الخميس 25 أبريل / أبريل 2024

الأردن يستدعي القائم بالأعمال الإسرائيلي.. وتظاهرة في عمّان للمطالبة بإغلاق السفارة

الأردن يستدعي القائم بالأعمال الإسرائيلي.. وتظاهرة في عمّان للمطالبة بإغلاق السفارة

Changed

نُظم الاعتصام أمام مسجد الكالوتي وسط عمان
هتف المتظاهرون وقد وضع العديد منهم كوفيات فلسطينية "طالعلك يا عدوي طالع من كل بيت وحارة وشارع" (غيتي)
رفع المتظاهرون الذين قُدر عددهم بـ 500 شخص، أعلامًا أردنية وفلسطينية ولافتات كبيرة كُتب عليها "أسقطوا إتفاقية الذل والعار.. إتفاقية وادي عربة".

استدعت وزارة الخارجية الأردنية الأحد، القائم بأعمال السفارة الإسرائيلية في عمان للإحتجاج على الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة في القدس الشرقية.

وقال بيان صادر عن وزارة الخارجية إن "وزارة الخارجية استدعت الأحد، القائم بأعمال السفارة الإسرائيلية في عمان، للتأكيد على احتجاج الحكومة الأردنية وإدانتها للانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة ضد المسجد الأقصى المبارك والاعتداءات الأخيرة على الحرم والمصلين، وعلى المقدسيين خصوصًا في حي الشيخ جراح في القدس الشرقية المحتلة".

ووفقًا للبيان فقد "أكد السفير يوسف البطاينة، أمين عام الوزارة، للقائم بالأعمال الإسرائيلي أن الممارسات الإسرائيلية الأخيرة ضد المسجد الأقصى المبارك، تمثل انتهاكاً للقانون الدولي وللوضع القائم التاريخي والقانوني ويتوجب وقفها فوراً"، محذرًا من "مغبة استمرار الانتهاكات والاستفزازات والتصعيد".

وطالب البطاينة، القائم بالأعمال بـ"نقل رسالة إلى السلطات الإسرائيلية بضرورة التقيد بالتزاماتها كقوة قائمة بالاحتلال في القدس الشرقية بموجب القانون الدولي ووقف الانتهاكات والاعتداءات على المسجد الأقصى وعلى المقدسيين".

مطالبة بإغلاق السفارة

وتظاهر مئات الأردنيين اليوم الأحد في منطقة الرابية بالقرب من السفارة الإسرائيلية في عمان للإحتجاج على أعمال العنف في القدس الشرقية، مطالبين بإلغاء معاهدة السلام مع إسرائيل وإغلاق سفارتها في عمان. 

ورفع المتظاهرون، الذين قُدر عددهم بـ 500 شخص، أعلامًا أردنية وفلسطينية ولافتات كبيرة كُتب عليها "أسقطوا إتفاقية الذل والعار.. إتفاقية وادي عربة"، في اشارة الى اتفاقية السلام الموقعة بين الأردن وإسرائيل عام 1998 و"اطردوا السفير وأغلقوا السفارة".

كما رفعوا لافتات كُتب عليها "قاوم ولا تساوم"، و"صبرًا صبرًا يا أهل القدس فالنصر قادم"، و"القدس تدافع عن كرامة الأمة"، ولافتة بالانكليزية مكتوب عليها: "وي كانت بريث سينس 1948" (لا نقوى على التنفس منذ عام 1948).

وهتف المتظاهرون وهم ينتمون لمختلف الأحزاب والتيارات، وقد وضع العديد منهم كوفيات فلسطينية "طالعلك يا عدوي طالع من كل بيت وحارة وشارع"، و"الموت ولا المذلة"، و"يا حكومة وبرلمان ما بدنا شجب وبيان"، و"نموت وتحيا فلسطين".

"أبطال القدس"

ونُظم الاعتصام أمام مسجد الكالوتي وسط عمان على مرأى من قوات الأمن، التي انتشرت بكثافة في المكان الذي يبعد أكثر من من 500 متر عن السفارة الإسرائيلية. 

وقال عيسى دباح (81 عامًا) وهو دبلوماسي سابق لوكالة "فرانس برس": "هذا أقل شيء ممكن أن نقدمه لأبطالنا بالقدس، الذين يصونون شرف الأمة العربية في كل الدول العربية".

وأوضح أن "إسرائيل تنتهك كافة القوانين، وهي انتهكت ما يزيد على 800 قرار صادر عن مجلس الأمن ولم تحترم أحدًا، والقادة والأنظمة العربية يقبلون بهذا الخنوع".

وخلص إلى القول: "آن للعالم أن يقف موقفًا شريفًا تجاه الفلسطينيين".

من جهتها، قالت الممثلة الأردنية جولييت عواد (71 عامًا) لـ "فرانس برس": "كنت أتمنى ان نكون الآن أمام مبنى السفارة الإسرائيلية ونقتحمها ونخرج كل من فيها".

وأضافت: "كنت أتمنى كذلك أن نذهب لرئاسة الوزراء كي نقدم مطالبنا وأولها إلغاء اتفاقية وادي عربة وغلق السفارة وإلغاء معاهدة الغاز مع إسرائيل وسحب السفير الأردني من تل أبيب".

العاهل الأردني يتصل بعباس

في السياق نفسه، دان العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني "الانتهاكات والممارسات الإسرائيلية التصعيدية في المسجد الأقصى المبارك"، مشددًا على ضرورة "وقف هذه الانتهاكات والاستفزازات الخطيرة التي يتعرّض لها المقدسيون، والتي تتناقض مع القانون الدولي وحقوق الإنسان"، بحسب بيان للديوان الملكي.

وأكد الملك خلال اتصال هاتفي أجراه مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس اليوم الأحد، "رفضه لمحاولات السلطات الإسرائيلية تغيير الوضع الديموغرافي في القدس الشرقية، وكل الإجراءات التي تستهدف تغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم فيها"، مشددًا على ضرورة "التزام إسرائيل بالقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني".

كما أكد ضرورة "وقف إسرائيل لإجراءاتها غير الشرعية لتهجير أهالي حي الشيخ جراح في القدس، الأمر الذي يعد انتهاكًا للقانون الدولي الإنساني".

وشدد الملك على "أهمية مواصلة التنسيق بين الأشقاء العرب والأطراف الفاعلة، لوضع حد للانتهاكات الإسرائيلية في القدس الشرقية، والمسجد الأقصى المبارك".

"اشتباك دبلوماسي" 

ولفت المتحدث باسم الخارجية الأردنية ضيف الله الفايز في بيان اليوم الأحد، إلى أن "المملكة تواصل جهودها وتحركاتها على أكثر من مستوى لوقف الانتهاكات الإسرائيلية في القدس الشرقية المحتلة".

وأوضح أن "الوزارة في اشتباك (دبلوماسي) يومي مع السلطات الإسرائيلية، القوة القائمة بالاحتلال في القدس الشرقية، لوقف الانتهاكات(...)"، مشيرًا إلى أن الوزارة "قامت بنقل احتجاجها للسلطات الإسرائيلية على ما تعرض له الحرم من انتهاكات، لا سيما في الليلتين الماضيتين".

ولفت إلى أن "الوزارة حذرت الجانب الإسرائيلي من مغبة الاستمرار في الانتهاكات، وطالبت بوقفها وبأن تتقيد إسرائيل بالتزاماتها وفق القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وأن تحترم الوضع القائم التاريخي والقانوني".

وأشار إلى أن "الوزارة على تواصل مستمر مع الأشقاء في دولة فلسطين لتنسيق المواقف والتحركات الإقليمية والدولية المستهدِفة مواجهة الممارسات والاعتداءات الإسرائيلية في القدس المحتلة؛ وبلورة مواقف دولية ضاغطة تجبر السلطات الإسرائيلية على وقف انتهاكاتها ضد المسجد الأقصى المبارك".

ولا يزال التوتر سائدًا اليوم الأحد في القدس الشرقية، بعد أن أُصيب مئات الفلسطينيين بجروح منذ الجمعة خلال مواجهات بين الشرطة الإسرائيلية ومتظاهرين فلسطينيين، ما أثار قلقًا دوليًا من احتمال توسع نطاق الاضطرابات.

والمواجهات الحالية في القدس هي الأعنف منذ 2017، عندما تسبّب وضع إسرائيل بوابات الكترونية في محيط المسجد الأقصى باحتجاجات ومواجهات انتهت بإزالة الحواجز.

وتعترف إسرائيل، التي وقعت معاهدة سلام مع الأردن في 1994، بإشراف المملكة على المقدسات الاسلامية في مدينة القدس.

ووصف عاهل الأردن مرّات عدّة السلام مع إسرائيل بأنه "سلام بارد". واعتبر في خريف 2019 أن العلاقات مع المملكة "في أدنى مستوياتها على الإطلاق".

المصادر:
أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة