لم تكتمل فرحة الغزاويين العائدين إلى ديارهم، بعد إفشالهم العدوان على غزة، إذ شكّل الدمار الذي لحق بمنازلهم صدمة لهم. لا منازل، لا مياه، لا مأوى، ولا كهرباء. أمتعتهم تراكمت على سيارات النقل أمام كومة من الأنقاض كانت في الماضي مباني سكنية لهم.
وتسبّب العدوان الاسرائيلي على غزة جوًا وبرًا وبحرًا، باستشهاد 248 مدنيًا، بينهم 66 طفلًا و39 امرأة، وإصابة 1900 فلسطيني.
ووفقًا لاحصائيات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الاونروا)، نزح أكثر من 75 ألف فلسطيني من منازلهم، لجأ منهم 28700 إلى مدارس الوكالة.
وتتوقّع تقديرات حكومية أولية أن يبلغ مجمل الخسائر الناجمة عن العدوان أكثر من 332 مليون دولار، منها 247 مليون دولار خسائر مباشرة، مع تدمير 1800 وحدة سكنية بشكل كلي، و16 ألف وحدة أخرى تضرّرت جزئيًا وبدرجات متفاوتة.
كما دمّر الاحتلال نحو 205 منازل وشقق وأبراج سكنية، و33 مقرًا لمؤسسات إعلامية، مع تضرّر 66 مدرسة ومرفقًا صحيًا، و490 منشأة زراعية.
اقتصاديًا، تعرّضت أكثر من 300 منشأة اقتصادية وصناعية وتجارية للتدمير، و7 مصانع للهدم تمامًا، وقُدّرت الخسائر بنحو 40 مليون دولار، فيما تضرّر 31 محوّلًا كهربائيًا، وتعرّضت 9 خطوط رئيسية للقطع، و16 شركة اتصال وانترنت.
ويحاول مليونا شخص في قطاع غزة استيعاب الصدمة، ويبدأون جهود إعادة الإعمار، وهي مهمة يواجهها الغزاويون للمرة الرابعة منذ العام 2007.
رؤية متكاملة لإعادة الإعمار
وشرح مدير شبكة المنظمات الأهلية في قطاع غزة أمجد الشوا لـ"العربي" أن الكارثة أكبر من الأرقام والاحصائيات، حيث دمّر العدوان كل مقومات الحياة والبنى التحتية، ولكنّه لم يستطع أن يمسّ بإرادة الصمود.
وأضاف أن القضية هي أكبر من "إعادة بناء الحجر، بل تكمن في إنهاء هذه الحروب المتكرّرة"، معتبرًا أنه على المجتمع الدولي "ألا يكتفي بتمويل إعادة البناء ليقوم الاحتلال بإعادة تدميره، بل يجب توفير الحماية للفلسطينيين، وإنهاء الحصار، والدعم النفسي".
ودعا عبر "العربي" إلى تأمين الاستجابة العاجلة لحاجات الفئات الأكثر تضررًا من مراكز إيواء، وعلاج المصابين، والدعم النفسي لذوي الاحتياجات الخاصّة، وايجاد رؤية متكاملة لإعادة الإعمار في كافة القطاعات".