وصل وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو إلى السعودية، اليوم الإثنين، في أول زيارة لمسؤول تركي إلى السعودية بعد توتر دام سنوات بين البلدين، على خلفية مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في إسطنبول عام 2018.
ولدى وصوله، غرّد تشاووش أوغلو على "تويتر" قائلًا: "نحن موجودون في السعودية بهدف البحث في علاقاتنا الثنائية ومناقشة القضايا ذات الشأن التي تهمّ منطقتنا، وعلى رأسها الاعتداءات على المسجد الأقصى واضطهاد الشعب الفلسطيني".
In #SaudiArabia to discuss bilateral relations and important regional issues, especially the attacks at the Al-Aqsa Mosque and the oppression against the Palestinian people.🇹🇷🇸🇦 pic.twitter.com/9SKoE52ifP
— Mevlüt Çavuşoğlu (@MevlutCavusoglu) May 10, 2021
وأفاد مسؤولون أتراك بأن زيارة تشاووش أوغلو إلى الرياض، تهدف إلى تجاوز الخلاف المتعلّق بقتل خاشقجي، الذي أدى إلى تبادل اتهامات لاذعة ومقاطعة سعودية للبضائع التركية.
ورجّحوا أن يتم بحث إمكانية بيع طائرات مسيّرة تركية للسعودية، قالوا إن الرياض طلبتها. كما سيناقش الطرفان الاشتباكات العنيفة في القدس المحتلة.
وتتزامن زيارة وزير الخارجية التركي، مع زيارة لأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إلى جدة مساء اليوم أيضًا، حيث سيلتقي بولي العهد الأمير محمد بن سلمان لبحث العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك.
وكان الملك السعودي سلمان بن عبدالعزيز تلقّى، اتصالًا هاتفيًا قبل أيام قليلة، من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بحثا خلاله العلاقات الثنائية بين البلدين، كما هنأ أردوغان، الملك سلمان، بقرب قدوم عيد الفطر المبارك.
"فصل جديد"
وتوقّع مسؤول تركي رفيع المستوى، أن "يفتتح البلدان فصلًا جديدًا معًا"، مضيفًا أن المحادثات ستتركّز على التجارة والعلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية مثل الصراع في ليبيا حيث نشرت تركيا قواتها.
وأدت الأزمة بين البلدين إلى مقاطعة سعودية غير رسمية للسلع التركية، ما قلّص قيمة التجارة بين البلدين بنسبة 98 في المئة.
وكشفت وكالة "الأناضول" الشهر الماضي، أن السعودية بصدد إغلاق ثماني مدارس تركية في المملكة.
ووفقًا للبيانات التركية، فقد أدت المقاطعة غير الرسمية إلى تقلّص الصادرات التركية إلى السعودية إلى حوالي 75 مليون دولار في الأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام، انخفاضًا من 852 مليون دولار في الفترة نفسها من عام 2020.
وفي الفترة ذاتها، ارتفعت الواردات من السعودية من 430 مليون دولار إلى نحو 600 مليون دولار.
"برنامج عمل إيجابي"
والشهر الماضي، قال إبراهيم كالين، المتحدث باسم الحكومة التركية، إن أنقرة "تسعى لإصلاح العلاقات مع الرياض من خلال برنامج عمل إيجابي"، موضحًا أن تركيا تحترم نتيجة محاكمة سعودية أجريت العام الماضي لقتلة خاشقجي.
وتراوحت الأحكام الصادرة عن المحكمة السعودية ضدّ ثمانية متهمين بقتل خاشقجي بين سبع سنوات و20 عامًا.
تبدل السياسة الخارجية مع وصول إدارة بايدن
يشير مراسل "العربي" في إسطنبول أحمد غنام إلى أن السياسة الخارجية التركية بدأت تتبدل عند وصول الإدارة الأميركية الجديدة إلى الحكم برئاسة جو بايدن، مرجحًا وجود تخوف لدى أنقرة من ضغط أميركي جديد عليها في ظل برودة في العلاقات التركية الأميركية.
ويلفت إلى أن هذه الأسباب ربما تدفع تركيا اليوم إلى إنهاء التوترات الحاصلة مع دول المنطقة، ومن بينها تركيا ومصر.