تتوالى ردود الفعل الفلسطينية والدولية والإقليمية إزاء انتهاكات قوات الاحتلال الإسرائيلي في القدس المحتلة.
واستنكرت السلطة والفصائل الفلسطينية اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي باحات المسجد الأقصى صباح اليوم الإثنين واعتداءاتها على الفلسطينيين، في مواجهات عنيفة أسفرت عن عدد كبير من الإصابات، وفق ما أعلنه الهلال الأحمر الفلسطيني.
مطالبات بتوفير الحماية الدولية
وقال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة: "إن ما قامت به قوات الاحتلال الإسرائيلي من اقتحام واعتداء وحشي على المصلين في المسجد الأقصى المبارك وباحاته؛ هو تحدٍ جديد للمجتمع الدولي، وتحديدًا للجهود التي تبذلها الإدارة الأميركية".
وأكد أبو ردينة أن الحكومة الإسرائيلية ضربت بعرض الحائط كل هذه الجهود والتدخلات الدولية، مشددًا على أن القيادة الفلسطينية وشعبنا لن يسمحوا بتمرير هذه المخططات الإسرائيلية.
من جانبه، أعلن رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية أنّ مجلس الوزراء "في حالة انعقاد دائم، من أجل المتابعة اليومية لأهلنا في مدينة القدس ودعم صمودهم".
ودعا رئيس الوزراء الفلسطيني المجتمع الدولي للتدخل الفوري لوقف تلك الانتهاكات المروعة وتوفير الحماية للمواطنين في الأراضي الفلسطينية، وخاصة في مدينة القدس التي تتعرض للتطهير العرقي.
وطالبت وزارة الخارجية الفلسطينية مجلس الأمن بـ"توفير الحماية" للشعب الفلسطيني، مؤكدة أن ذلك ليس امتيازًا أو منّة، وإنما واجب وحق مشروع لشعب تحت الاحتلال، يواجه أشكال البطش والجرائم التي عبرت عنها الجنائية الدولية وتعاملت معها كجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
دعوات لتصعيد الانتفاضة
بدورها، توعدت حركة "حماس"، إسرائيل، بـ "دفع الثمن غاليًا" جراء اقتحام قواتها المسجد الأقصى والاعتداء على المعتكفين داخله، واعتبرت أن تل أبيب تشن "حربًا دينية" على الفلسطينيين.
وأكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية أنّ المقاومة مستعدة ومتحفزة، ولن تقف مكتوفة الأيدي، وستكون كلمتها الفصل في المعركة إن لم يتراجع الاحتلال الإسرائيلي، ويضع حدًا لمخططاته الشيطانية في مدينة القدس المحتلة.
من جهتها، أعلنت حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية، الإثنين أنّ الاعتداء الإسرائيلي الإرهابي على المسجد الأقصى، "لن يمر دون رد رادع".
ودعت الحركة، في بيان، إلى "تصعيد الانتفاضة" عبر توسيع دائرة الغضب الشعبي في كافة الأراضي الفلسطينية، "نصرةً للمسجد الأقصى في مواجهة الاعتداءات الإرهابية الإسرائيلية".
من جانبه، اعتبر عضو المجلس الثوري لحركة فتح أسامة قواسمة أنّ اقتحام المسجد الأقصى صباح اليوم من قبل شرطة الاحتلال يشكّل جريمة إسرائيلية جديدة.
وشدّد قواسمة، في حديث إلى "العربي"، على أنّ "القدس خط أحمر بكل ما تعنيه الكلمة".
كما أكد أمين عام حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي أن الأسلحة التي تم استخدامها في عملية الاقتحام الإسرائيلي للأقصى أسلحة خطيرة وتسبب أذى قاتلًا.
وأشار البرغوثي، في حديث إلى "العربي"، إلى أنّ قوات الاحتلال الإسرائيلي أعاقت دخول الفرق الطبية ومنعت المسعفين من الدخول إلى المسجد الأقصى، وقامت بإغلاق العيادات، لافتًا إلى أنّهم "ارتكبوا كل الخروقات التي تمس بحقوق الإنسان العامة والصحية".
إعلان النفير العام في الأراضي الفلسطينية
كما أكدت عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية مريم أبو دقة أنّ رسائل الشعب الفلسطيني وقواه الحية واضحة، مضيفة أنه "لن تمر لا صفقة القرن ولا صفقة العار".
وكشفت أبو دقة، في حديث إلى "العربي"، أنّه تم الاتفاق مع الفصائل الفلسطينية على سلسلة من الفعاليات، واصفة هذا اليوم بأنه "يوم غضب".
ودعا عضو اللجنة المركزية لمنظمة التحرير واصل أبو يوسف المجتمع الدولي لتوفير الحماية للفلسطينيين ووقف ما يقوم به الاحتلال.
جاء هذا التصريح تعليقًا على المواجهات الدائرة في المسجد الأقصى، بعد اقتحام باحاته من قبل قوات الاحتلال، واستخدام القوة المفرطة لإخلائه من الفلسطينيين المرابطين فيه.
بدورها، دعت فصائل المقاومة الفلسطينية إلى إعلان النفير في القدس والضفة الغربية والداخل المحتل عام 48.
وأضافت فصائل المقاومة خلال مؤتمر صحافي في غزة: "لستم وحدكم يا أهل القدس، نحن معكم، ونتابع ما يحدث ولن نترككم وحدكم".
"العدوان الهمجي المبيت"
وصف وزير شؤون القدس الفلسطيني فادي الهدمي جرائم إسرائيل في باحات المسجد الأقصى، بـ "العدوان الهمجي المبيت".
وحمّل مدير المسجد الأقصى عمر الكسواني حكومة الاحتلال كامل المسؤولية عن الانتهاكات في المسجد الأقصى بسب تعنتها وعدم تعاطيها مع تحذيرات وزارة الأوقاف الإسلامية.
وأشار الكسواني، في حديث إلى "العربي"، إلى أن الاحتلال يريد فرض معادلة اليمين المتطرف الإسرائيلي، وهو مسؤول عن كل التخريب في الأقصى.
كما أكد محافظ القدس عدنان غيث أنّ ما يجري اليوم في المسجد الأقصى هو جزء من مسلسل الإجرام اليومي بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته.
واعتبر غيث، في حديث إلى "العربي"، أنّ العالم مدعو لحماية القدس والمقدسات بالأفعال لا بالأقوال، قارئًا فيما يحدث إشارة من الاحتلال إلى أن كل قوانين العالم لا تسري على الاحتلال.
دعوات لوقف اعتداءات الاحتلال
دوليًا، طالب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الإثنين، إسرائيل بوقف عمليات الهدم وإخلاء الفلسطينيين من بيوتهم في مدينة القدس المحتلة.
ودعا غوتيريش، السلطات الإسرائيلية إلى "ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، واحترام الحق في حرية التجمع السلمي".
من جانبه، دعا متحدث الرئاسة التركية إبراهيم قالن، الإثنين، إلى وقف اعتداءات قوات الاحتلال الإسرائيلي في القدس، تجاه المدنيين الفلسطينيين.
وكشف متحدث الرئاسة عن أنّ الدولة التركية تبذل ما بوسعها وعلى كافة المستويات، من أجل وقف الاعتداءات الإسرائيلية. وحمّل قالن إسرائيل المسؤولية كاملة على الاعتداءات التي يتعرض لها المصلون الفلسطينيون.