الخميس 25 أبريل / أبريل 2024

تطورات القدس.. قواعد جديدة تحكم الصراع فهل تندلع انتفاضة جديدة؟

تطورات القدس.. قواعد جديدة تحكم الصراع فهل تندلع انتفاضة جديدة؟

Changed

تَشي ردود فعل أكثر من عاصمة عربية ودولية على أحداث القدس أنّ الرؤية للصراع تحكمها قواعد جديدة، خلافًا لما يعتبرها الفلسطينيون "لحظة تخلٍّ" غير مسبوقة.

يبدو أنّ اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلية لباحات المسجد الأقصى واعتداءها على المصلّين يدفع بالصراع إلى حدود أخرى.

فعلى وقع الخشية من تصعيد في المدينة مع استمرار استفزازات قوات الاحتلال، يقول الفلسطينيون: إن ما جرى هو تأكيد على أنّ القضية الفلسطينية لا تزال واقعة في خانة التعريف بذاتها: شعب محتل يقاوم احتلالًا.

في المقابل، تَشي ردود الفعل الصادرة عن أكثر من عاصمة عربية ودولية أنّ الرؤية للصراع تحكمها قواعد جديدة، خلافًا لما يعتبرها الفلسطينيون "لحظة تخلّ" غير مسبوقة مع مسار التطبيع.

دليل آخر على شتات الموقف العربي

ففي واشنطن، ومع تواتر صور احتدام التوتر في القدس، سُمِعت نبرة أخرى، حيث دعت الإدارة الأميركية الجميع للتهدئة وتلافي العنف.

لكنّ هذا القلق لا يعني في نظر كثيرين أنّ الكثير تغيّر، إذ بالقليل من الحماسة ينظر الأميركيون الآن للصراع في الأراضي المحتلة، حيث لإدارة بايدن شواغل كثيرة في مناطق أخرى.

أمام في الإقليم، فقد بدت بيانات العواصم الشاجبة لعدوان الإسرائيليين على تباين واضح، في دليل آخر على شتات الموقف العربي الموزَّع الآن بين مطبّعين ورافضين.

وفي تل أبيب، لا تبدو الصورة أقلّ تعقيدًا، حيث لا تعرف إسرائيل بعد انتخابات خامسة وجهتها، فيما تبدو الأزمة السياسية من تحكم سقوف التصعيد في القدس.

لكنّ إسرائيل التي تصرّ أنّ لا حكومة لها تقرّر بشأن القدس، يبدو أنّ لها جنودًا وعساكر لترويع أهلها.

المقدسيّون في القدس يحاربون عن الأمّة كلّها

ويرى القيادي في حركة فتح محمد الحوراني أنّ ما يحصل في القدس هو جزء من مخطط استراتيجي.

ويشير الحوراني، في حديث إلى "العربي"، إلى أنّ حكومة الاحتلال تفحص من وقت إلى آخر إمكانية أن تخطو خطوة أخرى باتجاه تفريغ القدس من سكانها أو مزيد من التهويد لها.

لكنّه يلفت إلى أنّه "في كل مرة يخرج أهل القدس ومعهم الكثير من الفلسطينيين" ليواجهوا هذا المخطط، مشدّدًا على أنّ "الإنسان الفلسطيني أثبت إيمانه العميق بحقه في هذه الأرض وتحديدًا في مقدّساته".

ويلاحظ أنّ الفلسطينيين في القدس لا يرفعون راية أي فصيل إنما يرفعون راية أسمى هي راية الشعب الفلسطيني، موضحًا أنّ "المقدسيين في القدس يحاربون ويواجهون عن كلّ الأمة وهم بالفعل ضميرها".

وإذ يؤكد أنّ حركة فتح جزء أساسي من هذا الجهد العظيم، يقول: "نحن نريد للغة الوطنية فقط أن تسود".

الاحتلال "لا يفهم سوى لغة القوة"

من جهته، يؤكد عضو المكتب السياسي ورئيس مكتب العلاقات الوطنية في حركة حماس حسام بدران أنّ "القدس أصل الصراع بيننا وبين الاحتلال"، مشيرًا إلى أنّ هذه "القضية مجمع عليها فلسطينيًا وعربيًا وإسلاميًا".

ويشدّد بدران، في حديث إلى "العربي"، على أنّ "كل الجهود مطلوبة للدفاع عن مقدساتنا وأرضنا في مواجهة الاحتلال"، بما فيها الحراك الدبلوماسي والإعلامي الذي يصفه بأنه "مهم وله دور، ولو أن التجارب أثبتت أن الاعتماد عليه وحده لا يوصلنا إلى شيء".

وإذ يلفت إلى أنّ الاحتلال لا يفهم سوى لغة القوة، يعتبر أنّ المطلوب التركيز أكثر على الفعل الميداني من خلال المواجهة المباشرة مع الاحتلال في كافة أماكن الاحتكاك بيننا وبينه ولا سيما في القدس وفي الضفة الغربية التي يتحرك بها الاحتلال بحرية.

ويخلص إلى أنّ "الاحتلال واهم حين يظن أنّ بإمكانه استغلال الوضع الفلسطيني أو حتى الوضع العربي للنيل من حقوقنا"، مشيرًا إلى أنّ الشعب الفلسطيني أثبت في محطات نضالية عدّة أنه "قادر على الابتكار والإبداع والصمود والثبات وتحقيق إنجازات وإجبار الاحتلال على التراجع".

هبّات متتالية قد تصل إلى حالة من الانتفاضة

أما الباحث في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات معين الطاهر، فيلفت إلى أنّ القدس دائمًا كانت الشرارة التي توحّه الشعب الفلسطيني بكل مناطقه الجغرافية.

ويعزو ما يحصل إلى سلسلة من العوامل مجتمعة، من بينها سياسات الاستيطان الصهيوني المتتالية وما يحدث في حي الشيخ جراح وتقارير منظمة هيومن رايتس ووتش وغيرها من المنظمات حول نظام فصل عنصري متكامل الأركان تمارسه حكومة الاحتلال.

ويرى أنّ "هذا كله سيؤدي حتمًا إلى نوع من الهبّات المتتالية التي قد تصل إلى حالة من الانتفاضة"، ويلفت إلى أنّ "التاريخ لا يكرر نفسه، وبالتالي ليس بالضرورة أن تأتي على شاكلة الانتفاضة الأولى أو الثانية".

لكنّه يجزم أنّ "الشعب العربي الفلسطيني قادر على خلف الصيغ النضالية المناسبة والأشكال المناسبة لهبّاته الجديدة لانتفاضة جديدة من أجل دحر الاحتلال وتحقيق العدالة للشعب الفلسطيني في كافة مناطقه".

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close