرم.
كما اتهم بيان الخارجية المغربية السلطات الألمانية "بالتواطؤ" مع "أحد المدانين السابقين بارتكاب أعمال إرهابية، بما في ذلك كشفها عن المعلومات الحساسة التي قدمتها أجهزة الأمن المغربية لنظيرتها الألمانية"، دون ذكر اسمه.
ويتعلق الأمر على الأرجح بمحمد حاجب وهو مواطن مغربي ألماني أدين عام 2010 في قضية "إرهاب" بالسجن 10 سنوات في المغرب؛ خفضت لاحقًا إلى 5 أعوام. وعاد إلى ألمانيا بعد الإفراج عنه حيث اشتهر ببث فيديوهات على يوتيوب تتضمن انتقادات حادة للسلطات المغربية.
وتعد ألمانيا من أهم الشركاء التجاريين للمغرب مسجلة العام الماضي صادرات بلغت قيمتها 1,9 مليار يورو وواردات تناهز 1,3 مليار.
وكانت قد وافقت قبل الأزمة أواخر 2020 على تقديم دعم مالي للمغرب بـ1,3 مليار يورو، في إطار دعم إصلاح النظام المالي المغربي والتصدّي لفيروس كورونا.