أكدت السعودية وباكستان، اليوم السبت، على عمق العلاقات الثنائية ووقعتا اتفاقيات، لتنهيا بذلك توترات دبلوماسية مستمرة منذ أشهر بينهما، على خلفية منطقة كشمير التي تتنازع باكستان عليها مع الهند.
وفي زيارته السابعة إلى المملكة منذ انتخابه رئيسًا للحكومة الباكستانية عام 2018، استقبل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان عمران خان والوفد المرافق له، في مدينة جدة على البحر الأحمر، لدى وصوله مساء الجمعة في زيارة تستمر ثلاثة أيام، حيث عقدا جلسة محادثات وجرى التوقيع على الاتفاقيات.
وخلال اللقاء تمّ "التأكيد على عمق العلاقات بين البلدين الشقيقين وأهمية توسيع وتكثيف آفاق التعاون والتنسيق الثنائي وتعزيزه في مختلف المجالات"، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء الحكومية السعودية.
#عاجل سمو #ولي_العهد يستقبل رئيس وزراء #باكستان في الديوان الملكي بقصر السلام بجدة.#رئيس_وزراء_باكستان_في_السعودية#واس pic.twitter.com/gidDfPU9tm
— واس الأخبار الملكية (@spagov) May 7, 2021
ووقّع مسؤولون من البلدين اتفاقية تعاون "في مجال المحكوم عليهم بعقوبات سالبة للحرية" ومكافحة الجريمة، ومذكرتي تفاهم في مجال مكافحة الاتجار غير المشروع بالمخدرات وتمويل مشاريع في مجالات الطاقة والبنية التحتية والنقل والمياه والاتصالات، كما تمّ الاتفاق على إنشاء مجلس للتنسيق الأعلى بين البلدين.
وذكر بيان باكستاني رسمي أنّ المحادثات "تميّزت بروح ودية استثنائية والتزام بدعم المسار التصاعدي في العلاقات الثنائية".
زيارة ناجحة
يذكر أنّ الرياض كانت مستاءة، العام الماضي، من إسلام أباد.
ففي بيان شديد اللهجة في شهر أغسطس/ آب الماضي، دعا وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قريشي منظمة التعاون الإسلامي ومقرها السعودية، إلى عقد اجتماع رفيع المستوى بشأن كشمير المتنازع عليها مع الهند.
وأثار هذا الأمر غضب السعودية التي رأت فيه تحذيرًا من أن باكستان تستعد للدعوة لعقد اجتماع لدول إسلامية خارج منظمة التعاون، وبالتالي محاولة لتقويض قيادتها للمنظمة الإسلامية المكونة من 57 عضوًا.
لكن يبدو أن زيارة خان نجحت، في إعادة إطلاق العلاقات الوثيقة بين البلدين المنخرطين في محاربة الإرهاب، حيث تتطلب تبادل المعلومات الاستخبارية في ما يتعلق بالتهديدات والعناصر المتطرفة.
وتأتي زيارة خان إلى جدة، في الوقت الذي تجري فيه السعودية مع إيران محادثات سرية في العراق، لنزع فتيل التوترات منذ قطعت القوتان الإقليميتان العلاقات عام 2016، بعدما هاجم متظاهرون إيرانيون غاضبون السفارة السعودية إثر إعدام رجل دين شيعي معارض في الرياض.