استهدفت غارات إسرائيلية عنيفة مباني سكنية ومواقع للمقاومة ومقرّات أمنية في قطاع غزّة، وأدّت سلسلة الضربات الجوية الجديدة فجر الأربعاء إلى تدمير المقارّ الرئيسية للشرطة في غربي المدينة.
وأعلن المتحدّث باسم وزارة الداخلية في غزة إياد البزم في بيان أن "طائرات الاحتلال الإسرائيلي قامت بشنّ غارات متتالية أسفرت عن تدمير جميع مباني مقرّ قيادة الشرطة في قطاع غزة"، وهي المعروفة وفق مراسل "العربي" باسم "مقر الجوازات".
وأطلقت الطائرات الإسرائيليّة عشرات الصواريخ على غرب مدينة غزة استهدفت مقرّ الشرطة الرئيسي وكلّية تدريب الشرطة ومقرات أمنية أخرى تقع في المنطقة ذاتها بحسب شهود عيان ومصادر أمنيّة فلسطينيّة.
من جانبه، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي في بيان أن قواته الجوية "أنهت قبل وقت وجيز سلسلة من الغارات استهدفت منازل قادة" في كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس في جنوب قطاع غزة.
وزعمت قوات الاحتلال أن طائراتها المقاتلة "استهدفت وقتلت عددًا من قادة المخابرات في حماس في وقت مبكر من صباح اليوم الأربعاء". واستهدفت ضربات أخرى ما قال الجيش إنها "مواقع لإطلاق الصواريخ ومقار لحماس".
وفي وقت لاحق، أفاد مراسل "العربي" بأنّ طائرات الاحتلال الحربية شنّت ثلاث غارات جديدة شمال غربي مدينة غزة.
وأشار مراسلنا إلى أنّ الغارات الجديدة التي رُصِدت منذ قليل، جاء بالقوة نفسها للغارات التي كانت قد سُجّلت سابقًا، ما يؤشر إلى استمرار القصف بالوتيرة نفسها.
الاحتلال يستهدف مناطق مأهولة
وتحدث مراسل "العربي" من غزّة عن دمار شامل خلّفته هذه الغارات ليس فقط على "مقر الجوازات"، بل أيضًا على المباني السكنية المجاورة.
ووصف المراسل المنطقة المحيطة بأنها تحوّلت "إلى رماد" وفق شهود عيان، كما نقلت سيارات الإسعاف عددًا من المصابين من المحلة بينما تحركت فرق الدفاع المدني بشكل كبير في شمال مدينة غزة حيث شُنّت الغارات.
أما فيما يتعلق بالأماكن التي تمّ استهدافها، فـ"مدينة عرفات للشرطة" أو "موقع الجوازات"، هو مقر للشرطة مكوّن من أكثر من 5 مبانٍ، وهو محاط بأماكن سكنية، واستهدفه الاحتلال بنحو 10 إلى 15 غارة متواصلة.
وتعود إدارة المكان إلى جهاز الشرطة الفلسطينية التابع لوزارة الداخلية الرسمية، بينما المواقع التي تم استهدافها جنوبًا فكانت تابعة للمقاومة الفلسطينية ولفصائل من المقاومة الفلسطينية.
وفي المقابل، أكّدت فصائل المقاومة الفلسطينية استهداف مواقع عدّة بينها تل أبيب وضواحيها بأكثر من 300 صاروخ.
#عاجل | مراسل التلفزيون العربي: غارات إسرائيلية تستهدف مواقع للمقاومة في خان يونس بقطاع #غزة #فلسطين #غزة_تحت_القصف #غزة_تقاوم pic.twitter.com/UkzHpf9gMf
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) May 12, 2021
التصعيد في غزّة
وبدأ التصعيد في غزّة، وهو الأعنف منذ حرب عام 2014، هذا الأسبوع، بعد مواجهات في القدس الشرقيّة المحتلة، أعقبت اقتحام قوات الاحتلال للمسجد الأقصى واستخدام القوة المفرطة لإخلائه من المصلّين، مما أثار قلقًا واستنكارًا دوليًا من ممارسات الاحتلال بحق المدنيين الأبرياء.
وقد أدت الغارات الإسرائيلية حتّى الساعة إلى استشهاد 35 فلسطينيًا على الأقل بينهم 12 طفلًا وثلاث نساء، وجرح 233 آخرين في غزة، حسب وزارة الصحة في القطاع.
وكانت كتائب القسّام حددت الإثنين مهلة لإسرائيل لسحب قواتها الأمنيّة من باحات المسجد الأقصى.
ومع انتهاء المهلة أطلقت فصائل فلسطينيّة مسلّحة بينها حماس، وابلًا من الصواريخ على جنوب الأراضي المحتلة وفي القدس.
ويحاصر الاحتلال قطاع غزّة الذي يعيش فيه قرابة مليوني شخص منذ 2007، وشنّت ثلاث حروب مدمّرة منذ ذلك الوقت على القطاع في 2008 و2012 و2014.